مسؤول في أمانة مكة: توجه للحد من تكسير الجبال والبناء عليها

مسؤول في أمانة مكة: توجه للحد من تكسير الجبال والبناء عليها

قال مسؤول في أمانة العاصمة المقدسة إنهم سيحدون من عملية تكسير الجبال في مكة المكرمة في القريب العاجل، مؤكداً أن هناك دراسة تمت للمناطق الجبلية للاستفادة منها والإبقاء عليها قدر الإمكان والتعامل مع المناسيب والميول الطبيعية.
وأشار المسؤول إلى أن مكة المكرمة مدينة قديمة جداً، وأن طبيعتها الطبوغرافية صعبة جداً، كما أن شبكات الطرق فيها تمثل تحدياً، إلا أن شبكة الأنفاق والمشاريع المتعلقة بها ساهمت بشكل كبير في تذليل تلك العقبات الكبيرة، مستدركاً أن المخطط الشامل لمكة المكرمة حتى عام 1450 هـ هو في مرحلة النقاشات النهائية.
وأكد المهندس خالد فدا، مدير إدارة التخطيط العمراني في أمانة العاصمة المقدسة، أن من الصعوبات التي تواجه الأمانة، مشكلة تطبيق الأنظمة والمعايير التخطيطية، تداخل المخططات نتيجة لعدم وجود تقنية حديثة في العقود السابقة تمكن من عمل الرفع المساحي، ومشكلة العشوائيات التي تواجه التخطيط العمراني في مكة المكرمة، والتي لا يقتصر أثرها على المشكلة التخطيطية، بل إنه ينسحب على الاقتصاد والمجتمع والأمن، وهي المشكلة التي تدرس بشكل جيد من قبل جهات عدة بهدف التطوير لتلك المناطق.
وأضاف فدا ''من المشكلات التي تواجهنا في مكة المكرمة هي ارتفاعات المباني والتي مرت بمراحل ثلاث رئيسة، الأولى كانت في بداية أمانة العاصمة المقدسة، حيث كان هناك تصاريح بناء لكن درجة الالتزام بها كانت ليست على الوجه المطلوب، ومن خلال المخطط الإرشادي الذي أصدر عام 1406 هـ تم وضع ملامح رئيسة لارتفاعات البناء حددت في المناطق المركزية بارتفاعات معينة، ومن ثم المناطق المجاورة، وبالتالي حدد لها كثافات سكانية وارتفاعات''.
وزاد فدا ''تلي تلك المرحلة الأولى مرحلة ثانية، وتمثلت في إعادة التوازن، والتي صدرت فيها بعض تصاريح البناء، وأما المرحلة الثالثة فهي مرحلة إعداد كراسة نظام الارتفاعات لمباني مكة المكرمة، والذي اعتمد عام 1422 هـ، وهو النظام الذي أعطى نوعا ما من العدالة والتوازن في الكثافات السكانية وارتفاعات المساكن، وهنا استطعنا إدخال نوع من التطوير الخدمي فيما يتعلق بالأدوار الخدمية التي تعطي لنظام ارتفاعات البناء نوعا من التميز دون حسابه ضمن مسطحات البناء، وذلك لأن هدفها الأساسي خدمة الحجاج والمعتمرين وزوار بيت الله الحرام''.
ولفت فدا، إلى أن نظام الارتفاعات في مكة المكرمة أعطى الأمانة قوة في المناطق غير المخططة، مشيراً إلى أن مكة المكرمة مرت بأربع مراحل تخطيطية مختلفة، بدءا من مخطط ''روبوت ماثيو'' سنة 1393 هـ، وهو المخطط الأول لمكة المكرمة الذي وضع فيه ملامح الطرق الرئيسة وبعض المواقع الخدمية، ومن ثم جاء المخطط الإرشادي لمكة المكرمة في عام 1406 هـ، والذي اشتمل على وضع ملامح أكثر لمكة المكرمة وكيفية التعامل مع المناطق الجبلية في استحداث طرق دائرية، واستكمال بقية شبكة الطرق، وعمل مخطط تفصيلي للمنطقة المركزية وبعض المناطق المتاخمة لمكة المكرمة كالجموم وبعض المخططات التفصيلية للمناطق الأثرية كالقصر التاريخي للملك عبد العزيز.
وأردف فدا ''نظرا للتغيرات التي طالت الملامح الرئيسة لمكة المكرمة، تغيرت ملامح المخطط الإرشادي، ثم تطورت المخططات حتى وصلنا إلى المخطط الهيكلي سنة 1419 هـ، ثم المخطط الإرشادي الذي مازال تحت الدراسة والتي سبقتها دراسات وضعت من قبل وزارة الشؤون البلدية والقروية واعتمدت من المقام السامي، والمتمثلة في دراسة تحديد النطاق العمراني لمدن المملكة''، مفيداً أن تلك الدراسة أعطت نوعا من تحديد نسبة الإسكان واستعمالات الأراضي.
وعن المخطط الإرشادي لمكة المكرمة حتى عام 1450 هـ، قال فدا وفقاً لنشرة دورية صدرت أخيراً عن أمانة العاصمة المقدسة: ''المخطط مازال في مراحل النقاشات النهائية مع وزارة الشؤون البلدية والقروية ووكالة تخطيط المدن، وهناك تنسيق مسبق مع المخطط في الوزارة، وأيضاً هناك تنسيق مع المجلس البلدي في مكة المكرمة باعتباره له دور في عملية إقرار هذا المخطط، كما أن هناك تنسيقا مع الهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة''.
وأضاف فدا: ''نتمنى أن يتم اعتماد المخطط في القريب العاجل من قبل الوزارة، وهو الأمر الذي من شأنه أن يعطي نوعا من التوازن في التنمية وتوزيع الكثافات السكانية نظراً لما ستمر به مكة خلال السنوات الخمس القادمة، حيث إنها تمر بمراحل تنموية متسارعة خاصة فيما يتعلق بالمنطقة المركزية والطرق الدائرية والإشعاعية المقترحة في المخطط''.
ودعا فدا، إلى أهمية إعادة مكة المكرمة إلى الطابع المكي الذي عرف عنها، وذلك من خلال استخدام مفردات مكية لواجهات المباني حتى لا تفقد الطابع المعماري المميز لها.

الأكثر قراءة