ثقافة وفنون

فيلم يصور مدينة نيويورك من خلال عيون صبي مصاب بالتوحد

فيلم يصور مدينة نيويورك من خلال عيون صبي مصاب بالتوحد

يتتبع فيلم جديد تدور أحداثه خلال إعصار ساندي المدمر في عام 2012 رحلة المراهق ريكي، وهو صبي يقاوم إصابته بالتوحد ليكون مؤهلا للالتحاق بمدرسة حيث يمضى عدة أيام تائها في شبكة مترو نيويورك. وعرض الفيلم، "ستاند كلير أوف كلوزينج دوورز"وتعني / قف بعيدا عن الابواب المغلقة / لمخرجه سام فلايشنر للمرة الأولى في مهرجان تريبيكا السينمائي مؤخرا. الممثل الرئيسي في الفيلم هو جيسوس سانشيز-فاليس، الذي يمثل للمرة الأولى كما أنه مصاب بمتلازمة اسبرجر، أحد أنواع التوحد. ويهدف مهرجان تريبيكا السينمائي- وهو فكرة في عام 2002 للممثل الأمريكي روبرت دي نيرو وآخرين- إلى إرساء نيويورك كمركز رئيسي لصناعة الأفلام الدولية وإظهار أعمال مخرجين مبتدئين ومشهورين. ويعد هذا هو الفيلم الروائي الثاني لفلايشنر والذي انتهى من الفيلم قبل أيام فقط من بدء المهرجان. وأنتج الفيلم شركتا "سي ثينك فيلمز" و"ميسينج بيسيز" المستقلتان . ودخل فليشنر عالم الإخراج بفيلمه الأول "واه دو ديم" في عام 2009 والحائز على جائزة في مهرجان لوس أنجيليس السينمائي. ومن قبيل الصدفة، صورت أحداث الفيلم خلال أحداث الاعصار ساندي، الذي هب على منطقة نيويورك ونيوجيرسي وتسبب في أيام من الظلام والجمود والتدمير. ومزج فلايتشر العاصفة بخط القصة، ما سمح بزيادة التوتر حيث وجد ريكي نفسه وحيدا في شبكة المترو المتوقفة عن العمل. وعلى الرغم من أن الفيلم يشعر المشاهد ببطء الأحداث في بعض الأحيان إلا أن الوتيرة تماثل الملاحظة الطبيعية لريكي المصاب بالتوحد، ما يسمح للمشاهدين باستشكاف العالم الغريب لنظام مترو الأنفاق. بطء الوتيرة المحمومة للحياة في نيويورك يسمح للمشاهد بالاهتمام بالتفاصيل التي لا يلحظها في ذروة الحياة اليومية، ما يوفر قصيدة للحياة الغامضة المثيرة للمدينة الشهيرة التي يقطنها ثمانية ملايين نسمة. وتعيش عائلة ريكي المكافحة التي تنحدر من أصول من أمريكا اللاتينية في منطقة "فار روكاواي" بمقاطعة كوينز في الحدود الخارجية لمدينة نيويورك سيتي. وتعمل الأم، ماريا، خادمة، ويعمل الأب خارج البلدة. ويقع العبء الأكبر من مسؤولية ريكي/13 عاما/ على عاتق شقيقته المراهقة الأكبر منه كارلا. وفي أحد الأيام، ترفض السير معه، قائلة له إنه ناضج بما يكفي للاعتناء بنفسه. ويتبع ريكي، المهووس برسومات تنين الماء والأحذية ذات الألوان البراقة، رجلا يرتدي سترة عليها رسم تنين حتى قطار أنفاق نيويورك. ويمضي أياما يتنقل تحت الأرض، ويستعرض هذه الحياة. وتبحث والدته الملتاعة عنه . وتبدأ الأسرة في التداعي فوق الأرض، ما يضع مزيدا من التوترات على العلاقة المعقدة بالفعل بين الأم وابنتها. وتحت الأرض، يكافح ريكي للنجاة دون طعام أو شراب أو استخدام مرحاض حيث يسافر من محطة لأخرى في عزلة كاملة عما يحيط به. ومع هذا، يبدأ ريكي في نهاية المطاف الانفتاح والاعتناء بنفسه، وهو أمر كانت تعتقد والدته أنه مستحيل. وعلى الرغم من أن الفيلم ليس فيلما اعتياديا للبالغين، إلا أنه في نهاية المطاف يصبح ريكي وعائلته بأكملها أكثر قوة من خلال المحنة. وفي مؤتمر صحفي عقب عرض الفيلم، قال فلايشنر إنه كان مهتما منذ فترة طويلة بإخراج فيلم عن الأطفال الهاربين من منازلهم ومصابين بالتوحد. وقال فلايشنر إنه " عندما بدأت قراءة قصص عن الأطفال المصابين بالتوحد الذين يفرون من منازلهم، وخاصة في قطار أنفاق نيويورك، فكرت أن هذا موضوع مهم لفيلم سينمائي".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون