قبل تقييم اللجان

كل شيء في واقعنا الكروي يمكن أن يتغير للأفضل ما عدا بعض اللجان التي لا تزال بعيدة عن مواكبة أي تطور يمكن أن يحدث على صعيد اللوائح أو البرمجة أو التنظيم أو التسويق كما لمسناه هذا الموسم حتى وإن لم يكن بالطموح الذي نريده وتتمناه الأندية التي يهمها بالدرجة الأولى المنافسة العادلة وحماية الملايين التي تدفعها من أخطاء لجنتي الحكام والانضباط المتكررة في كل جولة دون أن يكون هناك حلول عاجلة تسهم في إقناع وتهدئة رئيس النادي والإداري والمدرب واللاعب والمشجع الذين لم يعودوا قادرين على مزيد من التحمل والصبر.
أسهل عمل يمكن أن يقوم به الاتحاد السعودي كما في اجتماعه الأخير هو تشكيل لجنة تقوم بدراسة وتقييم أوضاع اللجان التي لم تكن بالفعل على مستوى تطلعات الشارع الرياضي خلال هذا الموسم، وعندما أعمم فشل اللجان في كلامي فليس معنى ذلك أنها فشلت جميعاً، فلدينا لجان كالاحتراف والمسابقات قدمت نفسها بشكل جيد هذا الموسم، لكن إخفاق لجنتي الحكام والانضباط اللتين لهما علاقة مباشرة بالأندية ومسؤوليها بعد كل جولة قطع نجاح أخواتها الأخرى، وأصبح بوابة لتعميم فشل الاتحاد ككل.
وإذا كان من السهل على الاتحاد السعودي تشكيل لجنة فإن الأصعب يتمثل في أن تجيب اللجنة التي شكلت لتقييم اللجان عن هذه الأسئلة إن كانت تريد بالفعل خريطة طريق تقود إلى مسابقات محترمة في المستقبل: هل المشكلة في الكوادر التي تدير هاتين اللجنتين أم في ضبابية اللوائح؟ ولماذا بتنا أمام أخطاء واضحة واتهامات صريحة تمس نزاهة اللعبة وتحتاج إلى تدخل من لجنة الانضباط بينما هي لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم؟ ولماذا كثرت أخطاء الحكام بشكل غير مقبول، وأصبح بعضهم يتسابق للظهور في وسائل الإعلام والتواصل لكشف فضائح التحكيم؟
لا يمكن أن أشكك في خضم البحث عن إجابات عن هذه الأسئلة المهمة في قدرة رئيس لجنة الدراسات الاستراتيجية المكلف بلجنة تقييم اللجان ومن معه، لكن الإجابة التي يمكن أن تحسم هذا الجدل الذي يمس نزاهة كرة القدم هي بالتأكيد لدى لجنة الأخلاق، التي كان يجب أن تكون أهم لجان الاتحاد السعودي التي بيدها حسم هذا الجدل المسيء لسمعة كرة القدم السعودية .. لكن إلى أن يتم تشكيلها .. ما زلنا ننتظر ونترقب نتائج التقييم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي