العمل التنموي الخيري .. ليس مجرد غرس شجرة

العمل الخيري التنموي ليس مجرد غرس شجرة، أو إماطة أذى عن الطريق، أو مساعدة مسن على عبور الطريق فقط، إنما يمتد إلى ما هو أبعد من ذلك، فهو مشروع كبير يستفيد منه المجتمع بأكمله ويتخذ من التخطيط والتطوير وسيلة منهجية لتطبيقه.
يقول خالد العواد مدير إحدى لجان التنمية الاجتماعية في الأحياء سابقا، والمستشار الاجتماعي حاليا، "إن العمل في لجان التنمية الاجتماعية الأهلية وعددها 18 لجنة في منطقة الرياض يعد فرصة حقيقية لممارسة هذا العمل بكل حرية وأمان، لما لها من دور في التواصل بين أفراد المجتمع وتزويدهم بالعديد من البرامج والمهارات المفيدة لهم، خاصة المرأة والطفل، والأهم من ذلك كله ما يتوافر فيها من غطاء رسمي متمثل في وزارة الشؤون الاجتماعية، إضافة إلى ما تخصصه الوزارة من دعم مادي ومعنوي لهذه اللجان، رغم قلة المردود المادي بنظره، وقيام العمل في مجمله على متطوعين".

#2#

واستدرك قائلا "إلا أنه يمكن صناعة أكبر المنجزات من أقل الفرص، وشرط نجاح أي فرد في مشروع ما، هو امتلاك الحلم أولا ومهارات التواصل ثانيا، فقد تجد نفسك مضطرا للتواصل على مدى 24 ساعة من أجل بناء جمهور ناجح لكل برنامج".
وأضاف العواد: المقر يعد أولوية ضرورية لكل لجنة، فمتى ما وجد وتم توظيفه بالشكل المناسب سيكون بإمكانك تنفيذ برامجك وإيجاد دعم مناسب لها، مركزا على أهمية إنشاء صالة متعددة الأغراض لإقامة الندوات والدورات وورش العمل والاحتفالات، مستطردا بأهمية توثيق كل برنامج وعمل تقوم به، ليكون ذلك بمثابة تغذية راجعة لك أولا ولتتاح الاستفادة للآخرين.
وقال إن الشباب يحتاجون إلى برامج تبث فيهم الحماس وتستثمر من طاقاتهم فيما يعود عليهم بالنفع مثل البرامج الإلكترونية والمسابقات والدوريات الرياضية وغيرها، والأهم قبل ذلك كله العمل وفق خطة تشغيلية محددة وواضحة، والتميز يكمن في العمل وفق خطة استراتيجية على خمس أو عشر سنوات.
وختم خالد العواد بأنك تحتاج بالتوازي مع ذلك كله إلى دعاية وإعلان ناجح، تستطيع فيه تسويق برامجك بشكل صحيح، وليس شرطا أن تكون بوسائل مكلفة، بل إن هناك وسائل مجانية للتسويق، ومن ذلك وضع رقم مجاني للتواصل، وضع لوحات دعائية في الشوارع وتوزيع البروشورات والهدايا، كما تقود وسائل التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" و"يوتيوب" وغيرها التسويق الناجح المجاني لبرامجك.
من جانبه، قال محمد الشبيب المدير التنفيذي للجنة التنمية الاجتماعية الأهلية في حي السويدي، إن من أهم أهداف لجنة السويدي تنمية معارف ومهارات أهل الحي، إحداث نقلة في العمل التطوعي والخيري، التعاون مع الكيانات التدريبية والاستشارية والاستثمار الأمثل للطاقات البشرية.
وذكر أن اللجنة تتكون من عدة أقسام فعالة هي: مركز السويدي للتدريب، مركز الاستشارات الأسرية، بيوت مطمئنة، مشروع "توافق" لراغبي الزواج، مركز البحوث والدراسات، وتنفذ هذه الأقسام العديد من البرامج للقسمين الرجال والنساء، إضافة إلى وجود قاعتين تدريبيتين إحداهما تتسع لـ 30 شخصا والأخرى لـ 300 شخص، إضافة إلى معمل حاسب آلي مجهز.
وعدد الشبيب بعض برامج لجنة السويدي ومنها: أسبوع الحوار الأسري، تقديم الاستشارات: أسرية ونفسية وطبية واقتصادية، مسابقة أمير / أميرة البيان، أسبوع الطفل الترفيهي، هدية النجاح وغيرها، كما أن اللجنة نفذت العديد من البرامج الخارجية في محيط الحي تستهدف قيما نبيلة مثل النظافة ومساعدة الآخرين، وسقي الأشجار وغيرها من البرامج.
وختم المدير التنفيذي للجنة التنمية الاجتماعية في السويدي أن مركز السويدي قدم العديد من الدورات التي استفاد منها آلاف المتدربين، من هذه الدورات: دورة التصوير ومعالجة الصور، رباعية الحماية، دبلوم إعداد مدرب / مدربة محترفة، الشعور بالنجاح، إنضاج الفكرة وتحويلها إلى مشاريع، المذيع الناجح، الخياطة والتطريز، والإسعافات الأولية.