أنا الوزير

لو كنت وزيرا للتعليم العالي لابتعثت كل طالب يريد الابتعاث لكل بقاع الدنيا، ولعملت جاهدا على دعم أبنائنا المبتعثين للعمل في الخارج لمدة سنة أو سنتين لكسب الخبرات ليعودوا علينا بالنفع، بدلا من عودتهم والتأخر في توظيفهم.
لو كنت وزيرا للتعليم لتعاملت مع الواقع بواقعية ولعملت جاهداً لإعادة هيبة التعليم والمعلم بضبط بعض الطلبة "البلطجية" وضبط بعض المعلمين المترهلين فكريا وأخلاقياً.
لو كنت وزيرا للخدمة المدنية لأمرت فورا بمعالجة البطالة بشكل عام وبطالة أصحاب الشهادات بشكل خاص بدراسات وبحوث وقرارات، ولو تطلب الأمر إجبار القطاعات بالقوة، إما النجاح أو سحقا للكرسي.
لو كنت وزيرا للتجارة لاجتمعت بالتجار وأرهبتهم "قولا وفعلا" خاصة من يتلاعب بأسعار قوت المواطن وليرتهب آلاف ويسعد ملايين.
لو كنت وزيراً للعدل لما أبقيت يوماً كاتب عدل (مماطل) أو موظف من فئة (راجعنا بكرة) ولعملت جاهدا ألا يستخدم الورق إطلاقا في كل التعاملات التي تخص المواطن وأبدلت كل ما هو موجود بالتعامل الإلكتروني (وكالات، معاملات) وأن تدار من المنازل بأرقام سرية شخصية مثل الحسابات البنكية وترسل بالبريد موقعة جاهزة.
لو كنت وزيرا للعمل لما ضيقت على المواطن التأشيرات التي تخص عمالة المنازل وسهلت على التجار والمستثمر الأجنبي.
ولأقررت نظام النقاط السوداء الثلاث في سجل كل موظف سعودي يعمل في القطاع الخاص، ويكلف صاحب العمل ألوف الريالات على التدريب والتهيئة ومن ثم يهرول بالخروج من العمل مع دفع كامل الراتب بعدد الأيام، والقصد هنا منعه من العمل لمدة ثلاث سنوات بعد المخالفات الثلاث ليتسنى لغيره فرصة العمل.
لو كنت وزيرا للبلديات والشؤون القروية أو الإسكان لسارعت في منح أراض لمن لهم منح نظامية، ولأمرت بتخطيط مخططات كبيرة تستوعب الأعداد الكبيرة، ولله الحمد المملكة تعتبر قارة، والأراضي شاسعة، ولعملت على التأكد من جودة مواد البناء والتشطيب الخارجي والداخلي، لأن بعض البناء (خالٍ) من الذمة!
لو كنت وزيرا للنقل لمنحت كل سائق "باص خط البلدة"- أعانه الله ووفقه- "باصا" جديدا ليؤمن رزق أبنائه وليكون مقبول المنظر، بدلا من هذه الحافلات القديمة جدا التي لا أتوقع أن أراها إلا في الدولة العباسية.
لو كنت وزيرا للإعلام أو هيئة التلفزيون لاتخذت شعارين وطبقتهما:
العدل في توزيع رواتب أبناء التلفزيون السعودي ودعم البرامج المفيدة بدلا من برامج تافهة تقدر بعشرات الملايين وتصل إلى مئات الملايين وأن أثق بالمنتج السعودي فقط.
لو كنت وزيرا للشؤون الإسلامية لحاربت الأفكار المستوردة وأخص المتشددة داخل رؤوس من يتظاهرون بالاعتدال, هل تتوقعون أن "الإخوان" في الوزارة ستصلهم الرسالة؟!
لو كنت وزيرا للصناعة لاستقطبت "كبريات الشركات العالمية" لتفتح مصانع داخل المملكة، منها سنؤمن مئات الآلاف من الوظائف للسعوديين، ومع الوقت سنهيئ أجيالاً تدير مصانع محلية بخبرات دولية ماضية، فلا عيب في ذلك ولا حرج.
لو كنت وزيرا للمياه والكهرباء لطلبت فصل المياه عن الكهرباء لأن الحروب القادمة ستكون على المياه.
لو كنت وزيرا للاتصالات وتقنية المعلومات (مدري وش بأسوي) مع هذا (العك) و(اللهف) الملموس من شركات الاتصالات التي تمتص ما في الجيوب بدون خشية من وزير اتصالات ولا من الذنوب!
لو كنت وزيرا للاقتصاد والتخطيط فسأكون محظوظا وتعيسا في الوقت نفسه لأن الاقتصاد كما يحلو لبني بنقال (مية مية) ولكن التخطيط وأخص التخطيط المتعلق بالشباب (مترهل) وبطيء، ننتظر همة صديقي الوزير الخلوق بفارغ الصبر، خاصة أن الميزانية- ما شاء الله تبارك الرحمن- "دسمة" وننتظر من الوزير الجديد تطبيق أفكاره وهمته على أرض الواقع. وبالله التوفيق.
همسة: بعض الوزارات أكبر من أن يكون شخص بسيط مثلي فيها، وهناك وزارات لا أتمنى أن أكون وزيراً لها.
خاتمة: نعم للأفعال لا للأقوال؛ لأننا نسمع الكثير من الجعجعة ولا نرى الطحين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي