مفتشو الأمم المتحدة يبدأون "بتأمين سلامة" مواقع الأسلحة الكيميائية السورية

مفتشو الأمم المتحدة يبدأون "بتأمين سلامة" مواقع الأسلحة الكيميائية السورية

بدأ مفتشو الامم المتحدة المكلفون الاشراف على عملية نزع الاسلحة الكيميائية السورية الخميس ب"تأمين سلامة" المواقع التي سيعملون فيها، ودراسة الاخطار "الصحية" التي قد تواجههم في مهمتهم الدقيقة هذه في بلد يشهد مواجهات ضارية بين القوات النظامية والمعارضة المسلحة.

على الارض، يتسع الشرخ داخل المجموعات المقاتلة ضد النظام، مع تكرار المواجهات بين كتائب والوية مختلفة من جهة ومقاتلي "دولة الاسلام في العراق والشام" الجهاديين من جهة اخرى، ما يزيد من تعقيدات النزاع، في حين تمكنت القوات النظامية من استعادة بلدة خناصر الاستراتيجية بين حماه وحلب.
وجاء في بيان صادر عن منظمة حظر الاسلحة الكيميائية والامم المتحدة حصلت عليه وكالة فرانس برس الخميس "أنهت البعثة المشتركة لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية والامم المتحدة (امس) الاربعاء اول يوم عمل لها في عملية تهدف الى تمكين سوريا من التخلص من برنامجها للاسلحة الكيميائية بحلول منتصف العام 2014".

واضاف ان فريق المفتشين بدأ "بالتعاون مع السلطات السورية بتامين حماية المواقع التي سيعمل فيها، لا سيما في المناطق الواقعة على الاطراف"، من دون ان تعرف بالضبط امكنة المواقع المقصودة التي يرجح انها امكنة تخزين الاسلحة الكيميائية.
وتابع البيان ان الفريق "يدرس ايضا الاخطار الصحية والبيئية التي قد يضطر لمواجهتها".
واضاف "بالاضافة الى ذلك، تستمر التحضيرات لاحدى المهام الفورية المطلوبة من الفريق والقاضية بتفكيك مواقع تصنيع الاسلحة الكيميائية والتي يفترض ان تبدأ قريبا".

واشار البيان الى ان البعثة المشتركة تجري في الوقت نفسه محادثات مع المسؤولين السوريين "حول حجم المخزون السوري من الاسلحة الكيميائية وحول خطط بعيدة المدى لكي يتم الالتزام بالمهل المفروضة من المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية ومجلس الامن".
وكان تسعة مفتشين خرجوا صباح الخميس من الفندق الذي ينزلون فيه في وسط دمشق وتوجهوا الى جهة مجهولة، بحسب ما افاد مصور وكالة فرانس برس.
وهي المرة الاولى التي يتاكد الصحافيون المرابطون في الفندق من خروج المفتشين منذ وصول هؤلاء الى سوريا الثلاثاء، علما ان التكتم يحيط بمهمتهم، واماكن تحركهم.

وتاتي مهمة هذا الفريق التاريخية تطبيقا لقرار مجلس الامن الدولي رقم 2118 حول جمع الاسلحة الكيميائية السورية تمهيدا للتخلص منها في مهلة لا تتجاوز حزيران/يونيو 2014.
وبحسب تقديرات الخبراء، تمتلك سوريا اكثر من ألف طن من الاسلحة الكيميائية، بينها نحو 300 طن من غاز الخردل والسارين، موزعة على نحو 45 موقعا في مختلف انحاء البلاد.
وقدمت السلطات السورية في 19 ايلول/سبتمبر الماضي لائحة بمواقع الانتاج والتخزين الى منظمة حظر الاسلحة الكيميائية التي تتخذ من لاهاي مقرا. ومن المقرر ان يزور المفتشون هذه المواقع خلال الايام الثلاثين المقبلة.

