عقارات

الدمام: مؤتمر يخطط لإعادة تصميم المباني للتقليل من استنزاف موارد الطاقة

الدمام: مؤتمر يخطط لإعادة تصميم المباني للتقليل من استنزاف موارد الطاقة

اعتبر أكاديمي متخصص في قطاع التصاميم المعمارية أن مباني المدن السعودية مستنزفة لموارد الطاقة والموارد الطبيعية التي تتأثر بأنماط الحياة الحالية في البيئة، وتقود إلى حالة مأساوية من التغيرات المناخية الكبرى. وأوضح لـ "الاقتصادية" الدكتور سعيد العويس عميد كلية التصاميم في جامعة الدمام على هامش المؤتمر العلمي "الاستدامة من خلال المحاكاة: اكتشاف حلول مستوحاة من الطبيعة"، الذي انطلق أمس بحضور 20 متحدثا عالميا، أن الجامعة تسعى من خلال البحوث العالمية المطروحة للوصول إلى حلول أفضل في قضية التصاميم والبناء ومن ضمن ذلك المساجد، من خلال محاكاة الطبيعة بحثا عن الاستدامة من خلال هذه الآليات التي تسهم في تقليل التكاليف وإطالة عمر المباني. وقال الدكتور العويس: إن طرح تجارب سابقة لمحاكاة الطبيعة يأتي للبحث عن حلول من خلال الأشكال والنظم التي تتحرك بها الكائنات الحية أو الطبيعية في التفاعل مع البيئة والتكيف فيها، مشيرا إلى أن كلية التصاميم في جامعة الدمام تحاول أن تكون رائدة في قيادة هذا المجال وتدعيمها في التصاميم الخاصة بالمباني المحلية في المملكة والاستفادة من هذه الحركة العلمية لإيجاد حلول من الكائنات الحية التي استطاعت أن تتكيف حسب ظروفها، لتستفيد منها الكلية لتطوير تصاميمها وأخذ دروس للتكيف وحل مشكلات المباني واختصار بعض التجارب من الكائنات من البيئة للتعامل مع بيئتها المختلفة، من خلال مزج هذه الخبرات العالمية في مؤتمر يخدم واقع التصاميم المحلية، وأضاف: "نحاول أن نجعلها من الحلول المطروحة لتستطيع أن تتعايش مع البيئة المحلية أكثر من الحلول السريعة التي لم تثبت جدواها". وأكد عميد كلية التصاميم في جامعة الدمام أن هذا التوجه يعد من أكثر الحلول لتحقيق الاستدامة بأقل تكلفة والتعامل مع بعض الأسس والوسائل التي يمكن أن توفر على مجال التصاميم في المدن المحلية التي لم تؤسس على أسس الاستدامة، إنما حلول سريعة نتيجة أحداث معينة ولا يوجد فيها فكر وابتكار مستديم ومكلفة. وبين الدكتور العويس أنهم يستهدفون طلاب هذه التخصصات وقطاع الشركات المصممة للمبادرة في الأخذ بهذه التجارب التي تعمل على تقليل التكاليف من خلال هذه التجارب الموجودة في البيئة، مشيرا إلى أنه سيتم اليوم في ختام المؤتمر الإعلان عن عدة توصيات من ضمنها أن تعمل كلية التصاميم على وضع رؤية جديدة لإعادة صياغة توجه الكلية وطرق تدريسها من وجهة نظر محاكاة الطبيعة، لتكون أول كلية تبادر لهذا التغيير والطرح. من جهته بين الدكتور عبد الله الربيش مدير جامعة الدمام، أن دور الجامعة لم يعد قاصرا على التعليم وتقديم المعلومة، ولكن تجاوز هذا الدور التقليدي النمطي، وأصبحت الجامعات هي مصدر الحراك البحثي والخدمي وتقديم الاستشارات والدراسات بل صار هذا الدور مكونا أساسيا من مكونات رسالتها خلال ما يتم طرحه ومناقشته في البرنامج العلمي أو في ورش العمل المصاحبة التي سيكون لها -بإذن الله- انعكاس إيجابي على الممارسات في مجال الابتكار والتصميم، كما أنه يوفر فرصة لطلاب الدراسات العليا ودرجة البكالوريوس للاتصال والتواصل بهؤلاء النخبة من الأساتذة. من جانب آخر، شهدت فعاليات المؤتمر الذي افتتحه الدكتور عبد الله الربيش مدير جامعة الدمام برعاية أمير المنطقة الشرقية، الإعلان عن جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد، وهي إحدى الجهات الداعمة للمؤتمر، التي سيتم مستقبلا التعاون معها من خلال كلية التصاميم في الجامعة للوقوف على أعمال اللجنة. وأوضح أحمد الرماح عضو اللجنة التأسيسية للجائزة، أن انطلاقة فكرة الجائزة جاءت نظرا للرغبة في تطوير الناحية المعمارية والهندسية للمساجد التي باتت تشهد تدني مستوى التصاميم والتشغيل. وقال الرماح: إن الدورة الأولى للجائزة ستكون سعودية وأن تكرم المساجد الفائزة، بعد أن تم اختيار عمر معماري معين يناهز الـ 45 إلى وقتنا الحاضر للوقوف على إعادة تأهيلها، منوها بأن الغرض الأساسي من الجائزة هو التصاميم المستقبلية ومساعدة من يريد تصميم مسجد في أنحاء المعمورة لتكون الجائزة بيت الخبرة لذلك وستكون أول دورة في 26 فبراير 2013. وأشار الرماح إلى أنه بعد أن تحقق الجائزة هدفها في دورتها الأولى في المملكة ستجوب بعدها أنحاء العالم والمدن ذات العمارة المشهودة مثل إسطنبول وحلب وكوالالمبور ومراكش، ولتكون الجائزة ذات استدامة ومهنية وعمل مستدام فقد تم رصد وقف يصل إلى 60 مليون ريال، حيث إن كل دورة لها مصاريف كثيرة من جميع النواحي وسيكون الوقف هو مدر لأعمال الجائزة لتكون ذات طابع مستدام، وقد أنشئ مكتب تنفيذي وأمانة عامة للجائزة لتحقيق الهدف المنشود للدورة الأولى وإنشاء مكتبة ضخمة لمن أراد أن ينشئ مسجدا لتكون بمثابة بيت خبرة لعمارة بيوت الله.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من عقارات