الألوان السياحية تصبغ وجوه الحاضرين لملتقى «ألوان» بربيع الصحراء

الألوان السياحية تصبغ وجوه الحاضرين لملتقى «ألوان» بربيع الصحراء

على جدران ملتقى ألوان السعودية المقام حاليا في أرض المعارض وسط الرياض ثمة صور كثيرة تشترك في الغرض وتختلف في الرؤية، بعضها يملك تعبير ألف كلمة، وبعضها الآخر لا تملك الكلمات أن تعبر عنها، كلها تتفق في أن السعودية بلد مختلف يغري السائح بالاكتشاف كخمار فاتنة ينتظر البوح بأسرار صاحبته الجميلة.
هكذا هي السعودية، يقولها شاعر حضر أمسية الاحتفال وأخذته دهشة الصور بعيدا عن واقع يئن بالمنغصات لتبحر في فضاء الجغرافيا السعودية والتاريخ لتستخرج منها عدسات المصورين الأولين والآخرين أجمل ما فيها، لتبقى فقط أقلام الأدباء والكتاب تنتظر الدور لتكمل مشهد التاريخ لبلد يملك حجم قارة كالمملكة.
المصور الإيطالي إيلو باتيجيلي المولود في تموز (يوليو) من عام 1922، عرف هذه الأرض أثناء عمله مصورا في شركة أرامكو السعودية عام 1946، ليلتقط رسميا الصور الفوتوغرافية المفصلة لسير أعمال مشاريع الشركة الوليدة أنذاك، وأكثر من ذلك كهواية التقط صورا من جوانب الحياة اليومية لأبناء الجزيرة العربية ذوي الثقافة المختلفة الآسرة للألباب، وفي عام 1954 غادر باتيجيلي الديار السعودية بعد أن جمع آلاف الصور الخالدة في تاريخه الفني ثم لاحقا في تاريخ هذه البلاد ليرحل المصور التاريخي في عام 2009 ويدفن في إيطاليا وتبقى أعماله خالدة في السعودية، لتعرضها جدران ركن الدارة "دارة الملك عبد العزيز، وهو ركن خصص لأعمال هذا الفنان، كما يقول عبد الله الحقيل مدير العلاقات العامة والإعلام في الدارة. ويضيف الحقيل أن صور فنان مثل باتيجيلي يمكن لها أن تؤثر في السياحة السعودية عبر رصد أشكال التطور التي مرت بها البلاد، كما أن البحث والتنقيب في التاريخ يجد لذة عظيمة عند الباحثين والمثقفين وكبار السن ما يخلق حالة سياحية مقترنة بالثقافة وهي واحدة من بين أرقى أشكال السياحة وهي السياحة الثقافية.
وكان الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار افتتح بحضور وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة ومحافظ الدرعية الأمير أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن مساء الأحد "ملتقى ألوان السعودية" الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار الذي يستمر حتى الخميس المقبل، وذلك في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات. وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن المملكة تزخر بالمقومات والمواقع الرائعة والمميزة في تنوعها وجمالها، ما يجعل الصورة وسيلة ناجحة ومهمة لإبراز هذه المقومات الطبيعية والتراثية الفريدة التي قلما تتوفر بهذا التنوع في بلد مثل المملكة. وكان حفل الافتتاح المعد للمناسبة قد بدأ بعرض قصير عن الملتقى ومسابقة ألوان السعودية، ثم عرض قصير عن جائزة راعي الملتقى وعن الفائزين بالجائزة. بعدها تم إعلان الفائزين بمسابقة ألوان السعودية للتصوير الضوئي، التي شارك فيها أكثر من 1000 مصور بأكثر من 3000 صورة في مواضيع المسابقة الأربعة وهي: الطبيعة، التراث العمراني، وجوه سعودية، التنمية والتطور، حيث تم الإعلان عن المراكز العشرة الفائزة في كل موضوع. وتم اختيار 40 صورة فائزة (عشرة مراكز في كل فئة) منهم ثماني نساء.

الأكثر قراءة