علماء الرياضيات: التاريخ «مزور»!

يقول جين بابتيس: إن الرياضيات تمتلك لغة عظيمة، لا يخفى على أحد دورها في الفلك والاقتصاد والهندسة وعلم الجريمة، ولكن هل لها علاقة بالعلوم الإنسانية وتاريخ البشر وتسلسل الأحداث وتكرارها على مدى العصور؟
الكثيرون يعتبرون ذلك أمرا مستحيلا، ولكن بإلقاء نظرة بسيطة على التغيرات التي حصلت عبر التاريخ من تغير اللغة إلى الحروب نجد أن هناك علاقة وثيقة بين الرياضيات وما يحدث، حيث يمكننا أن نحول التاريخ إلى صيغة رقمية لكي نكتشف أنماطا خفية لما حدث، وبناء عليها نستنتج ما سيحدث.
انظر إلى نهوض الأمم ثم هلاكها، وإلى الثورات والانقلابات، كلها تكرار لما حدث قال تعالى: "قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ"، وقوله جل وعلا: "فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً"، وقد تكون هذه العلاقة الرياضية هي سر نبوءات "نوستراداموس" في رباعياته التي تحدثنا عنها سابقا، وبسببها أيضا يقف عالم الرياضيات الروسي وحيدا أمام معارضيه، حيث يدعي أننا خدعنا، وأن التسلسل التاريخي والحقب التاريخية والحضارات التي نعرفها خطأ، وأكد أن التاريخ الذي نعرفه متقدم بألف عام عن التاريخ الحقيقي للأحداث! أي أن ما يقال إنه حدث في عام 200 قبل الميلاد قد حدث سنة 800 بعد الميلاد، فمثلا الحضارة المصرية والرومانية القديمة كلاهما حدثتا، ولكن بعد زمن طويل مما كنا نعتقد، كما وجد أنهما انعكاس لما حدث في القرون الوسطى. وألف كتابا من سبعة أجزاء أسماه "التاريخ: خيال أم علم"، أوضح فيه خطأ التسلسل التاريخي الذي نعرفه ودمج عدة أحداث تاريخية، وزعم أنها حدث واحد، كما أنكر بعض الحضارات وادعى أنها مفبركة! ومما قال: "إن الوثائق التي تصف حياة ملوك روما القديمة هي في الحقيقة توثق لملوك ألمانيا في عام 1300 للميلاد".
لقد اعتمد في أقواله على ملاحظته الأولى وتحليله الإحصائي لحوادث "خسوف القمر" والأحداث المواكبة لها عبر التاريخ، ووجد عدم تسلسل في الأحداث، كما خطّأ أغلب تقنيات حساب التاريخ التي اعتمد عليها السابقون في تقدير أزمان الحقب التاريخية مثل الآثار والمخطوطات والعملات والتاريخ الكربوني وحلقات الشجر، وقال إنها تعتمد على التسلسل القديم!
ورغم ما قيل عن أبحاثه إلا أن طريقته قد تكون مفيدة لتوضح لنا مدى الغش والتزوير المتعمد أو غير المتعمد الحاصل في الوثائق التاريخية، ولكن يلزمنا مؤسسة تملك مجموعة ضخمة وواسعة من المعلومات لن نجدها إلا في "جوجل"، فهل يمكن أن يعيد "جوجل" كتابة التاريخ ويمنح تلك المعلومات للمختصين بالرياضيات بدل أهل التاريخ لكي نستنبط التاريخ بطريقة علمية وليست أيديولوجية، وعليها نستطيع استنتاج الأحداث المستقبلية وتحل بعض مشاكل العالم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي