سعوديون يتسوقون للعيد بين الأسود والنمور والذئاب

سعوديون يتسوقون للعيد بين الأسود والنمور والذئاب

عندما تطأ قدماك ذلك المول الشهير شرقي الرياض، أول ما يلفت نظرك تنوع الماركات العالمية والبضائع الفخمة والديكورات البديعة للسوق، وفجأة تتوقف وينتابك الرعب حينما تسمع زئير الأسود وعواء الذئاب وفحيح الأفاعي بين المحال الراقية.
تلك حقيقة وليست دعابة تجدها في ذلك المول أحد أشهر الأسواق في العاصمة، لتكون أول حديقة حيوانات مفترسة داخل مول، هدفها الجذب والترفيه والتسويق، إذ يتدافع المتسوقون بعد فراغهم من التبضع إلى الحديقة، ويبادرك في واجهة المول (أسد السوق) بهيبته وقامته، بعد أن قدم من أدغال إفريقيا، وبجواره نمر سيبيريا، ثم الذئاب والضباع والقرود والخفافيش والثعابين، في تجربة تسوق مثيرة.
يقول لـ ''الاقتصادية'' عبد الله الكثيري مدير المول: إنها فكرة إبداعية انبثقت لجذب أكبر قدر من المتسوقين، لتغيير الجو وكسر روتين التسوق.
وأشار الكثيري إلى أنهم يحرصون كثيرا على ترفيه المتسوقين وجذبهم من فترة إلى أخرى بفعاليات جديدة مبتكرة، مبينا أن عدد المتسوقين تضاعف بعد إنشاء حديقة الحيوانات أمس الأول.
وحول تخوفهم من مخاطر تلك الحيوانات المفترسة وقربها من المتسوقين، أجاب: تعاقدنا مع أحد الهواة السعوديين الذين يمتلكون تصريحا من الجهات المختصة في هذا الشأن، ويمتلك مزرعة لتلك الحيوانات ومختص بتربيتها وترويضها ونقلها من مكان إلى آخر، مع توفير الاشتراطات الأمنية.
وأضاف الكثيري: إنهم يؤمنون بمبدأ الترفيه والمتعة مع التسوق، مؤكدا أنهم كل لا يتجزأ تحت مظلة الأنشطة السياحية والفعاليات الجاذبة في العاصمة الرياض.
إلى ذلك، أكد مشعل الشمري مروض الأسود، أنه وقع عقدا مع مسؤولي المول يتولى بموجبه إنشاء الحديقة، مشيرا إلى أن هناك تكلفة مادية لنقل تلك الحيوانات المفترسة إلى السوق.
ولفت الشمري في حديثه لـ ''الاقتصادية'' إلى أنه حاصل على تصريح رسمي من الجهات المختصة لمزوالة تلك الهواية، مؤكدا أنه حوّل تلك الهواية إلى استثمار واحتراف ودخل جيد بالنسبة له.
وشدد على أنه حريص جدا على اشتراطات السلامة رغم قرب الحيوانات المفترسة من المتسوقين، مشيرا إلى أنه يلتزم بأقصى درجات السلامة وفقا لمبادئ دولية.
وأبان أنه يحرص على تقديم الطعام للحيوانات أثناء فترة التسوق لجذب المتسوقين وتحويل التسوق إلى متعة وسياحة وترفيه، مضيفا أنه يقدم الدجاج المذبوح للأسود والنمور من خلف السياج الحديدي وسط تفاعل المتسوقين.
وأشار الشمري إلى أنه حرص على قرب الحيوانات من المتسوقين بخلاف حدائق الحيوانات الأخرى، كي تزداد الإثارة والمتعة، مع الحرص الكبير على الأمن والسلامة بتوثيق قوة السياج الحديدي.
في سياق غير بعيد، يقول المتسوق عبد الرحمن المونس: إنه أحضر أبناءه إلى المول من أجل التسوق للعيد وفوجئ بتكدس الناس أمام الحديقة وذهبت ليلته وأهله وسط تلك الحيوانات المفترسة، مؤكدا أن قربها من المتسوقين أضفى المتعة بالتصوير وفرحة الأطفال واستمتاعهم، حتى إنهم لم يطلبوا الذهاب إلى مدينة الألعاب كالعادة وانشغلوا بما هو جديد أمامهم.
وطالب المونس الهيئة العامة للسياحة والآثار في السعودية، بأن تحاول تعزيز تلك المبادرات الفردية من رجال الأعمال لدعم السياحة، وتنفيذ بعض الأفكار المبتكرة الإبداعية لجذب الناس وترفيههم بأفكار تسويقية ممتعة للأسر.

الأكثر قراءة