الصناعة .. الخيار الوحيد لأحفادنا

خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز هو القائل "الصناعة خيارنا".
في العدد الأول لجريدة "اليوم" الصادر في 30 شوال 1384 هـ الموافق 21 فبراير 1965 م أي قبل خمسين عاما وتحت عنوان فيصل المعظم يعلن عن منجزات صناعية وزراعية هامة في اللقاء التاريخي بشعبه في المنطقة الشرقية "خلال اللقاء ألقى جلالته مزيدا من الأضواء على مخططات الدولة للمستقبل على صعيدي التنمية الصناعية والاجتماعية، ستكون لدينا مصانع للصلب ومعامل بتروكيماوية، ومصانع للزجاج والكبريت والأسمدة وإصلاح زراعي بمعنى الإصلاح الصحيح إلى جانب أفران ذرية ستكون دعامة لانطلاقتنا الصناعية الجبارة"
(واسمحوا لي أن أشارككم شأنا شخصيا خارج فكرة المقال، أنه خلال زيارته تلك حظيت عائلتنا بزيارته لمنزلها بمدينة القطيف وكان المرحومين جدي من أمي الوجيه حسن بن صالح وجدي من أبي عبدالله بن منصور وعمي سعيد ووالدي أطال الله في عمره في استقباله وهي صورة من صور التعبير عن علاقة المواطن بالحاكم وتقديره).
يروي لي عمي الدكتور جميل الجشي عن صدور توجيه كريم من الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله إلى المرحوم الدكتور غازي القصيبي وزير الصناعة بإسناد مرجعية تخصيص وتوزيع الغاز الطبيعي إلى القطاعات الصناعية المختلفة إلى وزارة الصناعة وتلك البداية أولدت شركة سابك العملاقة. خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يصدر أمره الكريم بتغيير اسم مدينة الزُّور الصناعية إلى مدينة الخير الصناعية لتكون مركزا لصناعة المعادن والألمنيوم وأسندت إدارة المدينة للهيئة الملكية للجبيل وينبع، وهو من صدر أمره الكريم بإنشاء مدينة وعد الشمال وكلتا المدينتين من رحم أفكار وإدارة وزارة البترول والمعادن.
ما حلم به فيصل بن عبدالعزيز قبل خمسين عاما تحقق، وما وجه به فهد بن عبدالعزيز في عهد الملك الإنسان خالد بن عبدالعزيز نلمس فائدته اقتصاديا وتوظيفيا، وما أمر به خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز تحقق جزء منه والباقي في الطريق.
من أجل مستقبل وطننا وأجيال المستقبل، هل يحق لنا أن نتخيل "مشروع وطن" وأكرر "مشروع وطن" يرسم به خريطة طريق بأهداف محددة ومرتبطة بتاريخ محدد ومن خلال استراتيجية صناعية نركز فيها على الميز النسبية للمناطق والثروات الشبابية لتوفير لقمة العيش لأحفادنا من دون التأثر بسعر النفط وكونه المصدر الأساسي للدخل؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي