الهلال وإطلاق الوعود

معظم التساؤلات الرياضية الصادرة من الإعلاميين وكتاب المقالات والجماهير هذا الموسم الموجهة إلى البيت الهلالي تتمحور حول متى يعود الهلال الحقيقي الذي يقدم عطاءه وفكره داخل الملعب؟ ويبدو أن الإجابة عن هذه التساؤلات ستظل تائهة عن مسيري الأزرق الذين ما زالوا يصرون حتى الآن على أن يحولوا الهلال إلى خارج الملعب، قياساً بالتصريحات والأعذار والمبررات.
الاعتقاد بوجود الهلال خارج الملعب لا داخله، حيث المتعة المطلوبة في عالم كرة القدم، لم ينشأ في يوم وليلة، بل أصبح حقيقة مكشوفة عند من يعرفون الهلال فعلاً ويجرؤون على نقده منذ الوهلة الأولى، وحقيقة محجوبة عن الأنظار عند هواة المجاملات الذين إن أغمضوا أعينهم بالأمس عما يجري في الهلال فإن الحقيقة اليوم وغداً تجر بعضها بعضاً حتى تكون صرحاً من حقيقة مؤلمة، بعد أن تقتسم الأندية التي وجدت نفسها داخل الملعب فقط كل بطولات الموسم.
لقد اختار الهلاليون هلالا آخر يُهزم قبل أن تبدأ المباراة، ولا يزال تائهاً أثناء المباراة، وسيظل يخسر ويخسر بعد نهاية المباراة، هلالاً غاضباً لا يستطيع أن يقدم ما يوازي هذا الغضب، هلالاً يتنازل عن حاضره من أجل إطلاق الوعود المستقبلية القاطعة بعودته التي تسمع بها ولا تراها على أرض الواقع، هلالاً يسير بدون استراتيجية فنية واضحة، ولا يمكن أن تتنبأ بحارسه الأساسي، أما المدافعون ومحاور الارتكاز فقد أصبحوا نسيجاً واحداً لا تفرق بين أيمنهم وأيسرهم وأوسطهم!
الجماهير الهلالية تترقب إنجازا يماثل إنجازات الفريق الكثيرة، إلا أن سامي الجابر لم يقدم حتى الآن أي بوادر إصلاح فنية تقدم انطباعاً للمشجع الهلالي قبل الشارع الرياضي بأن الهلال الحقيقي هو الهلال الكيان الذي يهتم بنفسه ويسعد محبيه قبل أن يهتم أو يفكر بمن يلاقيه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي