«نوكيا» تفتح باب الجيل الجديد من الهواتف الذكية

«نوكيا» تفتح باب الجيل الجديد من الهواتف الذكية

ينبغي لسامسونج ملاحظة أن الجيل المقبل من الهواتف الذكية "لوميا" قادم قريباً. هذا الإنذار الصادر عن مدير المبيعات في شركة نوكيا، تقوَّض إلى حد ما بسبب إصداره في شكل أقل من أن يكون مخيفا، وذلك من خلال تغريدة مؤلفة من 140 حرفاً.
لكن التهديد كان حقيقيا. ففي الأسبوع المقبل ستصبح الشركة الفنلندية واحدة من أولى الشركات التي تكشف النقاب عن منتج جديد في أكثر الفترات أهمية لإطلاق هاتف جوال منذ عدة سنوات.
وتحدث مشغلو الهاتف الجوال عن أرقام قياسية من العملاء خارج العقود الآن – ينتظرون الهواتف العديدة الأكثر تميزاً التي يتوقع أن تطلقها الشركات الرائدة، الأمريكية والفنلندية والآسيوية، لصناعة الهواتف. وهذا يعني أن الجائزة الفورية من المحتمل أن تكون كبيرة الحجم.
وحتى أبل ستكون في حاجة إلى متابعة فوزها في قضية براءة الاختراع ضد سامسونج في المحاكم الأمريكية في الأسبوع الماضي، وذلك بتحرك حاسم نحو الأمام بآخر إصداراتها من آيفون.
وفي الوقت الذي يتوقع فيه قليلون إطلاق منتج بلا عيوب، إلا أن أي خطأ في التصميم أو المواصفات قد يكون محل هجوم من المنافسين، نظراً للتقلب السريع للمشتري المولع بتكنولوجيا الهواتف الذكية.
وستكشف نوكيا وشريكتها ميكروسوفت في البداية عما لديهما، وهو هاتفان صمما على مستويين من مستويات السوق العليا والمتوسطة في الأسبوع المقبل. وستقابلهما هواتف من موتورولا التابعة لجوجل، حيث تستخدم رقائق إنتل للمرة الأولى، وكذلك سوني بهاتفها لأول مرة من سلسة إكسبريا منذ غياب أريكسون، فضلا عن ظهور أجهزة جديدة من شركات هواوي، وزد تي إي، وإل جي، وإتش تي سي. وتحركت سامسونج بالفعل - بإفصاحها عن الهاتف الذكي جلاكسي إس 3 في نيسان (أبريل) - في حدث فخم بما فيه الكفاية، أوضح بشكل كامل طموحات الشركة الكورية. وقامت سامسونج بالدفع بسخاء، فمع إس 3 يمكن هزيمة الهواتف، بغض النظر عما تحكم به المحاكم الأمريكية على سلسلة هواتف سامسونج الأخرى. وفي حقيقة الأمر فإن حكم المحكمة الأمريكية أبعد من أن يكون بمثابة ضربة قاضية في الوقت الراهن: هناك أربعة أشهر أخرى قبل أن تكتشف سامسونج ما إذا كانت ستسحب أجهزتها القديمة من السوق أم لا.
ومن الممكن أن ترتفع آبل ارتفاعاً إلى مستوى التحدي أيا كان الأمر. وبالفعل يتوقع محللون في « سي سي إس إنسايت» أن تبلغ مبيعات أيفون الجديد "عشرات الملايين" في الربع القادم وحده، ما يعتبر أنجح إطلاق لمنتج من المجموعة فيما يطلق عليه "كريسماس الهواتف الذكية".
ومن الأدلة غير المؤكدة، أن هناك بالفعل قائمة انتظار طويلة لآيفون، في حين هناك عدد قليل في انتظار أحدث إصدارات نوكيا، أو سوني، أو إتش تي سي. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ليس ما إذا كانت آبل ستنجح في هذه القضية أم لا - فهي بالفعل ستنجح، ومن المحتمل أن يكون نجاحاً مذهلاً إلى حد ما - لكن السؤال هو هل بإمكان الشركات الأخرى الابتعاد بشكل كاف عن السوق المكتظة الراكدة. وهذا إما أن يكون إطلاقا ناجحا أو فاشلا لنوكيا على وجه الخصوص، فليس من المحتمل أن تكون هناك الكثير من الفرص لاستراتيجية الويندوز هذه، أو الإدارة التي ألقت بكروتها الخاصة في ميكروسوفت في العام الماضي. وكان حكم المحاكم الأمريكية إيجابياً لنوكيا، نظراً لامتلاكها تصميمات متميزة في حقيبة براءة اختراع كبيرة - على الرغم من رد فعل أسعار السهم ربما كان مبالغاً فيه. وأيضاً قد يكون المشغلون أكثر حرصاً على دفع الويندوز باعتباره نظام تشغيل منافسا لأندرويد، لإحداث موازنة مع نجاح آبل.
وتعتقد نوكيا أن نسخة الويندوز 8 المحدثة سوف تكسب شهرة أيضاً، حيث تم تعميمها على الأجهزة التكميلية، مثل الحاسوب الشخصي في هذا الخريف. ووجهات النظر لا تزال غير واضحة بعد، وآخر هواتف نوكيا كان رائعاً، لكن خذلته واجهته التي لا تعمل بالشكل الملائم. وتحتاج ميكروسوفت إلى إنتاج نظام يعشقه المستخدمون كما يعشقون نظام التشغيل الخاص بآيفون. لكن على الرغم من الأهمية قصيرة المدى لهذه الهواتف، لن يكون هناك إصلاح سريع بالنسبة لصانعي الهواتف. ويعد دعم المشغلين أحد العوامل الرئيسية في دفع منصاتهم بأكملها، ونوكيا بحاجة إلى تذكير الناس لماذا عشقوا علامتها التجارية إلى حد كبير في الأعوام القليلة الماضية. وبدلاً من دعايتها المرتكزة على نظام الويندوز المجهول الهوية للعام الماضي، تحتاج كل من نوكيا وميكروسوفت إلى الابتعاد عن تنافر النغمات التسويقية، لا سيما وأن هواتفها من المتوقع ألا تكون متاحة للبيع في الأسواق قبل مطلع شهر تشرين الأول (أكتوبر) - بعد إصدار آخر منتجات أبل وموتورولا. ويتحدث المشغلون عن دفعة تسويقية "لم يسبق لها مثيل" مدعومة من كلتا الشركتين.
وينبغي لنوكيا أن تهيمن على مبيعات هواتف الويندوز، إلا أن منصتها ستشكل على الأرجح 5 في المائة من مبيعات الهواتف الذكية، كما يقول محللون. ولهذا وبشكل حدسي، فإن نوكيا أيضاً بحاجة إلى هواتف ويندوز عظيمة من النوع المحبوب من شاكلة إتش تي سي وهواوي، لكي تخلق سوقاً كبيرة بمرور الوقت - حتى إن لم تتمكن من إحداث أثر بشكل مناسب على هيمنة كل من سامسونج وأبل على هذا الخريف.

الأكثر قراءة