يا صاحب المشروع المبهر .. السلام عليك

المشروع المبهر الذى تبناه الدكتور ناصر الزهراني ومعه كوكبة من علمائنا الأجلاء الأفاضل، والذي يحمل عنوان ''السلام عليك أيها النبي''، هذا المشروع هو المشروع العبقري الذي نرد من خلاله على المتطاولين على رسول الله - صلى الله عليه وسلم. ولذلك لا يستحق هذا المشروع أن نجند ضده الأجناد وأن نرفع في وجهه لافتات الاعتراض دون معرفة حصيفة لمراميه وأهدافه القريبة والبعيدة، بل بالعكس كان المفروض أن نقف جميعاً مع المشروع ونمد له يد العون والتعضيد والمساندة.
إن التطاول المتكرر على رسول الهدى - صلى الله عليه وسلم - لا يحتاج إلى حرق السفارات وقتل السفير، ولا يحتاج إلى مظاهرات تدمر ولا تبني، وإنما يحتاج إلى رد حضاري بليغ، وإلى عرض ذكي يصد الكيد والغل ويردهما على أعقابهما.
إن مشروع ''السلام عليك أيها النبي'' تثقيفي وتعريفي وتوعوي بدين الإسلام ورسول الإسلام والسلام محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - وإنها لمناسبة أن أستعرض عناوين المشروع وأن أشيد بالمنهج العلمي الذي يتضمنه مشروع السلام عليك أيها النبي، فهو يتضمن:
1- مكتبة ''السلام عليك أيها النبي'' العالمية، وهذه المكتبة ستحتضن عيون الكتب التي تقدم الإسلام التنويري الوسطي الذي نزهو به جميعاً.
2- جامعة ''السلام عليك أيها النبي'' العالمية، وهذه الجامعة ستقدم موائد العلم والعلماء وتستقبل الطلاب من كل حدب وصوب بعيداً عن عوائق القبول والتسجيل.
3- مجموعة ''السلام عليك أيها النبي'' الإعلامية، وهي مجموعة ستتعامل مع الإعلام بلغته العصرية الحديثة حتى تصل إلى المشاهد من القلب إلى القلب دون حجز للمعلومة الرصينة الصادقة التي تعطي لحرية النشر شفافيتها ونزاهتها.
4- بوابة ''السلام عليك أيها النبي'' الإلكترونية، وهي بوابة تمر من خلالها كنوز الإسلام في أسلوب ورسائل شيقة هدفها التوعية والتفهيم بعيداً عن مزايدات الشرق أو الغرب.
5- معارض ''السلام عليك أيها النبي'' الدولية المتنقلة التي ستجوب سطح الكرة الأرضية لتقدم الدين الإسلامي العالمي بصفاته الإنسانية العادلة والخالدة.
ولقد بدأت أولى ثمار المشروع تظهر على الأرض من خلال افتتاح المحطة الفضائية التنويرية التي بدأت ترسل برامجها إلى كل إنسان يعيش في كوكب الأرض وتخاطبه بلغة العصر والموضوعية والنزاهة.
إن أهم شيء في المشروع الفضائي أنه يحمل رسالة الإسلام العادلة إلى العالم أجمع وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، بمعنى أن القناة ستطرح المبادئ العليا للإسلام كقضايا عالمية، وتدعو العالم كله للتي هي أقوم، وتطرح أمام البشرية كلها تلك الشمائل المحمدية التي تمتع بها رسول الإنسانية محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم.
ولذلك لو تيقن المعارضون من أهداف المشروع لربما تراجعوا عن اعتراضهم، فالمعرض - على سبيل المثال - سيتولى عرض السيرة النبوية والإسلام بأسلوب حديث ومبتكر تعرض فيه - بإيجاز وتقنين - أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - وكريم آدابه وفضائله وشمائله، ويدعم هذا العرض بإضافة ابتكارات أخرى ورسومات ومصورات ومجسمات وأطالس لكل بلد أو موقع له علاقة بالسيرة النبوية العطرة، أو له ذكر في الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة.
ولعل الهدف من عرض هذا العرض هو إبراز الشمائل التى يتمتع بها رسول الله في زمن يرنو كل من يعيش فوق هذا الكوكب إلى هذه الصفات والشمائل الحميدة التي كان يتمتع بها رسول الهدى - صلى الله عليه وسلم - أما ما يتعلق بالمتحف فلا نجد أي حرمانية يمكن أن نتحدث عنها وما قال ويقال هو من قبيل اللغو والمغالاة، فالأثاث والمقتنيات المحمدية، والملابس المحمدية، والسلاح المحمدي، والطعام والشراب المحمدي، والطيب والعطور المحمدية، والأدوية المحمدية، وأدوات الصناعة والزراعة والمهن التي استخدمها النبي - صلى الله عليه وسلم - كل هذه القائمة من المقتنيات والاستخدامات المحمدية لا يختلف مسلمان على أنهما من الأشياء التى يضرب بها الأمثال في كل مكان وعصر.
ولذلك يبدو من خلال الردود الصاخبة والمعارضة أن المعارضين يتوقعون أن المشروع بعد افتتاحه سيولد الفتنة والغلو ويصبح مزاراً للناس أجمعين، فينحرف المشروع عن أهدافه الأصيلة ويخرج عن إطاره الموضوعي الذي وجد من أجله.
وأؤكد هنا أن المشروع محصن ضد كل أنواع التخاريف والتحاريف، وطالما أن المشروع يقوم على أسس شرعية وعلمية، فإن هذه الأسس كفيلة بحماية المشروع من الضلالات والانحرافات.
ولذلك فإن ما تعرض له حبيبنا الدكتور ناصر الزهراني وكوكبة العلماء الأجلاء الذين ساعدوه على إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود ليس له ما يبرره، وأؤكد أن الوقت لم يأزف وأمام الذين تعرضوا للدكتور ناصر فرصة للمراجعة وتصحيح المواقف والاعتذار، فالمشروع يحتاج إلى أن يلتف الجميع حوله حتى يكتمل ويخرج إلى النور كاملاً مكملاً ويكون منارة تصدح بالحق عن الدين الأقوم ونبيه المختار.
ونحن بدورنا نهنئ أنفسنا لأن أولى ثمار المشروع قد أينع وبدأت الفضائية المحمدية ترسل رسائلها في بث تجريبي لافت.
وهكذا فإن مشروع السلام عليك أيها النبي يأخذ طريقه إلى الوجود بنجاح منقطع النظير، وسيلتف حوله كل المسلمين من كل حدب وصوب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي