ويسلي.. العقرب بلا «سُم»
أحدث صيام البرازيلي ويسلي لوبيز مهاجم فريق الهلال لكرة القدم عن التسجيل لخمس مباريات متتالية في دوري زين السعودي, ردود فعل واسعة في الأوساط الهلالية, كونه يتصدر ترتيب هدافي المسابقة, برصيد 15 هدفاً, سجلها في 12 لقاء, كان آخرها أمام الاتحاد يوم التاسع من كانون الأول (ديسمبر) الماضي, عندما كسب الهلال المباراة التي جرت على أرض ملعب مدينة الملك عبد العزيز الرياضية في مكة المكرمة 2/1, لحساب مواجهات الجولة العاشرة.
وهز ويسلي لوبيز شباك نجران ثلاث مرات, والنصر مرتين, وكذلك هجر, في حين زار شباك الاتحاد, الشعلة, الشباب, الأهلي, الاتفاق, الفيصلي, الوحدة, والتعاون مرة واحدة.
وسجل لوبيز (32 عاماً) القادم للهلال الصيف الماضي, من فاسلوي الروماني, في عقد يمتد موسمين, 12 هدفا بقدمه اليسرى, وهدفا وحيدا بقدمه اليمنى, وهدفين بالرأس.
ورغم تسجيل "العقرب" خمسة أهداف من ركلات جزاء, إلا أنه أسهم بشكل كبير في استمرار فريقه منافساً على لقب المسابقة, حيث يحتل الهلال المركز الثاني برصيد 42 نقطة, خلف الفتح الأول بـ46 نقطة.
ويعد ويسلي لوبيز أكثر لاعبي الهلال مشاركة في مسابقة دوري زين, بـ17 مباراة, كما يبدو أكثر اللاعبين صناعة للأهداف, بأربع كرات مررها وتمكن لاعبو الهلال من تسجيلها.
ردود الفعل الهلالية الواسعة, اختلفت ما بين مؤيد لمشاركة اللاعب أساسياً، فيما تبقى من منافسات الموسم, أو معارض لذلك, ومطالباً ببقائه احتياطياً, ومنح الفرصة للثنائي الكوري الجنوبي يو بيونج سو, وقائد الفريق ياسر القحطاني بالمشاركة, كون الأول يملك عشرة أهداف على الرغم من مشاركته في ثماني مباريات أساسياً, وظهوره في تسع مناسبات كلاعب بديل, بينما سجل القحطاني عشرة أهداف أيضاً, من 12 مباراة أساسياً, وأربع خاضها كورقة رابحة.
لقاء مهم ينتظر الهلال غداً أمام الشباب, سيحدد بنسبة كبيرة مقدرة الفريق على المنافسة على لقب الدوري, كما أنه الجمعة المقبل على موعد مع المباراة النهائية لمسابقة كأس ولي العهد, قبل أن يكون ضيفاً على العين الإماراتي يوم الـ27 من الشهر الجاري, في استهلالية لقاء الفريق في مسابقة دوري أبطال آسيا, وهذه الاستحقاقات, حسب وجهة نظر الهلاليين أنفسهم تتطلب ظهور ويسلي لوبيز بمستواه المعهود.
"الاقتصادية" سلطت الضوء على هذا الجانب, عبر أخذ وجهات نظر عدد من أصحاب الخبرة في المجال.
#2#
فيصل أبوثنين, القائد الهلالي الأسبق والمحلل الرياضي الحالي, طالب بركن اللاعب على دكة البدلاء, إذا استمر على مستواه الحالي, وصيامه عن التسجيل, في ظل احتدام المنافسة.
وقال: "على الكرواتي زلاتكو داليتش مدرب الفريق أن يبقي ويسلي احتياطياً, كون المباريات المقبلة لا تحتمل التفريط في أي نقطة, كما أن الهلال لديه لقاء مهم في نهائي كأس ولي العهد, والخسارة هنا أو هناك ستدخل الفريق في دوامة معنوية وفنية يصعب الخلاص منها".
وأضاف: "مستواه هابط بشكل كبير في الفترة الأخيرة. ابتعد عن خطورته السابقة. يبدو عاجزاً عن التسجيل في اللقاءات الخمسة الأخيرة".
وزاد: "في بداية مشواره مع الهلال كان يقدم مستويات جيدة, يسجل ويصنع, وهذا ما افتقده في الفترة الأخيرة, بات لا يسجل ولا يصنع, فقط يحصل على البطاقات الصفراء التي قد تحرم الهلال من خدماته مستقبلاً".
وحول مستوى اللاعب بشكل عام قال: "كبير في السن, وهذا واضح من خلال بطء حركته في الملعب, لكن لديه خبرة تساعده على التحرك بشكل إيجابي داخل المستطيل الأخضر، كما أن الفريق في وقت حاجته إلى ويسلي لا يجده وهذه مشكلة اللاعب الأجنبي الذي إن لم يستطع صنع الفارق فما الفائدة من حضوره؟".
وعما إذا كانت مؤثرات خارج الملعب أثرت على مستواه الفني أجاب: "لا أعتقد أن ظروفاً خارج الملعب تسببت في ذلك".
#3#
من جهته خالف المحلل الفني زكي الصالح أبوثنين فيما قاله، مؤكدا أن ويسلي لوبيز لا يزال يقدم مستويات جيدة على الرغم من غيابه عن التسجيل، والدليل صناعته الهدف الثالث للهلال في اللقاء الأخير ضد الشعلة.
وقال: "ويسلي لاعب مميز وبصماته واضحة مع الفريق منذ قدومه وهو أفضل الأجانب الموجودين حاليا من وجهة نظري ولديه مميزات كثيرة, هو لاعب ذكي يجيد التمركز ويملأ الفراغ الذي يتركه زميله المهاجم، كما أنه يقوم يتنظيم وتنسيق الهجمة الهلالية".
وأضاف: "المشكلة ليست في ويسلي، بل في فريق الهلال بأكمله, عدم الاستقرار على تشكيل ثابت يشتت اللاعبين, ومنهم ويسلي".
وزاد موضحاً: "لا تجد معه لاعبا ثابتاً يستطيع التفاهم والتأقلم, فتارة يلعب مع ياسر وأخرى مع يو بيونج، إضافة إلى غياب صانع الألعاب, ما يؤثر على المهاجمين، فأحمد الفريدي انتقل ونواف العابد مصاب ومحمد الشلهوب غائب عن المشاركة منذ فترة ليست بالقليلة ولم نشاهده إلا في المباراتين الأخيرتين وسالم الدوسري لا يحضر بشكل مستمر، وهذا يؤثر بشكل كبير في المهاجمين سوءا ويسلي أو غيره. إن وجود صانع الألعاب المميز يساعد المهاجم، كما كان في الهلال سابقا بوجود البرازيلي تياجو نيفيز والسويدي كريستيان ويلهامسون".
وفيما يتعلق بكبر سن اللاعب, وتأثيره في مستواه قال: "صحيح أن اللاعب كبير، لكنه يعوض ذلك بتوزيع جهده داخل الملعب والتمركز الجيد، كما أن لياقته البدنية عالية جدا، ما يساعده بشكل كبير على تجاوز مشكلة كبر السن".
أضف تعليق