أخبار اقتصادية

السعودية ثاني أفضل مصدر للطاقة الشمسية في العالم بعد صحراء أتاكاما في تشيلي

السعودية ثاني أفضل مصدر للطاقة الشمسية في العالم بعد صحراء أتاكاما في تشيلي

تظهر بيانات الأشعة الشمسية أن السعودية تملك ثاني أفضل مصدر للطاقة الشمسية بعد صحراء أتاكاما في تشيلي، ما يجعل الاستثمار في الطاقة الشمسية أمرا بديلا للسعودية عن حرق موردها الثمين. وقبل أربع سنوات، قال مسؤول بارز في وزارة البترول والثروة المعدنية لـ''رويترز'' إن السعودية قادرة على تصدير الطاقة الشمسية إلى جيرانها على نطاق واسع. ''هذا هو هدفنا الاستراتيجي لتنويع موارد اقتصادنا''. ومنذ ذلك الحين أنشأت المملكة محطات قدرتها نحو عشرة ميجاواط وهي نسبة ضئيلة مما تنتجه إنجلترا غير المشمسة. لكن السعودية أعدت الآن وفقا لتحليل صادر عن ''رويترز'' خطة مفصلة للمستوى المستهدف لقدرة توليد الكهرباء من المصادر المتجددة في 2020م و2032م، ستضع البلاد في مصاف أكبر خمس دول منتجة للطاقة الشمسية في العالم. وتعتمد القدرة التنافسية للطاقة الشمسية الضوئية على تكلفة التركيب (تشمل سعر الألواح وتكلفة تركيبها)، ودرجة سطوع أشعة الشمس المحلية وتكلفة البديل المتمثلة في سعر الكهرباء للمستهلك إضافة إلى الدعم. ويمكن أن يزيد الطلب على ألواح الطاقة الشمسية بتحول مماثل في دول أخرى مشمسة وذات اقتصادات ناشئة تدعم الكهرباء المولدة باستخدام الوقود الأحفوري. وتعتمد السعودية على الكهرباء في توليد الطاقة والمياه من محطات التحلية. والمصدر الرئيس للكهرباء هو حرق النفط الخام وبشكل متزايد الآن الغاز الطبيعي. وأظهرت بيانات سعودية، وبيانات لوكالة الطاقة الدولية، أن السعودية أحرقت نحو 192.8 مليون برميل من الخام لتوليد 129 مليون ميجاواط ساعة في 2010م. وتشير بيانات من القطاع إلى أن محطات توليد الكهرباء السعودية تدفع نحو أربعة دولارات للبرميل من النفط. ويعني ذلك تكلفة تشغيل تبلغ 0.006 دولار للكيلوواط/ ساعة في 2010م باستبعاد جميع التكاليف الرأسمالية والثابتة والتشغيلية الأخرى. لكن، ووفقا للتحليل، فبحساب تكلفة فرصة تصدير الخام بالأسعار العالمية البالغة نحو 113 دولارا للبرميل تزيد التكلفة الاقتصادية لمحطات توليد الكهرباء التي تعمل بحرق النفط الخام إلى 0.13 دولار للكيلوواط/ ساعة مع عدم أخذ أي تكاليف غير تكلفة الوقود في الحسبان. وتفيد تقديرات باستخدام آلة حاسبة لتكاليف الطاقة الشمسية طورها المختبر الوطني للطاقة المتجددة التابع لوزارة الطاقة الأمريكية، بأن تكلفة الطاقة الشمسية تبلغ 0.07 دولار للكيلوواط/ ساعة في ظل الظروف السعودية. ويفترض ذلك معامل طاقة يبلغ 33 في المائة، كما يتوقع في أكثر المناطق تعرضا لأشعة الشمس في جنوب السعودية وتكلفة رأسمالية كاملة تبلغ 1.5 دولار للوات وهو تقدير متحفظ لتركيبات المرافق. وذلك قبل حساب معدل الإهلاك السنوي للوحات الطاقة الشمسية والخسائر الناجمة عن الأتربة والرمال وارتفاع درجات الحرارة وكلها لا تهدد المشروع. وبدا أن الآلة الحاسبة الخاصة بالمختبر الوطني للطاقة المتجددة تتجاهل كذلك خسائر تحويل التيار الكهربائي المباشر إلى متردد التي يمكن أن تخفض الإنتاج بنسبة 25 في المائة. وفي الرياض، يبلغ معدل الإشعاع العادي المباشر لها 6.68 كيلوواط/ ساعة، بينما يصل في الأراضي العراء الواسعة في جنوب المدينة إلى 7.99 كيلوواط/ ساعة. ويبلغ معدل الإشعاع العادي المباشر على ساحل المملكة المطل على البحر الأحمر شمالي مدينة جدة 8.60 كيلوواط/ ساعة. ويبدو أن هذه هي ثاني أكثر بقاع الأرض تعرضا للشمس بعد صحراء أتاكاما التشيلية التي يبلغ معدل الإشعاع العادي المباشر بها 9.77 كيلوواط/ ساعة لكل متر مربع يوميا. ويحدد الإشعاع الشمسي المحلي كمية الكهرباء التي يمكن أن تولدها الخلية الشمسية. ومعامل الطاقة هو مصطلح يقارن بين مقدار الكهرباء الذي تولده خلية شمسية بالفعل والحد الأقصى النظري الذي يمكن أن تولده في حال تشغيلها بكامل طاقتها على نحو متواصل. وسيبلغ معامل طاقة اللوح الشمسي الذي يوضع في جنوب الرياض نحو 33 في المائة في ضوء معدل سطوع إشعاع شمسي محلي يبلغ ثمانية كيلوواط/ ساعة مقارنة بظروف الاختبار البالغة 24 كيلوواط/ ساعة يوميا. وهناك خسائر أخرى عملية مرتبطة بالطاقة الشمسية. ففي السعودية تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على استخدام الطاقة الشمسية، حيث ينخفض إنتاج الكهرباء بنسبة 0.5 في المائة تقريبا عن كل درجة فوق 25 درجة مئوية بحسب تقديرات المختبر الوطني للطاقة المتجددة، وإن كان ذلك قد لا يكفي لتقويض تنافسيتها. وثمة اقتصادات صاعدة أخرى تشهد معدلات طلب على الكهرباء تزيد بشكل سريع وتدعم استهلاك الوقود الأحفوري ومن بينها الصين والهند. وتظهر بيانات ''ناسا'' أن هذين البلدين بهما مناطق تنافس الرياض في معدل الإشعاع الشمسي. ويمكن أن تحل الطاقة الشمسية غير المدعومة من الدولة محل الوقود الأحفوري على نطاق واسع على مدى العشر سنوات المقبلة دون أي تكلفة أو حتى مع تحقيق وفر مما سيؤثر في معدل طلب الألواح الشمسية والوقود الأحفوري.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية