العالم

الجيش الحر يبادر قوات النظام السوري وينقل المعركة إلى العاصمة

الجيش الحر يبادر قوات النظام السوري وينقل المعركة إلى العاصمة

شهدت دمشق الاحد "اعنف الاشتباكات" منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سوريا قبل 16 شهرا، في حين اكدت بعثة المراقبين اثر زيارتها الثانية الى التريمسة ان هذه البلدة تعرضت للقصف بالاسلحة الثقيلة، وذلك بعد ساعات على نفي السلطات السورية لهذا الامر. وادت اعمال العنف السبت الى وقوع 51 قتيلا هم 21 مدنيا و18 جنديا نظاميا و12 مقاتلا معارضا ومنشقا من الجيش. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس ان "الجيش النظامي يقصف احياء عدة من دمشق بقذائف الهاون" حيث يتمركز عناصر من الجيش السوري الحر، مضيفا ان القصف "لم يكن يوما بهذه الكثافة" في العاصمة السورية. واضاف عبد الرحمن "ان المعارك الاعنف وقعت في احياء التضامن وكفر سوسة ونهر عايشة وسيدي قداد وقداد. وتحاول قوات الامن السيطرة على هذه الاحياء الا انها لم تتمكن من ذلك حتى الان". وافاد عبد الرحمن ان سيارات الاسعاف كانت تنقل اصابات في صفوف القوات النظامية. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية ان قذائف هاون استهدفت ايضا حي القدام الشديد الكثافة السكانية ما ادى الى وقوع عدد من الجرحى. ونقلت لجان التنسيق المحلية ان سحبا من الدخان شوهدت فوق حي التضامن وان انفجارات قوية تسمع في نهر عايشة، وارفقت الخبر بفيديو تظهر فيه سحب الدخان فوق مبان في العاصمة السورية. وافادت الوكالة السورية للانباء (سانا) ان "مجموعة ارهابية فجرت عبوات ناسفة في حي التضامن وتكبدت خسائر فادحة في صفوفها" من دون ان تقدم تفاصيل اضافية. كما نقل المرصد ان تظاهرات عدة جرت الاحد في العاصمة "تنديدا بالقصف" الذي استهدف حي التضامن. ودعت بعثة المراقبين الدوليين الاحد بعيد زيارتها الثانية الى بلدة التريمسة في ريف حماه السلطات السورية الى "التوقف عن استخدام الاسلحة الثقيلة" ضد التجمعات السكنية في سوريا، بعد ان اكدت ان هذه السلطات استخدمت الاسلحة الثقيلة في هجومها على هذه البلدة في الثاني عشر من تموز/يوليو، رغم نفي السلطات السورية لهذا الامر على لسان المتحدث باسم الخارجية السورية. وجاء في بيان صادر عن المتحدثة باسم هذه البعثة سوسن غوشه ان بعثة المراقبين "تدعو الحكومة السورية الى التوقف عن استخدام الاسلحة الثقيلة في التجمعات السكنية واتخاذ كل الاجراءات اللازمة للحد من الاصابات في صفوف المدنيين". واكد البيان ان القوات النظامية السورية "استخدمت اسلحة مباشرة وغير مباشرة ومن ضمنها المدفعية والهاون واسلحة خفيفة" في هجومها على التريمسة. واضاف البيان ان الخبراء العسكريين والمدنيين الذين شاركوا في زيارة البلدة اكدوا ان "اكثر من 50 منزلا احرقت او دمرت" في التريمسة وان "بقعا من الدماء واشلاء بشرية شوهدت في عدد من المنازل". وكان الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي اكد في مؤتمر صحافي عقده الاحد ان القوات السورية "لم تستخدم الطائرات ولا الدبابات ولا المدفعية" في مهاجمة التريمسة، معتبرا ان "كل كلام عن استخدام اسلحة ثقيلة في الهجوم على التريمسة عار عن الصحة". كما اكد ان "خمسة مبان فقط هي التي تعرضت للهجوم من قبل قوات حفظ النظام" في التريمسة، مشيرا الى ان "الاضرار" في البلدة "اقتصرت على هذه المباني فقط التي اتخذها