أخبار

السعودية تكشف عن مشروع جديد للبحث عن المياه في الربع الخالي

السعودية تكشف عن مشروع جديد للبحث عن المياه في الربع الخالي

أعلن وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين، أن الوزارة تجري حاليا دراسة متعمقة لتقييم المياه الجوفية في منطقة الربع الخالي، غير التي كان يغطيها مشروع جلب المياه من تكوين (الوجيد) الصخري بالربع الخالي، وذلك لتقديم معلومات مفصلة عن كيفية الاستفادة من الثروة المائية التي تزخر بها هذه المنطقة. وقال في تصريح لوكالة الأنباء السعودية اليوم عقب حضوره حفل إطلاق مدينة الملك عبدالله للطاقة المتجددة والذرية " مشروع أطلس مصادر الطاقة المتجددة"، أن الدراسة تقوم بها شركة متخصصة لبحث منطقة الربع الخالي بالتفصيل، مبينا أنها ستكون جاهزة خلال هذا العام نظرا لأن كميات المياه الموجودة في المنطقة تقع على مستويات مختلفة من الأعماق والملوحة. وأوضح أن مشروع أطلس الطاقة المتجددة مهم لبناء أي مشروع استثماري في مجال الطاقة، ولمساندة عمل الطاقة المنتجة عن طريق الهيدروكربون، داعيًا إلى تكاتف جميع الطاقات من جميع جوانبها لسد الحاجة الضرورية للطاقة المتجددة في المملكة. وقال رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور هاشم بن عبدالله يماني، كلمة أن قياسَ مصادرِ الطاقةِ المتجددة من الموضوعات التي تستهدفها المملكة عبر برنامج طويل الأمد، حيث يترتب على ذلك ضرورةُ تحديدِ الاحتياجاتِ الأولية ومن أهمِها استيعابُ وفهمُ طبيعةِ المواردِ المتجددةِ التي نملكها، ومعرفةُ مستوى جودةِ الإشعاع الشمسي في البلاد، وتطويعها كمُدخلٍ لمشاريعِ محطاتٍ شمسيةٍ كبيرة لإنتاجِ الكهرباء. وأشار إلى أن المدينة تسعى من خلالِ هذا المشروع إلى تأكيد ِالتزامها كجهةٍ معنية بإدارةِ ملفِ الطاقةِ الذرية والمتجددة وذلك بالعملِ الجاد لتدعيمِ استخداماتِ الطاقات المستدامة في مجالِ توليدِ الطاقة والمياهِ المحلاة، والتطبيقاتِ الصناعية، والمجالاتِ الطبية والزراعية والتعدينية، والإسهامِ في تنويعِ مصادرِ الدخل وإيجاد مصادر جديدة للطاقة والاستفادةِ من العلومِ والبحوثِ والتقنيات ِالحديثة ذاتِ الصلة بالطاقة المتجددة والذرية للأغراضِ السلمية. وأفاد رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، أن مشروع أطلس يتكون من أربعة عناصر، هي إنشاءُ وتركيبُ 74 محطة قياس لرصد جميعِ تفاصيلِ الإسقاطِ الشمسي بما في ذلك الإسقاطِ الشمسي المباشر والمنتشر و الكلي، ومعلوماتٍ مهمة عن الطقس مثل الحرارة والرطوبة ، فضلا عن 40 محطةٍ أخرى للقياسِ الدقيق لسرعةِ واتجاهِ الرياح على ارتفاعاتٍ عدة، وثاني العناصرِ هو تدقيقُ البيانات والتحققُ من جودتِها وثالثها بناءُ وتطويرُ بوابةٍ الكترونية تحتوي على معلوماتِ مصادرِ الطاقةِ المتجددة المدققة والموثقة، بينما ركز العنصرُ الرابع على تأسيسُ برنامجٍ بحثي لتكاملِ القياساتِ الأرضية مع بياناتِ ومعلوماتِ الأقمارِ الصناعية التي تغطي جميعَ مناطقِ المملكة بغطاء أرضي يصل إلى دقة مساحية بحدود نصف كيلومتر مربع، وتتابع زمني يصل لربعِ الساعة من خلال نمذجةٍ علميةٍ دقيقة تأخذ بالاعتبار جميعَ المتغيراتِ الجوية. ولفت إلى أن المستفيدينَ من الأطلس المستثمرون، ومطورو المشاريع ،والبنوك ،والمصنعون، ومطورو التقنية، والباحثون في مجال الطاقة المتجددة. من جهته، تطرق رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد بن إبراهيم السويل، في كلمته، إلى تاريخ بداية الاستفادة من الطاقة المتجددة في المملكة، مشيرًا إلى أنها