رئيس شؤون المسجد الحرام يحذر من «الطائفية» والدعوة إليها

رئيس شؤون المسجد الحرام يحذر من «الطائفية» والدعوة إليها

حذر الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، من الطائفية والدعوة إليها. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الملك فيصل في أبها بحضور الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير: ''الدعوة إلى الطائفية والدعوة إلى الخلافات في الأمة، دعوات مخالفة لما جاء به الدين الإسلامي الحنيف الذي يجمع المسلمين مهما اختلفت أقطابهم وأمصارهم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وقال: ''أيها المسلمون، يا أهل الوسط والاعتدال، ومما يخلص من الفتن بعد حول الله وتوفيقه لزوم منهج الوسط والاعتدال، اتباعاً لقوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً)، فلا غلو ولا تنطع ولا تكفير ولا تفجير ولا تدمير للمجتمعات، وإنما إعمار وبناء وإنماء، ولا تفريط في ثوابت هذه الأمة ولا تساهل في الدين والقيم بل لا بد من العناية بمقاصد الشريعة في حفظ الدين والنفس والمال والعقل والعرض.
وأوصى السديس بالالتزام بتقوى الله - عز وجل - واجتناب نواهيه وامتثال أوامره، والتعاون على البر والتقوى والتكاتف والتآلف حول القيادة الرشيدة والعلماء والاجتماع صفاً واحدا كما هي شريعة ومنهج أهل هذه البلاد.
وقال: ''إن المتأمل في تاريخ الأمم والحضارات والأمجاد والمجتمعات يجد أنها تبني حضاراتها وأمجادها على مبادئ وقيم وثوابت الإسلام، ونحن أمة الإسلام قد أنعم الله علينا بهذا الدين العظيم، فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله''.
وأضاف: ''اشتمل هذا الدين على العقيدة الصحيحة والسنة القويمة والعبادات الزاكية والأخلاق السامية وعلى حسن التعاون بل على الشمول والكمال في كل أمر من الأمور. البشرية اليوم تتطلع إلى حياة السعادة ولن تجد حياة السعادة إلا في ظل الإسلام ذي المحاسن والمكارم والفوائد، فلا خير إلا في هذا الدين ولا شر إلا وقد حذرنا منه.
وأوضح الشيخ السديس سبل النجاة من الأزمات وقال: ''تمر الأعوام والسنون ويتساءل الكثير من الناس في أمر دينهم وتصاب الأمة بالأزمات والفتن ويتطلع الغيورون إلى سبل ناجحة للخروج من هذه الأزمات التي تحيط بالأمة في ظل تداعيات الأحداث في المنطقة والعالم، ولن يجدوا ذلك إلا بالعودة الجادة إلى دين الله القويم؛ فهو سبيل النصر والعز والتمكين، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).
وأكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في خطبته على جَمْع كلمة المسلمين والتآخي فيما بينهم ونبذ الفرقة والخلاف، قائلاً: ''يجب على المسلمين أن يجددوا إسلامهم ويقووا صلتهم بربهم ليتحقق لهم ما تحقق لأسلافهم، ومما ينبغي العناية به في الخروج من الفتن والأزمات والمحن هو الحرص على جمع كلمة المسلمين والتآخي فيما بينهم، يقول تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا). وكذلك العناية بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مخرج من الفتن والأزمات والمحن والابتلاءات.
وتحدث عن النعم التي تزخر بها بلادنا وقال: ''إن هذه النعمة مستهدفة من قبل الحاسدين والحاقدين الذين لا يروقهم أن يجتمع الراعي والرعية، ولا يروقهم أن يجتمع المسلمون في أمن وأمان وتقام شعائرهم، والدعوة إلى دين ربهم فعملوا بالفتن والتشويش والإثارة من الإشاعات المغرضة ضد هذه البلاد، ومن ذلك ما يبث عبر التواصل الاجتماعي، سعياً للفرقة والخلافات والفتن في أبناء هذه الأمة.
وأضاف الشيخ السديس أن مما استهدفت به هذه البلاد شبابها وأجيالها بالوقوع في حرب المخدرات والمسكرات التي تجرّ على المجتمعات الأوبئة، إنها حرب ضروس ينبغي أن يعيها أبناء المسلمين وشبابهم.
ونوه بما تنعم به المنطقة من مقومات سياحية ووسائل جمال، داعياً الله تعالى أن يديم على هذه البلاد أمنها واستقرارها وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وولي العهد والنائب الثاني.

الأكثر قراءة