لوبيز .. انتهت العلاقة

قبل أن تختار مدربا لأي منتخب، عليك أن تحدد أهدافك المستقبلية أولا، وتُلم تماما بالإمكانات المتوافرة للمنتخب ذاته. وإذا ما أعملنا القاعدة - وهي من بنات أفكاري - أعلاه على منتخبنا الوطني، فهل لوبيز كارو هو المدرب المناسب للفريق الوطني في المرحلة المقبلة؟
لنؤجل الإجابة عن السؤال الأخير قليلا، ونبدأ بما سبقه، ما الأهداف المستقبلية لمنتخبنا؟ وما الإمكانات المتوافرة؟ وهنا لا نحتاج إلى كثير من الوقت للإجابة. مؤكدا أن التأهل لمونديال روسيا بعد ثلاثة أعوام وثلاثة أشهر هو هدفنا الاستراتيجي الأول، ويمر عبر عدد من المراحل المترابطة التي تتطلب استقرارا ورسما لسياسات بعيدة المدى تشمل ثلاث بطولات لكأس الخليج وبطولة قارية واحدة قد تسفر عن بطولة عالمية هي القارات، أي أننا أمام برنامج مزدحم طوال السنوات الثلاث المقبلة، كلها تصب في مسار التأهل للمونديال.
.. هذه الأهداف تحتاج إلى جهاز إداري خبير، وقد وجد بتوافر عبد الرزاق بو داود، وزكي الصالح، وبقي رأس المثلث هو مدرب طموح يملك رؤية بعيدة المدى ويجيد توظيف القدرات في برامج طويلة المدى، وتتوافر لديه سيرة مهنية تفرض احترام اللاعبين له، والجماهير والإعلام. هل يملك لوبيز هذه المعايير؟
.. أما عن الجزء الثاني من التساؤل: ما الإمكانات المتاحة للمنتخب الوطني؟ أعتقد أن فريقنا الحالي يضم خليطا رائعا من الشباب الصاعدين، وأولي الخبرة الذين ينتظرون تتويج مسيراتهم الرياضية بالإنجاز الدولي، أسوة بمن سبقهم في الدفاع عن ألوان العلم الوطني، لدينا هداف لا يشق له غبار، هو ناصر الشمراني، بلغ ذروة مجده ويعيش في عصر خلاصة التجربة، مدعوما بمهاجمين رائعين أمثال هزازي، فلاتة والسهلاوي والمولد. ما يقال عن الشمراني يقال عن أسامة هوساوي، الخبير المخضرم المدعوم بنخبة من الشغوفين بالظهور الدولي مثل الهوساويين عمر ومعتز، في الوسط لدينا مجموعة من الصاعدين الرائعين يتقدمهم إبراهيم غالب، سالم الدوسري، يحيى الشهري، بصاص، العابد وكانو، يدعمهم خبيران كتيسير وكريري وربما عطيف.
.. إذن الإمكانات المتوافرة، تصعد بسقف الطموح إلى ملامسة الأهداف المحددة سلفا، ولكن هل الأداء المقدم في السنة الماضية ينسجم مع هذه الإمكانات حتى الآن؟
.. وحتى لا يلتبس الأمر على القارئ الكريم، فالإمكانات تختلف عن الأداء، قد يكون لديك لاعب ذو إمكانات عالية لكنه لا يقدم الأداء المنتظر، ويرجع هذا إلى أسباب تدريبية، إدارية، نفسية وإعلامية وجماهيرية تنعكس على حضوره الذهني، وتحد من تفجر إمكاناته كما يجب.
.. التقيت الإسباني لوبيز كارو أكثر من مرة، ولا أخفي إعجابي بحماسه واجتهاده، وهذا وحده لا يكفي، إذ إن أبرز عيوبه، هو توتره الدائم من ردة فعل الجماهير والإعلام تجاه قراراته، ما سبّب له اهتزازا في بعض قراراته اللاحقة، كما أنه يرمي بالمسؤولية دائما على الجو العام للرياضة في البلاد أمام أي هزة في مسيرة المنتخبات الوطنية، وفي كل مرة كنت أقول له: بهذه الأجواء وأسوأ، تسيدنا آسيا ثلاث مرات، وصعدنا للمونديال أربع مرات، وليس مطلوبا منك إلا قيادة المنتخب الوطني ولا تشغل نفسك بتعديل ما لا يعدل، وفي كل المرات يصفق يدا بيد ويختم الحوار بقوله: أنا أعمل.
.. الخاتمة، لا بد من التذكير بأن كأس الخليج تكون غالبا محرقة لمنتخبنا الوطني، وإذا ما دشن مبارياته بهذه الحال المضطربة فإن التعديل قبل نهائيات أستراليا، سيكون أصعب من الآن، وعليه فإنني أعتقد أن علاقة المنتخب الوطني بلوبيز انتهت، ولسنا مرغمين على انتظار رصاصة رحمة في المونديال الخليجي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي