Author

الهزاع.. والأمل في التغيير

|
في أول تصريح لأول رئيس لهيئة الإذاعة والتلفزيون، الأستاذ عبد الرحمن بن عبد العزيز الهزاع، نشرته جريدة "المدينة" بعد تعيينه مباشرة الثلاثاء 23 تشرين الأول (أكتوبر) 2012، قال "سنسعى من خلال هيئة الإذاعة والتلفزيون إلى تقديم ما يسهم في خدمة وتطوير الإعلام السعودي، والرقي به من خلال تقديم جيل إعلامي وكوادر قادرة على تقديم العمل الإعلامي الهادف، وأن نكون في مصاف القنوات الفضائية المتقدمة بمعاونة جميع الزملاء في قطاع الإذاعة والتلفزيون". وأرجو أن تضعوا خطين تحت عبارة "جيل إعلامي وكوادر جديدة"، فالأستاذ الهزاع يلمس حال الإعلام السعودي العاجز في جانب الكوادر، والتي تفر لمحطات الفضاء التجارية بحثاً عن بيئة أفضل للعمل، رغم أن الإذاعة والتلفزيون السعودي تملكان الإمكانات التقنية الهائلة، ويدرك الهزاع ضمناً أن موظفي الحكومة بالراتب الشهري، لن يقدموا ما يقدمه شاب من الكادر الجديد يحظى بالحافز وفي بيئة التنافس، لن أطيل في هذا فهو من المسلمات. والأستاذ الهزاع عرفناه لزمن طويل بأنه عراب الإعلام الداخلي، وله تجربة طويلة جداً في أحضان الإعلام السعودي ونظرته المستقبلية هي تطوير وتحديث عمل الإعلام الذي أُعيق كثيراً بمركزية الصرف، وعدم وجود الحوافز المادية، والمعنوية، ولا سرعة الاستجابة للتغيير الذي يحدث في العالم بهذا المجال، فالتقنيات المتطورة في الإعلام السعودي لم يقدر لها كوادر متطلعة ومتحمسة بمستوى سرعتها التقنية، بل أصبحت طاردة للمواهب الفنية، والإعلامية. تحويل الإذاعة والتلفزيون لهيئة مستقلة مالياً، وإدارياً مطالبات قديمة بدأت منذ السبعينيات الميلادية، لأن طبيعة العمل الإعلامي يصعب أن تخضع للروتين في الإدارة المالية المركزية في وزارة الإعلام. والأستاذ الهزاع في تصريحه لجريدة "المدينة" يُوحي ضمناً أن الهيئة الوليدة تأتي وسط تنافس حاد في الفضاء الإعلامي بين قطاعات خاصّة تجارية، وأصحاب فكر مختلف، وبعضهم استعان بإعلاميين سعوديين لتصعيد التنافس ما أخّر مسيرة الإعلام السعودي سنين طويلة. تعيين الأستاذ عبد الرحمن الهزاع رئيساً للهيئة يأتي بأمل كبير للإعلاميين الذين بدأوا من خمس سنوات يلمحون تغييراً جذرياً في أداء هذا القطاع المهم الذي يحمل وظيفة مزدوجة في التعبير عن المواطن والحكومة في الوقت نفسه، وخلق أجواء من الفهم للحوار المتبادل لهموم الناس. نتمنى أن يوفق الأستاذ عبد الرحمن الهزاع في تحقيق رؤياه وهو يرأس الآن جهازاً مكتمل التقنيات فقيراً في الكوادر، جهازاً كانت تعاني كوادره القديمة شلل الإجراء الروتيني؛ فأمامه مسؤولية كبرى لتكسير الكلس المتراكم، ونفض غبار الزمن، وجعل الحياة تعود من جديد للإذاعة والتلفزيون السعودي، ونقول للأستاذ عبد الرحمن الهزاع أعانك الله فأنت تأتي في أصعب أوقات التنافس الإعلامي ومسؤولياتك كبيرة، لكننا متفائلون.
إنشرها