الشباب خارج «المود»

لا أحد ينكر أن فريق الشباب الحالي يتوافر على لاعبين مميزين، قد لا تجد لبعضهم شبيها في الفرق الأخرى، وهذا لا يتوازى مع ما قدمه الفريق من عروض ضعيفة في موسمه الجاري.
الليث الأبيض صاحب الأرقام القياسية في دوري 2012، ظهر باهتا، متثائبا، أوقعته خطاه المتعثرة غير مرة أمام منافسيه، وحتى عندما قال محبوه إنه نهض أمام النصر في كأس الملك، فهم يوقنون في قرارة أنفسهم أنه غلب ولم يلعب، ظهر ولم يكن الشباب.
.. وحتى المتفائلون بعبور العاصمي الأبيض دور المجموعات، إلى الإقصائيات، لا يعتمدون بالدرجة الأولى على قوة الفريق فنيا، بل يستندون إلى ضعف مجموعته التي تضم فريقا يصارع على الهبوط في بلاده هو الريان، ومنه أخذ الشباب بصعوبة ثلاثا من نقاطه الست، وفريقا آخر ليس في أفضل حالاته بعد اعتزال وانتقال الكثير من لاعبيه وهو الاستقلال، فيما خسر الفريق السعودي على أرضه ووسط جماهيره من الجزيرة المؤهل الأول لبطاقة العبور الأولى.
.. إذا اتفقنا أن الفريق العاصمي المختلف عن كل الفرق السعودية الأخرى، يتوافر على نجوم موهوبين، فما الذي يمنع هؤلاء عن الانصهار كمجموعة وتقديم ما كانوا يفعلون قبل عامين من الآن؟
.. كنت أطرح السؤال أعلاه على واحد من نجوم الجيل الذهبي لليث السعودي، فقال: في كرة القدم، تعتقد مرات كثيرة أنك جاهز بدنيا وفنيا، وفق صورة نمطية راسخة في ذهنك عن نفسك وفريقك، والأمر في حقيقته وواقعه بعيد عن هذا الاعتقاد تماما. وتابع: الشباب مر بمراحل توقف في مسيرته هذا الموسم، بدءا من إقالة برودوم، أنباء ابتعاد الرئيس وعودته، التخلف عن المنافسة مبكرا في الدوري، صفقات معاذ ووليد وشيعان وآخرين. لم يترك لي فرصة طلب التوضيح، وتابع مفسرا ما أجمل: استقالة برودوم حتى وإن كانت مطلوبة آنئذ، إلا أنها أيضا كانت عثرة فنية، يحتاج الفريق بعدها إلى النهوض منها، إنها أشبه بتعثر متسابق في حاجز سباق 400 متر، حينما ينهض، يلتفت إلى موطئ قدميه تكون فرص عودته للمنافسة أقل عندئذ. سألته: وماذا بعد؟ تنفس بعمق وأجاب: الشباب في السنوات الأخيرة، استمد قوته من رئيسه الذي يخوض معارك على كل الجهات، يصافح بيد، ويقاتل بالأخرى، يحتضن أعداء اليوم، ويعبس في وجه أصدقاء الأمس، رجل براجماتي خطير، لفت الأنظار إلى ناديه وأجبر الأعلام على ملاحقته، عدا ذلك ليس لشباب البلطان سطوة شباب خالد بن سعد الفنية، ذلك الفريق الذي كان فعليا هو منتخب البلاد في تلك الفترة ورمانة إنجازاته الذهبية. قاطعته: ماذا تريد أن تقول؟ أجاب وابتسامة صفراء تبرز أسنانه: حين ترددت الأنباء برحيل البلطان وخلافاته حول الدعم المالي مع الداعم الشبابي الأول، بلغ ذلك لاعبي الفريق، وتأكد أن كل واحد منهم اتخذ خطواته الفردية الخاصة التي تكفل له ما يريد في المستقبل، ظهر للعلن تمرد حسن معاذ، سمعنا عن مفاوضات لوليد عبد الله، وعطيف، والأسطا وآخرين، ببساطة كانوا يتخيلون المشهد بعد غياب الرئيس، كانوا متشائمين من المستقبل. سألته: هل زالت كل هذه الظروف الآن؟ قال: ليس تماما، ولذلك أظن أن الفريق دخل إلى مرحلة يمكن تسميتها "خارج المود"، يمكن أن يعود في مباراة أو مباراتين، ولا أعتقد أن فُرَصَهُ في بطولة ستكون كبيرة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي