الوثائق التاريخية تثبت عمق تجربة عبدالعزيز الدينية والسياسية

الوثائق التاريخية تثبت عمق تجربة عبدالعزيز الدينية والسياسية
الوثائق التاريخية تثبت عمق تجربة عبدالعزيز الدينية والسياسية
الوثائق التاريخية تثبت عمق تجربة عبدالعزيز الدينية والسياسية
الوثائق التاريخية تثبت عمق تجربة عبدالعزيز الدينية والسياسية
الوثائق التاريخية تثبت عمق تجربة عبدالعزيز الدينية والسياسية

تثبت الوثائق المحفوظة للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل - رحمه الله - عمق التجربة الدينية والسياسية والإدارية للملك الموحد، وتكشف كيف أن الرجل لم يكن شخصاً عادياً عبر امتلاكه قدرة هائلة على مداولة الأمور مع رجال الدولة وممثليه في الأقاليم والمناطق، وتعطي تلك الوثائق المحفوظة في دارة الملك عبدالعزيز دلالة واضحة على اهتمام الملك عبدالعزيز بأدق التفاصيل وعدم تركه الأمور إلاّ وناقشها وأصدر أوامره بشأنها، وتظهر بعض المكاتبات بين الملك عبد العزيز ورجاله جانباً شديد التهذيب في شخصية الملك حين اكتفائه بردود يبعث فيها بالسلام ويطمئن فيها على الرعية بلغة مليئة بالرقي الإنساني والتواضع الجم. وتبرز جميع مكاتبات الملك عبد العزيز امتلاكه ملكة الإدارة، فهو حريص على الإنجاز والوقت مدعما بالدقة والأمانة والإخلاص. ولم يكن الملك عبدالعزيز - رحمه الله - في حال التقصير مقذعاً غليظ اللفظ، بل كان رفيع المستوى في أمره ونهيه ولومه وتوجيهه، ما يعكس على نحو جلي تمكّنه كقائد يجيد سير المسائل بأناة وحكمة ومسؤولية.

#2#

#3#

#4#

#5#

وتحمل كل خطابات الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل صياغة لغوية ترتكز على إيمان ديني عميق وإن كانت سلسة المفردات دونما تعقيد وتفخيم، تبدأ بالأسلوب الديني المنطلق من السلام والصلاة على الرسول - عليه الصلاة والسلام - والاطمئنان على حال المرسل إليه وأسرته وخاصته.
وتتنوع وثائق الملك عبدالعزيز بين تلك التي تحمل هماً إسلامياً كبيراً حين تناول توسيع الدعوة الإسلامية في بلاد الجاوة وقتما بعث بذلك للشيخ أحمد الأنصاري وتعيينه معتمداً هناك واستعداد الملك عبدالعزيز لمفاوضة الهولنديين لاعتماد ذلك، أو ذلك الخطاب الموجه إلى صالح بن العبد الواحد حول إرسال طبيب يدعى محمود لاتخاذ تدابير صحية في البلاد وإجراء الفحص على الحجاج، وبين تلك التي تحمل هماً خاصاً كتلك التي أرسلها لابن شلهوب حول ما أرسله الملك إليه مع فهد بن زرعة بخصوص سجادة صلاة قيل للملك إن فيها حريرا أو ديباجا، يريد الملك من ابن شلهوب عرضها على الشيخ ابن فوزان والكتابة منه عاجلاً في جواز صلاة الملك على السجادة من عدمه. وتضمنت بعض رسائل الملك عبدالعزيز غبطته وسروره من حال الحج في كون الطقس باردا على الحجيج والماء متوافر ويتضح ذلك من خطابه لسعود بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وكتابه لتركي بن ماضي حول سروره بهطول الأمطار على بلاد غامد وزهران.
وتظهر الوثائق التاريخية للملك عبدالعزيز حرصه البالغ على الجانب التعليمي، وكتب الملك لمحمد كامل القصاب في التاسع من المحرم عام 1346هـ بخصوص المدرسة الخيرية السعودية في جدة وإعفاء مديرها محمد بدر الدين وتعيين بديل على أن يقابل المدير الجديد الرجل المعفى وجرد ما قدمه محمد نصيف بما صرفه على المدرسة وإخبار الملك عبد العزيز بما فيها من كتب وأدوات وإرسال الكشف. وتؤكد الوثيقة أن الملك عبدالعزيز لا يتهاون في أمور التعليم ويمنحه من وقته وفكره الكثير. وخصص الملك الموحد للمدارس الأموال كي تستقيم أمورها وتفرز المخرجات الوطنية، وأمر المالية بأن تدفع لمدرسة الفلاح 300 جنيه إعانة، مؤكداً في كتابه لمدير المدرسة وهيئة المعلمين أن تدفع حالاً.
وتحوي الوثائق والمكاتبات التاريخية لغة شديدة التأكيد من الملك عبدالعزيز على العناية بالمساجد والمؤذنين والأئمة، وأرسل لحمد التويجري في بريدة حول بيت الإمام والمؤذن في مسجد ''الجردة'' وإدخالها سعة للمسجد مع بناء بيتين للإمام والمؤذن وعمارة منارة مع كتابة البيتين وقفا للمؤذن والإمام.
وأعطى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل - رحمه الله - الجانب الخيري مساحة شاسعة من توجيهاته وأوامره، في خطابات تعكس صدق موقف الملك من مساعدة الفقراء والمساكين والمحتاجين، وكتب لحسن الخطيب بلغة بالغة الوضوح أن الصدقات أرسلت للفقراء والمساكين والأرامل والمحتاجين، وأن عليه - أي حسن الخطيب - الاشتراك في توزيعها مع مندوبي الملك، كونه بلغ الملك عبدالعزيز أن الصدقات تصرف على غير مستحقيها، مشدداً على الخطيب أن ذلك في ذمته ولن يسامحه أو يعذره حتى لو كان التقصير من هيئة الملك فعليه أن يرفع بذلك.
وتكشف وثيقة من عبدالله بن فيصل لمحمد العبد الله بن ربيعان أن الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن عزم على عدم الحج في تلك السنة قاصداً من ذلك توفير مصاريفه السنوية في مكة وتوزيعها على مستحقيها من الفقراء والمساكين.
وكتب الملك عبد العزيز لعبد الله الخالد السليم والشيخ عبد الرحمن بن عودان بوقوف أهل الذمة والأمانة على توزيع ألف ريال عن عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد آل جلوي كعادة مخصصة لفقراء ديرتهم، آمراً أن يخصص اثنان أو ثلاثة أشخاص ممن يوثق بهم وتوصيتهم بتوزيعها على مستحقيها مع الاجتهاد في ذلك.
وأولى الملك الموحد جوانب معرفة دقيقة بالبناء والصيانة وحماية القصور من السيل، فكتب إلى إبراهيم أبو بكر أن ابن حجي ذكر له أن هناك خللاً في القصر نتيجة المطر، مطالباً بإصلاح الخلل والاجتهاد في ذلك على وجه السرعة، موجهاً أبو بكر بحفظ القصر من ''الشعيب'' بحيث يمنع وصول السيل إليه، مع التوجيه بالبدء الفوري في العمل حال وصول الكتاب كون التأخير يلحق الضرر.
وحث الملك عبدالعزيز - رحمه الله - صالح بن عبدالواحد بسرعة تركيب آلة اللاسلكي المرسلة مع مهندس ومعاونه ومدير في جازان أو صبيا، ومد الفريق بكل ما يحتاجون إليه مع إنجاز ذلك على وجه السرعة.

الأكثر قراءة