Author

ماذا نريد من عيد؟

|
انفض المولد ونجح أحمد عيد في الوصول إلى المقعد الأول في رياضة كرة القدم السعودية مدعوما بنصف مقاعد الجمعية العمومية لاتحاد اللعبة زائد واحد، وهو الحد الأدنى المطلوب لبلوغ الكرسي الأول، ما يعني أن الرجل موعود بمعارضة قوية في البرلمان الرياضي تصل إلى النصف إلا واحد. كيف سيستطيع عيد السير بالاتحاد السعودي للعبة وسط هذا العدد الكبير من معارضيه؟ خاصة أن اللائحة تسمح لهذه المعارضة مع إضافة اثني عشر عضوا آخرين تقديمه إلى جلسة تصويت سحب ثقة وإقالته متى ما كانت الأسباب مقنعة والتصويت حاضرا. في الجهة المقابلة، يمكن لعيد الرجل الذي قَلَبَ الطاولة في وجه منافسه في اللحظات الأخيرة أن يحول الأصوات المعارضة إلى داعمة متى ما أثبت أنهم على خطأ عندما ذهبوا إلى الجهة الأخرى، ولا يتحقق هذا ما لم يقدم الرجل ومجلس اتحاده المنتخب عملا يصمت معه المعارضون ويحتفل به المحايدون والمؤيدون. الآن بعد أن نفض عيد أعباء الحملة الانتخابية، ووصل إلى هدفه، اقترح عليه أن يجلس بهدوء إلى نفسه يغمض عينيه، ثم يستنشق هواء نقيا يملأ رئتيه، ويسأل نفسه: كيف السبيل إلى النجاح؟ أولى الطرق لذلك هي الإجابة عن السؤال السهل الصعب: ماذا يريد الرياضيون من اتحاد الكرة؟ إذا أجاب عنه بصدق، فتلك خطوة أولى تجاوزها الرجل بنجاح. وينتقل إلى ما يليها وهي: كيف السبيل إلى ما يريدون؟ في الأولى، لا أعتقد أن أسطورة الحراسة الخليجية السابق يغيب عنه ما يريد أهل الكرة من اتحاد الكرة. يريدون مسابقات جذابة تستقطب المتابعين، يحكمها القانون، لا كبير فيها إلا بالنظام، تسقط فيها المحسوبيات، وتبرز فيها اللوائح قائدا، وتستظل كل الرقاب تحت مواد القانون سواسية لا يرتفع منها جزء عن آخر. يعرف الرئيس أحمد عيد قبل غيره أن مسابقاتنا الرياضية تحتاج إلى إعادة صياغة، وأن المسابقة الوحيدة التي تحاكي مسابقات الدول المتقدمة رياضيا هي الدوري، أما الآخريان فهما مسابقتان مشوهتا النظام، تحتاجان إلى إعادة رسم وصياغة. يريد الرياضيون يا رئيس اتحادنا الموقر، أندية يصل فيها الرؤساء إلى السلطة بالانتخاب المعلن كما وصل رئيسهم، وفق جمعيات فاعلة يحق لها سحب الثقة بالنظام كما سيحدث مع رئيسهم نفسه. يا رئيس اتحادنا الموقر، كما ستفعل في نهاية كل عام في الجمعية العمومية العادية حين تقدم بيانك المالي عن كل سنة، حري بك أن تدفع الأندية إلى السلوك ذاته، وإلا كان هناك خلل يشبه حال من لا يكتفي بأن يكون رقيقا بل يدافع عن الرق، وحال من يلبس أجمل الثياب ويضع أفخر العطور لكنه لا يستحم إلا مرة في العام. لا يخفى على عيد- وهو الرياضي العريق لاعبا وإداريا- أن قلوب رياضيين وغير رياضيين من أبناء هذا المجتمع تتعلق بالمنتخب الوطني، تحبه وتتحمس معه وتسنده، وتطمع أن يعود أخضرا هزبرا يجندل الخصوم ويقتنص البطولات ويصل إلى أعلى المراتب العالمية والقارية، ويحدث هذا متى ما وقفت على الأسباب الحقيقة التي تهاوت بالفريق الوطني إلى الدرجات الدنيا في قارته، بل في إقليم الخليج، وفي هذا الاتجاه أنصح عيد أن يخصص جزءا من ميزانية اتحاده لبرنامج احتراف الناشئين والشباب في أوروبا، وأن يكثف مواجهات الأخضر بالفرق العالمية، وأن يستأجر القوي الأمين في المنتخبات الوطنية من المدربين والإداريين. ختما؛ أقترح على السيد الرئيس أن ينسى ما دار في الانتخابات، وألا يهتم بمعرفة من صوت له ومن صوت ضده، وأن يمد يده للجميع، ويستقطب الناجحين من الجهتين لرئاسة لجانه ولتولي مناصب استشارية، وليبدأ بمنافسه خالد بن معمر متى رأى فيه خيرا. أرجو لأحمد عيد النجاح رغم صعوبة المهمة، وهو أهل لها، فالرجل يتكيء على تاريخ رياضي ثري، وتسكنه روح ما زالت تنبض بالشباب رغم انتصاف ستينياته. وعلى المستوى الشخصي أنصحه بالهدوء وعدم الاستجابة للنقد الانفعالي الذي سيلقاه من بعض النقاد والشارع الرياضي، فليس لديه كاريزما فيصل ولا حصانة سلطان ونواف.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها