أي سياحة نريد؟

قضيت بضعة أيام مع الأسرة في جدة. كانت أياما مختلفة، إذ بمجرد وصولنا إلى الفندق، وجدنا مجموعة من البروشورات التي تتحدث عن جملة من الفعاليات السياحية التي تم إعدادها بمنتهى الدقة. رحلات بحرية إلى الجزر القريبة. جولات جماعية في المنطقة التاريخية، مع مرشدين ومرشدات يتحدثون عدة لغات. حفلات خاصة للصوت والضوء في الواجهة البحرية. مجموعة من الفعاليات التي يتم تنظيمها في عدد من بيوت جدة القديمة، تتضمن نشاطات تراثية ورقصات شعبية، ويتم اختتامها بعشاء يتضمن عددا من الوجبات الحجازية الشهيرة.
الفعاليات السياحية والبرامج نفسها ستجدها في عسير وجازان والطائف وحائل وعدد آخر من المدن السياحية.
كل منطقة تتباهي بتقديم موروثها وتراثها للسياح. الحافلات المخصصة للمجموعات السياحية العائلية كانت دائما علامة فارقة ومميزة. كل هذا بمقابل مادي زهيد للغاية.
الحافلات السياحية تمر على الفنادق لتحمل الناس إلى الفعاليات السياحية التي اختاروا المشاركة فيها. اللوحات التي تتحدث عن جدة غير 2014، لا تتناقض أبدا مع هذا الفعل غير العادي. نحن نجني ثمار تخطيط سياحي متقن للغاية. أصبحنا ننافس سوانا في السياحة التي صارت جاذبة للجميع من الداخل والخارج.
... عفوا: أظنني كنت أحلم. أليس من حقي أن أحلم؟! ليس لك في سياحتنا المحلية سوى أن تمتطي سيارتك وتتجه صوب رصيف الكورنيش أو أقرب مطعم. وعليك في الطريق أن تكابد الزحام والتجاوزات المرورية، ثم تعود إلى فندقك أو شقتك لتعيد ترتيب أفكارك من جديد، وتتساءل: أي سياحة نريد؟! إجابة هذا السؤال تدفع القادرين للسفر إلى بلدان مجاورة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي