الملك: أغرار ذهبوا ضحية لأهواء متدثرين بعباءة الدين وهو منهم براء

الملك: أغرار ذهبوا ضحية لأهواء متدثرين بعباءة الدين وهو منهم براء
الملك: أغرار ذهبوا ضحية لأهواء متدثرين بعباءة الدين وهو منهم براء

قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في كلمة وجهها للمواطنين والمسلمين في كل مكان بمناسبة عيد الفطر المبارك، إن المملكة هدفت إلى وضع حد للإرهاب، وسعت دائما إلى كل ما من شأنه أن يرفع راية الإسلام بعيدا عن الغلو والتطرف والدموية.
وفيما يلي نص الكلمة التي ألقاها عبر وسائل الإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة وزير الثقافة والإعلام:
"بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه العظيم "إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه" والصلاة والسلام على خير البرية المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
أبنائي المواطنين
أيها الإخوة المسلمون في كل مكان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم بخير .. أما بعد:
فإن للعيد بهجة وفرحة يرسلها المولى سبحانه وتعالى إلى نفوس عباده المسلمين بعد أن أنهوا ما فرضه الله عليهم في هذا الشهر الكريم، لأنه عز وجل جعل هذا العيد جائزة لمن خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى، فقد صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام أي رب، إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن منعته النـوم بالليل فشفعني فيه، قال فيشفـعان". فهنيئا لكم هذان الشفيعان يوم القيامة نظير ما بذلتموه من الصيام والقيام وقراءة القرآن خلال هذا الشهر، أعاده الله على الأمة جمعاء باليمن والبركات، وتقبل الله من جميع المسلمين والمـسلمات صيامهم وقيامهم إنه سميع مجيب.
إخواني وأبنائي في عالمنا الإسلامي
أهنئكم جميعكم بعيد الفطر من مهبط الوحي من أرض الحرمين الشريفين، حيث أراد الله لهذه البلاد الطيبة الـمباركة أن تنعم باستقرارها وأمنها ووحدتها على كلمة سواء، هي "لا إله إلا الله محمد رسول الله" وحد أركانها الملك عبد العزيز آل سعود يرحمه الله على المـحبة والسلام والألفة والاحترام، مستلهما رسالة هذا الدين الإسلامي العظيم الداعية إلى نبذ الغلو والتطرف والحث على التوسط في كل الأمور قال الله عز وجل "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا".
إخواني وأخواتي:
كم كنا نتمنى أن تكون فرحة هذا العيد تامة لولا ما يعتري النفس من الواقع المؤلم الذي تعيشه أمتنا الإسلامية في الكثير من أقطارها نتيجة الصراعات في سبيل شعارات ونداءات وتحزبات ما أنزل الله بها من سلطان، وما كان لها أن تكون لولا أن أعداء الإسلام والسلام لقوا الأذن الصاغية لهم من فئة ضئيلة فأضلوهم السبيل، وأصبحوا أداة طيعة في أيديهم يروعون بهم الآمنين، ويقتلون الأبرياء بتحريف نصوص الشرع القويم وتغيير دلالاتها وتأويلاتها لـخدمة أهدافهم ومصالحهم الشخصية، ونسوا أو تناسوا أن الله تعالى قال في محكم التنزيل "ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا".
إخواني وأبنائي:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم "مثل الـمؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" وهذا هو المجتمع الإسلامي الحقيقي الذي ينبغي ألا يسكت على أمر قد يلحق الضرر بأحد أبنائه في أي مكان من العالم، فواجبنا جميعا الأخذ على أيدي القلة القليلة من الأغرار الذين ذهبوا ضحية أصحاب الـمطامع والأهواء المتدثرين بعباءة الدين والدين منهم براء. وإننا بحول الله وعونه سنقف سدا منيعا في وجه الطغيان والإرهاب واستباحة الدماء، ونمنع كل من يسعى في إبدال الأمن خوفا والرخاء ضنكا، فهؤلاء أيها الإخوة أشد خطرا وأعظم أثرا وأعمق من الأعداء الذين يتربصون بالأمة في العلن كما أننا نؤكد حرصنا على حماية الأمن الوطني للمملكة العربية السعودية مما قد تلجأ إليه الـمنظمات الإرهابية أو غيرها من أعمال قد تخل بأمن الوطن، وقد اتخذنا كافة الإجراءات اللازمة لـحماية مكتسبات الوطن وأراضيه واستقرار شعبنا السعودي الأبي، وضيوفنا من الزوار والمقيمين.
إننا أيها الإخوة في ظل ما يواجهه الدين الإسلامي والأمة الإسلامية من حرب شعواء من هذه الفئة الباغية هدفنا إلى وضع حد للإرهاب، وسعينا كما نسعى دائما إلى كل ما من شأنه أن يرفع راية الإسلام بعيدا عن الغلو والتطرف والدموية، ونسأل الله عز وجل أن تكون مساهمتنا فعالة ومؤثرة في دحر أولئك الـمفتئتين، ودمغ باطلهم، قال الله في محكم كتابه "كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

الأكثر قراءة