واكد الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة تلفزيونية مع قناة ايطالية الاحد التزام دمشق تطبيق قرار مجلس الامن الذي تم التوصل اليه بالاجماع ليل الجمعة السبت، في توافق دبلوماسي غير مسبوق منذ اندلاع النزاع السوري منتصف آذار/مارس 2011.
وفي خطوة اجماعية اخرى، اقر مجلس الامن مساء الاربعاء بيانا يطالب الحكومة السورية بفتح ممرات آمنة لضمان وصول المساعدات الانسانية بشكل افضل الى المناطق المنكوبة نتيجة الحرب.
ودعا المجلس السلطات السورية الى اتخاذ الاجراءات اللازمة "بسرعة" لضمان وصول الوكالات الانسانية بدون عراقيل والسماح خصوصا لقوافل الامم المتحدة القادمة من دول مجاورة بعبور الحدود.
ولا يملك "الاعلان الرئاسي" الصادر عن مجلس الامن صفة الالزام.

ورحب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الخميس بالبيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن، معتبرا انه "يعبر عن إرداة سياسية دولية موحدة تتجه نحو إنهاء الأزمة الإنسانية في سوريا".
ودعا الى "اتخاذ خطوات عملية وعاجلة لإلزام النظام بتسهيل عمليات الإغاثة الإنسانية وضمان مرور آمن للعاملين في المجال الطبي والمواد الطبية، وأن يتوقف فورا عن وضع العراقيل التي تسعى لإعاقة وصول المساعدات الإنسانية لكافة المناطق".

ميدانيا، دعت مجموعات مقاتلة اساسية في سوريا تنظيم "دولة الاسلام في العراق والشام" الى الانسحاب من مدينة اعزاز في شمال البلاد التي كان انتزع السيطرة عليها قبل ايام من "لواء عاصفة الشمال" الذي يقاتل تحت لواء الجيش الحر، وذلك غداة تجدد الاشتباكات بين عاصفة الشمال والمقاتلين الجهاديين في محيط اعزاز.
وجاء ذلك في بيان موقع من الوية وكتائب عدة مقاتلة ابرزها "حركة أحرار الشام" و"جيش الاسلام" و"لواء التوحيد"، دعا "الاخوة في فصيل الدولة الاسلامية في العراق والشام الى سحب قواتهم وآلياتهم الى مقارهم الاساسية مباشرة". كما دعا الفصيل اياه و"لواء عاصفة الشمال" الى "وقف فوري لاطلاق النار بينهما".

ودعا البيان "الفصيلين المسلمين" الى "الاحتكام الفوري الى +المحكمة الشرعية المشتركة للفصائل الاسلامية+" في حلب.
وكان المئات من مقاتلي "دولة الاسلام في العراق والشام" المرتبطة بتنظيم القاعدة احرزوا الاربعاء تقدما على الارض نحو معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا وسط اشتباكات بينهم وبين "لواء عاصفة الشمال" اندلعت مساء الثلاثاء، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
ودخلت "دولة الاسلام في العراق والشام" في 18 ايلول/سبتمبر.
كما دعا المجلس العسكري لمدينة الرستن التابع للجيش الحر "دولة الاسلام في العراق والشام" الى الانسحاب من ريف حمص الشمالي (وسط).

ومنذ اسابيع ارتفعت وتيرة التوتر بين مجموعات مقاتلة ومقاتلي الدولة الاسلامية التي يتهمها المقاتلون الآخرون بالتشدد في تطبيق الشريعة الاسلامية وبالقيام بعمليات اعتقال عشوائية وبخطف الصحافيين الاجانب ومحاولة فرض سيطرتها على كل المناطق التي تتواجد فيها.
من جهة ثانية استعادت القوات النظامية الخميس السيطرة على بلدة خناصر الاستراتيجية الواقعة على طريق امداد اساسي يربط بين حماة في وسط سوريا ومدينة حلب (شمال) بعد اشتباكات عنيفة مستمرة منذ اسابيع واوقعت عشرات القتلى في صفوف الطرفين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وكان مقاتلو المعارضة السورية قطعوا طريق الامداد هذه الوحيدة بالنسبة الى القوات النظامية في نهاية آب/اغسطس عندما استولوا على خناصر وعدد من القرى المحيطة بها.
وقال المرصد في بريد الكتروني اليوم "تمكنت القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من السيطرة على بلدة خناصر جنوب مدينة حلب بشكل كامل بعد اسابيع من الاشتباكات العنيفة".
واشار الى مقتل 25 مقاتلا معارضا على الاقل في معارك امس الاربعاء، بالاضافة الى 18 عنصرا من جيش الدفاع الشعبي الموالي للنظام وعشرات العناصر من القوات النظامية.

الأكثر قراءة