أمير مكة يسلم 1200 مستفيد من الإسكان الميسر منازلهم في العاصمة المقدسة

علمت " الاقتصادية " من مصادر رسمية أن الأمير مشعل بن عبدالله أمير منطقة مكة المكرمة سيقوم خلال الأسبوع المقبل بالتسليم الرسمي للوحدات السكنية في الإسكان الميسر " مشروع واحة مكة للإسكان" في العاصمة المقدسة للمستفيدين، حيث سيسلم جميع الوحدات مجهزة بكافة الخدمات من صحة ومياه وكهرباء.
وأضاف المصدر، أن مشروع "واحة مكة " شرع في تسليم المرحلة الأولى من الوحدات السكنية والبالغة عددها 1100 وحدة، حيث استهل المشروع بتسليم مفاتيح 200 وحدة سكنية، فيما سيكون التسليم الرسمي بحضور الأمير مشعل بن عبد الله أمير منطقة مكة المكرمة خلال الأسبوع المقبل، مشيرا إلى أنه بدأ العمل في المشروع على استكمال المرحلة الثانية والبالغ عددها 1200 وحدة سكنية، إضافة إلى عدد من المباني التجارية وأخرى للأعمال والخدمات العامة.
من جهته قال لـ " الاقتصادية " المهندس ممدوح الحربي، المدير التنفيذي لشركة واحة مكة، إن تسليم المفاتيح سبقه إجراء معاينات منتظمة من قبل الملاك للوحدات السكنية لرؤيتها على أرض الواقع بهدف الاطلاع عن كثب على التجهيزات النهائية والإدلاء بملاحظاتهم لتضمينها قبل إجراء عمليات التشطيب النهائي وتسليم الوحدات السكنية، مشيرا إلى إن مشروع واحة مكة قام بتحديد معايير صارمة لشركات المقاولات عبر استخدام أعلى المعايير الهندسية المتضمنة جميع اشتراطات السلامة والصحة العامة والتي تضمن حماية الأرواح والممتلكات.
وبين الحربي، أن مشروع واحة مكة يتضمن وحدات سكنية بمساحات تبدأ من 80 مترا مربعا للوحدة السكنية، وتصل إلى 120 مترا مربعا، مشيرا إلى أن جودة الحياة مفهوم مهم جدا في التخطيط للمدن والأحياء، لذا فقد التزم مشروع واحة مكة بتقديم كافة العناصر الخدمية والسكنية والتجارية في مكان واحد بهدف خلق مجتمع متكامل، يخدم سكان المشروع وسكان المخططات المجاورة، مبينا أنه يعتبر المشروع نموذجا للإسكان البديل الذي من شأنه سد العجز في معادلة الإسكان التي اختلت بسبب عوامل كثيرة.
ويقع مشروع واحة مكة على بعد 14.5 كيلو متر من المسجد الحرام وهو يتوسط عدة مخططات معتمدة، مثل مخطط التخصصي ومخطط الزايدي ومخطط أم الجود، كما يتميز المشروع في تصميمه المعماري بفلسفة العمارة الإسلامية المعاصرة، حتى يكون وفقا لنمط الحياة الإسلامية والاجتماعية المحلية وملاءمتها للبيئة.
وتبلغ إجمالي مساحته نحو 670 ألف متر مربع، خصصت لبناء 4100 وحدة سكنية على أربع مراحل، تتنوع بين فيلات ودوبلكسات وشقق سكنية مختلفة المساحة والأحجام إضافة إلى عدد من المباني التجارية وأخرى للأعمال والخدمات والمرافق العامة وشبكة حديثة من الطرق والمواصلات وأنظمة للصرف الصحي والمياه والكهرباء ومنطقة خدمات تجارية.
من جهته قال الدكتور مجدي حريري، عضو الشورى السابق، ورئيس مجلس إدارة مكيون للتطوير العمراني، إن تجربة واحة مكة، تعتبر أحد الحلول الناجعة التي قد تساهم في تمليك ذوي الدخل المحدود وحدة سكنية، بعد أن تسبب ارتفاع أسعار الأراضي إلى وصول المساكن إلى أسعار ليست في متناول الجميع، مشيرا إلى أن مشروع واحة للإسكان يعتبر أول مشروع في المملكة العربية السعودية يعمل على نظام التعاون بين القطاعين العام والخاص لتقديم شقق تمليك بأسعار ميسرة.
وبدأ مشروع واحة مكة للإسكان الميسر في عام 2010، وذلك عندما طرحت أمانة العاصمة المقدسة على المطورين قطعة أرض للمنافسة تم تقسيمها إلى قسمين، يكون الأول للإسكان الميسر والثاني للإسكان المطور، حيث ألزمت الأمانة بأن يقوم المطور بإنشاء وحدات سكنية في القسم الأول تباع بسعر التكلفة أو أقل من ذلك بقليل، في حين يتم تعويض المطور بالنصف الآخر من الأرض والذي سيتم بيع الوحدات السكنية فيه بسعر السوق، وبذلك اكتمل التوازن فكان المشروع بمثابة تعاون نموذجي بين القطاعين الخاص والعام والذي عاد بالمصلحة للمواطن.
وبالعودة إلى مجدي حريري، فقد أوضح أن مشروع واحة مكة يشمل وحدات عمرانية مستقلة وأخرى للأعمال ويتضمن شبكة حديثة من الطرق وأنظمة للصرف الصحي والمياه والكهرباء والمواصلات، ومستشفيات تساعد على تأمين مستوى علاجي بشكل سريع وطارئ، وأسواق تجارية ومولات تقدم خدمة التسوق من الباب إلى الباب.
وذكر حريري، أن المشروع يسابق عجلة الزمن لإكمال جميع مراحله ويكون جاهزا لاستقبال ما يزيد على 15 ألف نسمة، أي أنه سيكون بحجم حي متوسط في العاصمة الرياض، وهذا أحد أبرز أهداف المشروع المتمثلة في وضع نواة لحي سكني متكامل، والمساهمة في القضاء على مشكلة العشوائيات في مكة وزيادة المعروض من الوحدات السكنية لحل أزمة المساكن، مضيفا أن هناك رغبة لاستنساخ التجربة في مدن سعودية أخرى وهناك مساع تبذل لنقل التجربة إلى الرياض وجدة، حيث توجد سوق كبيرة لهذا المنتج، ولاسيما مع تزايد ارتفاع أسعار العقارات والأراضي.