Author

مكافحة المخدرات .. جهاد مستدام

|
ليست المرة الأولى التي يتم فيها ضبط كمية من المخدرات لإدخالها إلى البلاد، ولكن هذه المرة الكمية تحسب بالملايين من حبوب الكبتاجون المخدرة، وتم تهريبها في داخل بضاعة قادمة من البحرين، وهذا من الأساليب والوسائل الشيطانية التي يبتكرها المهربون لتمرير المخدرات عبر الحدود وعبر النقاط الجمركية، وهي بطبيعة الحال لا تقف عند أفراد، بل هي في النهاية مجموعة تعمل وفق أجندة دقيقة، وتتعامل مع الوضع بصورة تجارية، ولكن دون غطاء شرعي أو قانوني. ولذا، فإن الخفاء والسرية المطلقة والتكتم الشديد على المصادر الأصلية لتلك السموم، أهم عناصر نجاح تلك العصابات في الاستمرار رغم ما يتم تجاه مَن يقبض عليهم، مِن قبضٍ يليه تحقيق يواجه دائماً وغالباً بانقطاع في سلسلة الجناة المتاجرين بالمخدرات. واتبعت وزارة الداخلية الشفافية الكاملة في الكشف بالأرقام والإحصائيات الدقيقة عن عدد المقبوض عليهم، وكمية المضبوطات مما هو ضروري ليعلم الجميع، ولأن الأمن مظلة للجميع وهو مضرب المثل لدول سبقتنا، فإن الكشف عن الجرائم يعزّز ثقة المواطن والمقيم غير المحدودة في أجهزة الأمن وفي جميع القطاعات، وهذا يؤكد أن مواجهة المخدرات تتم من خلال حرب لا هوادة فيها، وحققت المملكة بشهادة الدول والمنظمات الدولية المتخصّصة قوة ردع غير مسبوقة في الحرب ضدّ المخدرات، حيث يتم تسخير كل الإمكانات البشرية والمادية لمكافحة المخدرات، وهي حرب بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معان ومضامين، فالكميات التي يتم ضبطها كافية لإتلاف أجيال من الشباب. ومن نعمة الله أن لدينا قوات أمنية يقظة تتحرّك دائماً في الوقت المناسب. إن التعاون الدولي في ميدان مكافحة المخدرات يضمن المواجهة الاستباقية في معركة مع أطراف خفية لهم القدرة على الحركة السريعة والتجدد الدائم في المواقع والأشخاص والأساليب، فهم يعرفون جيداً خصومهم، ولكن من الصعب تحديدهم على وجه يسهل معه مواجهتهم، لذا فإن التعاون الدولي يبدو أهم مراحل المواجهة مع مافيا المخدرات، ولقد كانت المصداقية التي تتعامل بها الأجهزة الأمنية السعودية مع دول العالم مثمرة في تحقيق نتائج إيجابية، فالدول تحتاج إلى المعلومات لأنها الخيط الرفيع الذي يؤدي إلى التعامل الجيد مع الحالة، وهي مصلحة مشتركة، فالكميات التي يتم تهريبها لا يمكن القطع بالمكان النهائي لتسويقها، فضلاً عن أن مرورها بإقليم أي دولة يحقق الجريمة كاملة وفقاً للنظام القانوني في تلك الدول. لقد حققت السعودية قوة ردع غير مسبوقة في الحرب ضد المخدرات، حيث يتم تسخير كل الإمكانات البشرية والمادية لمكافحة المخدرات، وهي حرب بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معان ومضامين، فالكميات التي يتم ضبطها كافية لإتلاف أجيال من الشباب، ومن نعمة الله أن لدينا قوات أمنية يقظة تتحرك دون انتظار معلومات من أحد، فلدينا مصادر قوية وقادرة على تحديد الأشخاص الخطرين، ولدينا ثقل إقليمي ودولي يساعدنا على الاستعانة بمن يشاركوننا الحرب ضد المخدرات، وهي دول عانت وتعاني هذا الداء، ولها معه صراع طويل. لقد تكبّد المجتمع السعودي خسائر بشرية من جرّاء استعمال السموم المخدرة، التي هي من عوامل زيادة الجرائم بأنواعها المختلفة، أو في الحوادث المرورية الشنيعة التي كانت المخدرات من أسبابها، كما أن تكلفة العلاج التي تتحمّلها الدولة أو أسر ضحايا المخدرات هي خسائر مادية فادحة يمكن توفيرها، ولكن إغراء الربح غير المشروع لدى تجار المخدرات يجعل من هذه التجارة -رغم مخاطرها- تتسم بالديمومة، وإن علينا أن نتوقع دائما أن مَن دأبوا على تهريب المخدرات والعمل في هذا الحقل لن يتوقفوا يوماً رغم ما يتم من حالات قبض وسجن وعقوبات تصل في حدها الأقصى إلى القتل تعزيراً حسبما هو متبع في المملكة، فهناك تجدد مستمر في الأشخاص والطرق والوسائل لن تتوقف، لكننا في سباق ينتصر فيه الحق على الباطل.
إنشرها