المسلحون مراكز للقيادة". وهي الزيارة الثانية لبعثة المراقبين الى بلدة التريمسة بعد زيارة اولى حصلت السبت. واوضحت البعثة في بيانها انها استمعت الى اقوال 27 شخصا من ابناء البلدة كشفت ان "الهجوم بدأ الساعة الخامسة من صباح الثاني عشر من تموز/يوليو بقصف للبلدة اعقبته عمليات برية". واضاف البيان انه حسب الاشخاص الذين تم الاستماع اليهم فان "الجيش كان يداهم البيوت بيتا بيتا بحثا عن اشخاص ومستفسرا عن هوياتهم. ونقلوا ان بعض هؤلاء قتل بعد التحقق من هوياتهم وان اخرين نقلوا الى خارج البلدة". وكررت البعثة ما قالته السبت انه "استنادا الى بعض الدمار في البلدة وروايات شهود يبدو ان الهجوم كان يستهدف منشقين وناشطين". واوضح البيان ان "عدد الاصابات لا يزال غير واضح وان البعثة تسعى الى مزيد من التحقيق" لمعرفة عدد القتلى. كما دعا البيان "الاطراف الى انهاء العنف والسعي الى مرحلة انتقالية سورية سلمية تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري". وكانت بعثة المراقبين الدوليين المؤلفة من 300 عنصر غير مسلح علقت عملياتها في منتصف حزيران/يونيو، بسبب "تصاعد العنف بشكل كبير" في البلاد التي تشهد احداثا دامية منذ منتصف اذار/مارس 2011 ذهب ضحيتها اكثر من 17 الف قتيل اغلبهم من المدنيين، بحسب المرصد. وعلى المستوى الدبلوماسي، اعلن المكتب الاعلامي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان كوفي انان سيصل الاثنين الى موسكو وسيعقد لقاء الثلاثاء مع بوتين، مشيرا الى ان "روسيا ستؤكد دعمها لخطة السلام التي طرحها" الموفد الدولي. من جانبه، اتصل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون هاتفيا السبت بوزير الخارجية الصيني يانغ جيشي لمطالبته بأن تستخدم بكين "نفوذها" من اجل ان يتم تطبيق خطة انان لوقف العنف في سوريا. واستخدمت الصين كما روسيا حق الفيتو الذي تتمتعان به في مجلس الامن الدولي مرتين لمنع صدور قرارين عن المجلس يدينان نظام الاسد. ويزور بان كي مون الصين الاسبوع المقبل للمشاركة في المؤتمر الوزاري لمنتدى التعاون الصيني الافريقي، بينما يتوجه انان الى موسكو الاثنين المقبل. وعرض وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الاحد في تصريحات لقناة العالم الايرانية الناطقة باللغة العربية ان ايران، حليفة دمشق، "مستعدة لدعوة المعارضة السورية الى طهران لاجراء حوار مع الحكومة السورية" دون ان يوضح ما اذا كانت الدعوة تشمل الحركات المسلحة التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وتحاول طهران المتخوفة من احتمال سقوط نظام دمشق، حليفها الاساسي في المنطقة، منذ عدة اسابيع فرض وجودها عبر مساع دبلوماسية من اجل ايجاد حل للازمة. واعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا الاحد ان على الرئيس الاميركي باراك اوباما الا ينتظر احتمال انتخابه لولاية جديدة في تشرين الثاني/نوفمبر وان يتحرك فورا لوضع حد لاعمال العنف التي يذهب ضحيتها الاف الاشخاص في سوريا. وقال سيدا في حديث لقناة سي ان ان "نود ان نقول للرئيس اوباما ان انتظار يوم الانتخابات لاتخاذ قرار بشأن سوريا ليس امرا مقبولا بالنسبة للسوريين". واضاف "لا نفهم لماذا تتجاهل قوى عظمى سقوط عشرات الاف القتلى المدنيين السوريين بسبب انتخابات رئاسية يمكن للرئيس ان يفوز فيها او يخسرها".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من العالم