مودي يلوح بغصن زيتون لباكستان ويدعو شريف لحضور مراسم تنصيبه

مودي يلوح بغصن زيتون لباكستان ويدعو شريف لحضور مراسم تنصيبه

وجه رئيس الوزراء الهندي المنتخب ناريندرا مودي الدعوة اليوم الأربعاء لزعماء باكستان ودول أخرى مجاورة لحضور مراسم تنصيبه الأسبوع القادم في خطوة لم يسبق لها مثيل تشير إلى تطلعاته لأن يصبح زعيما إقليميا. وتواجه الهند -وهي قوة إقليمية من الوزن الثقيل- صعوبات منذ فترة طويلة في علاقاتها مع جيرانها وخاصة مع باكستان وكذلك مع دول أصغر مثل نيبال وبنجلادش بسبب قضايا تتعلق بالتجارة والهجرة وتقاسم مياه الأنهار. لكن ربما يسعى مودي أيضا من خلال التواصل مع أعضاء من رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي في بداية حكمه إلى التعامل مع بواعث قلق من أن الصين التي تنافس الهند منذ فترة طويلة تتوغل في المنطقة.

وقالت الحكومة ومصادر في حزب بهاراتيا جاناتا الذي يتزعمه مودي إن رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف كان في قائمة الضيوف من زعماء دول رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي الذين وجهت اليهم الدعوة لحضور مراسم اداء مودي اليمين يوم الاثنين. وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية سيد أكبر الدين عبر حسابه على تويتر "وزيرة الخارجية الهندية سوجاتا سينغ تكتب لنظرائها في رابطة جنوب آسيا لدعوة زعماء تلك الدول لحضور مراسم أداء اليمين في 26 مايو". وإذا حضر رئيس الوزراء الباكستاني المراسم المقرر اقامتها في القصر الرئاسي فستكون هي المرة الأولى في تاريخ العلاقة بين الخصمين النوويين اللذين خاضا ثلاث حروب منذ الاستقلال في عام 1947 . ولم يتضح على الفور ما إذا كان شريف سيقبل الدعوة. وقال محللون إن الزيارة ستكون صعبة من الناحية السياسية.

وقالت السفارة الباكستانية في نيودلهي إنها لم تتسلم الدعوة بعد. لكن مكتب رئيس سريلانكا ماهيندا راجاباكسه قال إن الرئيس سيحضر مراسم أداء مودي اليمين. وقال مسؤول بالرئاسة لرويترز بشرط عدم الكشف عن اسمه "الرئيس تسلم دعوة مثله مثل جميع زعماء جنوب آسيا الآخرين... الرئيس ماهيندا راجاباكسه سيحضر المراسم". وشيدت الصين ميناء في سريلانكا وتشارك في تطوير ميناء آخر في بنجلادش إلى جانب مساعداتها العسكرية والمدنية لباكستان -حليفتها منذ زمن طويل- مما يزيد قلق دلهي من تزايد النفوذ الصيني في المنطقة.

وقال سي. راجا موهان وهو محلل سياسي بارز "من الناحية السياسية فإن دعوة الزعماء الإقليميين خطوة ذكية." وتابع قائلا "يتعين على الهند باعتبارها أكبر دولة في المنطقة التواصل مع جيرانها". لكن محللين قالوا إنه حتى إذا لم يستطع شريف حضور المراسم فإن الحكومة الجديدة في نيودلهي تشير إلى رغبتها في التواصل من جديد مع جارتها. ويتبنى حزب بهاراتيا جاناتا المنتصر في الانتخابات موقفا متشددا من باكستان منذ فترة طويلة كما أن مودي يعتبر متشددا لا يقبل الحلول الوسط في مسائل الأمن القومي. لكن الفوز الانتخابي الكبير الذي حققه يمنحه قوة سياسية للتواصل مع جيران تتسم العلاقة معهم بالصعوبة ومنهم باكستان على نحو لم يقدر عليه سلفه مانموهان سينغ الذي أضعفته فضائح فساد والاستياء العام في الداخل.

وألمحت حكومة شريف كذلك بعد انتخابها العام الماضي إلى دعوة رئيس الوزراء الهندي لحضور مراسم تنصيبه لكن سينغ رفض. ويواجه موقف شريف الأكثر اعتدالا إزاء الهند معارضة من المتشددين في الداخل خصوصا في صفوف القوات المسلحة. وقالت قناة سي.إن.إن-آي.بي.إن التلفزيونية الهندية نقلا عن مصادر لم تذكرها بالاسم إن شريف قد لا يحضر المراسم وإنما سيرسل ممثلا له.

وقال سوبرامانيان سوامي رئيس لجنة العمل الاستراتيجي في حزب بهاراتيا جاناتا "نؤيد الرأي القائل بأن الأولوية القصوى يجب أن توجه لإنعاش الاقتصاد... مما يعني أننا نرغب في تجنب أي أحداث تهز الاستقرار وبالتالي نحرص على إجراء محادثات بشأنها إذا حدث أي سوء فهم". وكان ممثلون من الهند ومن باكستان يتواصلون على مدى الأسابيع القليلة الماضية على المسار الرسمي ومن خلال القنوات الخلفية مع بروز مودي باعتباره المرشح الأوفر حظا للفوز في الانتخابات. وذكرت صحيفة إيكونوميك تايمز نقلا عن مصادر لم تذكرها بالاسم في الحكومة في باكستان أن السفير الباكستاني في الهند عبد الباسط عقد اجتماعات مع أعضاء من حزب بهاراتيا جاناتا لينقل لهم استعداد بلاده للتواصل على نحو جدي مع الحكومة الهندية الجديدة.

الأكثر قراءة