بدأت عام 1977م عن طريق التعاون مع شركاء دوليين، إلى أن تم إنتاج برامج وطنية وإعداد دراسات وبحوث في مجال الطاقة المتجددة. وقال إن المملكة من أوائل دول العالم التي دخلت مجال الطاقة المتجددة، حيث نفذت عام 1977م مشاريع بحثية مشتركة مع الولايات المتحدة، وألمانيا، واليابان، وكازاخستان، وتطور الوضع بعد ذلك مع عدد من الدول والمؤسسات البحثية في العالمية، مبينا أن المدينة بدأت في بناء منظومة عمل متقدمة في مجال الطاقة المتجددة واستخداماتها، علاوة على أن الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار التي بدأت عام 2007م دعمت 15 بحثا استراتيجيا، الطاقة المتجددة من أهم أولوياتها. واستعرض معاليه مشاريع المدينة التي نفذتها في مجال تحلية المياه بالطاقة الشمسيّة، وفي مجالات إنتاج الهيدروجين واستخداماته، وإنتاج السليكون والألواح الشمسية، وبناء مختبرات في عدد من الجامعات الحكومية، واستخدام الطاقة الشمسيّة في البيوت المحمية، مبينًا أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لديها برامج وطنية متعددة في مجال الطاقة المتجددة يعمل فيها 70 باحثًا منهم 64 باحثًا سعوديًا. ولفت النظر إلى أن مشروع أطلس هو ثمره التعاون البناء بين كافة الأطراف المعنية بتعزيز استخدامات الطاقة المتجددة بالمملكة محفزاً وداعماً اساسياً للمستثمرين ليتمكنوا من دخول سوق الطاقة المتجددة لما يوفره "أطلس" من معلومات دقيقة عن مستويات مصادر الطاقة المتجددة لجميع انحاء المملكة وتحديداً في المواقع المزمع انشاء منظومات تحويل الطاقة المتجددة فيها . وأفاد أن المدينة أنشأت مشروع الأطلس الشمسي عام 1982م، وفي عام 1986م أنشأت أطلس الرياح، ثم عملت عام 1989م على تحديث الأطلس الشمسي، كما دعمت المدينة العديد من الدراسات المعنية باستخدام طاقة الرياح في المملكة باستخدام الذكاء الصناعي، واستخدام الطاقة المتجددة في تزويد المناطق بالكهرباء، ومعظم هذه الدراسات يعود إلى الثمانينيات الميلادية. وأكد أهمية استمرار التعاون المشترك بين مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في مجال الطاقة المتجددة. ومن جانبه، تحدث معالي نائب رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور خالد بن محمد السليمان، عن آلية تطوير مشروع أطلس، مبينًا أنه جاء بعد دراسات مستفيضة للتجارب الدولية المختلفة، وأن اللبنة الأساس لبرامج الطاقة المتجددة الوطنية، هو تقديم تلك الموارد بالدقة المتناهية للمعلومات، وفق عنصر الموثوقية والآنية والتراكمية، خاصة في ظل التنوع المناخي والجغرافي لمناطق المملكة، واختلاف قوة الإشعاع الشمسي في كل منطقة. وأشار إلى أن مشروع أطلس سيملك مقومات فائقة في النمذجة بحيث تمكنه من التوقع بموارد الطاقة المتجددة في جميع أنحاء المملكة في أي دقيقة وساعة من أي يوم من أيام السنة وفي مساحة من الصغر لا تتجاوز نصف كيلو متر مربع، وستكون المملكة بإذن الله قادرة على توقع موارد الطاقة المتجددة لأكثر من خمسة ملايين نقطة في البلاد. وقال معاليه إن نمذجة موارد الطاقة الشمسية هي عبارة عن تحليل معمق لقراءات الإشعاع الشمسي بمختلف أنواعه على كامل مساحة المملكة، بهدف فهم أعمق لطبيعية الإسقاط الشمسي في مختلف الأجواء والأزمان والتضاريس الجيوغرافية، إلى جانب ترجمة صور الأقمار الصناعية إلى لوغاريتمات تدرس تأثير الظواهر الطبيعية مثل السحاب والرطوبة والعوالق الترابية على الأشعة الشمسية الساقطة على جميع مناطق المملكة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار