تاريخ سكة الحديد في المملكة بدأ من الأربعينيات الميلادية

تاريخ سكة الحديد في المملكة بدأ من الأربعينيات الميلادية
تاريخ سكة الحديد في المملكة بدأ من الأربعينيات الميلادية
تاريخ سكة الحديد في المملكة بدأ من الأربعينيات الميلادية

انطلقت فكرة إنشاء سكة الحديد بالمملكة في منتصف الستينيات الهجرية (الأربعينيات الميلادية) عندما برزت الحاجة آنذاك إلى إنشاء ميناء تجاري على ساحل الخليج لنقل البضائع المستوردة عن طريقه إلى مستودعات شركة الزيت العربية الأمريكية (أرامكو).

ووفقا لتقرير بثته وكالة الأنباء السعودية، تضمنت الفكرة التي تقدمت بها شركة أرامكو لإنشاء خط للسكة الحديد من الدمام إلى الرياض، إنشاء ميناء تجاري كبير يمكنه استقبال السفن الضخمة التي تنقل مستلزمات أعمال صناعة النفط ومعداتها، فضلا عما سيكون لهذا الميناء من فوائد جمة للاقتصاد الوطني.

وعند عرض الأمر على الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - أمر بتنفيذ المشروع كاملا ليصل إلى العاصمة الرياض، ليتم فعليا البدء في تنفيذ المشروع في تاريخ 26 ذي القعدة 1366هـ 21 تشرين الأول (أكتوبر) 1947م.

#2#

وفي 19 محرم عام 1371هـ 20 تشرين الأول (أكتوبر) 1951م تم افتتاح الخط في الرياض في حفل رسمي حضره الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - ونجله ولي العهد الأمير سعود بن عبد العزيز - رحمه الله - وحشد كبير من المسؤولين.

وظلت السكة الحديد منذ ذلك الوقت تعمل تحت إشراف شركة أرامكو لفترة من الزمن، حتى ارتبطت بوزارة المالية، وسميت مصلحة السكة الحديد، ليصدر في 22 محرم 1386هـ 13 آزار (مايو) 1966م مرسوما ملكيا يقضي بالموافقة على النظام التأسيسي للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية، وبمقتضاه تم تحويل السكة الحديد إلى مؤسسة عامة لها شخصية اعتبارية، يديرها مجلس إدارة، ويرسم سياساتها العامة وفقا لأسس تجارية.

ولاحظت المؤسسة أن جزءا كبيرا من البضائع الواردة عن طريق ميناء الملك عبد العزيز بالدمام تخص موردين من منطقة الرياض أو ما جاورها، وعندما زادت واردات الميناء بالدمام بكميات كبيرة جدا بعد عام 1395هـ، الموافق لعام 1975م، الأمر الذي أصبحت معه الطرق بين الدمام والرياض تعاني من أزمة ازدحام شديد، برزت فكرة إنشاء الميناء الجاف بالرياض ليسهم القطار في تخفيف أزمة الازدحام عن طريق تمكين مستوردي البضائع في منطقة الرياض من نقل بضائعهم على القطار مباشرة إلى الرياض، حيث يتم تخليصها جمركيا وتسليمها لهم فيه.

#3#

وفيما يخص نشاط نقل البضائع، فقد اعتمدت المؤسسة خلال مشروع ميزانيتها للعام الحالي 2013م تأمين ست قاطرات مناورة قوتها ألفا حصان، إضافة إلى توريد ثماني قاطرات جر بقوة (3500) حصان، كما تم إبرام عقد تصنيع وتوريد (220) عربة شحن مزدوجة لتضاف إلى القاطرات العاملة في مجال نقل البضائع، وكذلك تأمين عربات شحن بضائع منوعة لمواجهة الطلب المتزايد على خدمات المؤسسة في هذا المجال.

وتمتد شبكة الخطوط الحديدية في المملكة على طول 1418 كيلومترا، وتربط المنطقتين الشرقية والرياض اللتين يتركز فيهما 40 في المائة من إجمالي سكان البلاد، و50 % من النشاط الاقتصادي، إذ تنقل قطارات المؤسسة سنويا ما يزيد على 1.3 مليون راكب، و350 ألف حاوية، أي أكثر من 80 % من الحاويات الواردة لمنطقة الرياض عبر ميناء الدمام، ومليوني طن من البضائع العامة، وهي منقولات تحتاج إلى نحو 500 ألف شاحنة لنقلها على الطريق.

وتشمل الخطوط التي تشغلها المؤسسة خط نقل الركاب الذي يبلغ طوله 449 كيلومترا، ويربط الرياض بالدمام مرورا بالأحساء وبقيق، وخط شحن البضائع ويبلغ طوله 569 كيلومترا، ويبدأ من ميناء الملك عبد العزيز بالدمام لينتهي في الرياض، مرورا بالأحساء وبقيق والخرج وحرض والتوضيحية، علاوة على الخطوط الفرعية التي يبلغ مجموع أطوالها 400 كيلومتر، وهي تربط بعض مواقع الإنتاج الصناعي والزراعي وبعض المواقع العسكرية بموانئ التصدير وبعض المناطق السكنية.

ومن المتوقع أن تنمو أرقام الركاب والشحن بعد بدء الرحلات لمشاريع التوسعة القائمة والمخطط لها، إذ يتوقع أن يصل عدد الحاويات المتداولة على الجسر البري عام 2015م إلى أكثر من 700 ألف حاوية نمطية أي ما مجموعه 8 ملايين طن من المشحونات.

أما بعد تنفيذ مشروع قطار الحرمين السريع فإن التوقعات تشير إلى تنامي عدد الحجاج والمعتمرين، ووفقا لإحصاءات وزارة الحج فإن عدد الحجاج والمعتمرين المتوقع خلال الخمس وعشرين سنة القادمة سيصل إلى أكثر من ثلاثة ملايين حاج ، وأكثر من 11 مليون معتمر، وهو ما يعني مضاعفة حركة نقل الركاب عبر القطارات التي تعد الوسيلة الأفضل لنقل هؤلاء الحجاج والمعتمرين.

وتسعى المؤسسة جاهدة في إنفاذ الرؤية الإستراتيجية لقطاع النقل الحديدي، بالاستفادة من كل الوسائل النافعة والمتقدمة، ومن بينها وسائل الاتصال المتطورة.

الأكثر قراءة