مبادرة «متمكن» لسوق العمل

مما يبعث الأمل ويثلج الصدر أن ترى مجموعة شباب تصنع مبادرات تستشرف المستقبل في مختلف القطاعات، سواء الحكومي أو الخيري أو القطاع الخاص، التي تتسق مع أهداف خطة التنمية التاسعة. حيث كانت ورشة عمل برنامج ''تمكين'' أحد مشاريع مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ممثلة في اللجنة الشبابية، التي أسعدني حضورها، كما يعتبر البرنامج المطبخ الرئيس لإنتاج وتوليد الأفكار والمبادرات الشبابية وبلورتها بما يلامس الواقع من خلال العصف الذهني للمجموعات المشاركة، الذي مكنهم من الخروج بعدد من المبادرات مما لا يتسع سردها بهذا المقال.
حيث كانت مبادرة ''متكمن'' التعليم من خلال الخدمة واحدة من المبادرات، التي تمت صياغتها ثم عرضها وفقا لرؤية تتلاءم مع احتياجات الشباب ليساهموا في عملية التنمية الحقيقية، التي تتلخص في دمج مفهوم التعليم مع التطبيق لطلاب التعليم العالي في الجامعات من خلال تخصيص جزء من المادة العلمية للعمل الميداني، الذي يساعد لتأهيل الشباب لسوق العمل وزيادة فرصهم الوظيفية. وبطبيعة الحال ثمة من ينتقد مخرجات التعليم العالي من الجامعات، ولا سيما القطاع الخاص، نظرا لعدم توافر الخبرة لدى طالب العمل حديث التخرج، وتأتي هذه المبادرة لدعم مخرجات التعليم من الجامعات بالمهارات اللازمة، وتحقيق مبدأ التعليم التطبيقي وربط المقرر العلمي بالعمل الميداني على مقعد الدراسة، التي يحصل فيها الطالب على خبرة ميدانية تزيح هذه المعضلة.
ويعتبر مفهوم التعليم من خلال الخدمة أنموذجا حديثا في التعليم ونافذة للتواصل بين الحياة الأكاديمية والحياة العملية ويهدف إلى التعرف على المشكلات واقتراح الحلول العلمية لها من خلال التطبيق العملي الذي يكسب الطالب المعرفة بشكل متواز مع الخبرة. وفي المقابل ليس الهدف الفعلي من هذه المبادرة تحسين الجودة العلمية في قاعات الدراسة، بل هناك أبعاد أخرى لها كأعداد الخريجين للحياة العملية وتعزيز الشعور بالمسؤولية، إضافة للتفكير في مزاولة العمل الحر وريادة الأعمال، التي تساعد على اكتشاف الفرص الكامنة في السوق من خلال التطبيق الميداني، كما هو معمول به في معظم الجامعات العالمية.
خلاصة القول أننا في حاجة لإشراك الشباب في صناعة مستقبلهم وتحديد المسار المهني الملائم لهم، وبما أن المبادرات تتبخر إذا لم يتم تضافر الجهود ومشاركة الجهات ذات العلاقة كوزارة العمل والجامعات ومعاهد المؤسسة العامة للتعليم الفني والمهني في تبني المبادرة، التي قد تضيف إلى التعليم الجامعي واقعا تطبيقيا بعيدا عن التنظير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي