.. وخطيب الحرم النبوي يحض على التقوى سراً وعلانية والاستفادة من فضل رمضان

.. وخطيب الحرم النبوي يحض على التقوى سراً وعلانية والاستفادة من فضل رمضان

حض الشيخ عبد المحسن القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي في خطبة الجمعة أمس، جموع المسلمين على تقوى الله تعالى في السر والعلن، وقال إن الله خلق الثقلين لعبادته وهو- سبحانه- غني عنهم ولا غنى للخلق عنه وهو الذي يكشف ضرهم وهو الذي ينفعهم ولحاجتهم إليه أوجب عليهم عبادته جل وعلا، وأول أمر في كتابه- سبحانه- هو الأمر بعبادته، فالعبودية لله شرف عظيم، فكان الرسول- صلى الله عليه وسلم- يدعو ربه بحسن العبادة له، كما أمره تعالى لينال رضاه، فكان يقول دبر كل صلاة مفروضة: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك). وأوضح الشيخ القاسم أن كل مسلم يعاهد ربه على القيام بهذه العبادة في صلاته المفروضة في اليوم سبع عشرة مرة فيقول في صلاته (إياك نعبد وإياك نستعين)، وأن من حققها أظله الله في ظل عرشه هو أن عبادة الله وحده سبب لدخول جنات النعيم، وأن من فضل الله- سبحانه- أنه لم يترك عباده حيارى في كيفية التعبد، بل أرسل الرسل ليبينوا لأقوامهم كيف يعبدون الله، وأن الله- سبحانه- لم يكلف العباد إلا بالامتثال فحسب. وأضاف بقوله إن العبد إذا أخلص لله واتبع نبيه- صلى الله عليه وسلم- في طاعته قبل الله سبحانه ذلك العمل منه ورفعه إليه، قال تعالى: (إِلَيْهِ يَصْعَد ُالْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ). مبيناً أن الله- سبحانه وتعالى- قضى أعمار هذه الأمة قصيرة وجعلها ما بين الستين إلى السبعين، والأيام والليالي فيها تذهب سريعا فعوض- سبحانه- هذه الأمة لما قصرت أعمارها بمواسم في الدهر تضاعف فيها أعمالهم وتغفر فيها ذنوبهم. وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي، إلى أن الله- تعالى- فضل شهرا في العام على بقية الشهور فبعث فيه رسوله- عليه السلام- وأنزل فيه كتابه المطهر يرتقبه المسلمون في كل حول، وفي نفوسهم له بهجة يؤدون فيه ركنا من أركان الدين جعله الله ميدانا يتسابق فيه المتنافسون بأنواع الطاعة والقربات وخصه بليلة مباركة تتنزل فيها الملائكة والعمل فيها خير من ألف شهر. وأضاف الشيخ القاسم بالقول: إنه لشرف ومكانة شهر رمضان، فإن من أخلص صيامه لله ابتغاء الثواب غفر له ذنبه، قال عليه الصلاة والسلام: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه)، ومن صلى التراويح في رمضان مخلصا لله غفر له ما تقدم من ذنبه، وقال عليه الصلاة والسلام (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه). وذكر الشيخ القاسم أن القرآن العظيم كلام رب العالمين وصفه الله- سبحانه- بالنور والبركة والهداية من تلاه نال من البركة والضياء بقدر قربه منه، قائلاً إن القرآن أنزل في رمضان وتتأكد قراءته فيه والصوم مظنة إجابة الدعاء، قال عليه الصلاة والسلام (ثلاثة لا ترد دعوتهم، الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء، ويقول وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين). وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن شهر رمضان شهر الفقراء والمساكين يرقبونه عاما بعد عام لينالوا فضل الله فيه وأن على المسلم ألا يرد ذا مسكنة أو متربة وأن يبذل الكف فيه بالعطاء وأن يمد اليد فيه بالكرم والسخاء، حيث كان النبي- صلى الله عليه وسلم- أجود ما يكون في رمضان
ولفت فضيلته انتباه جموع المصلين إلى أن رمضان غنيمة للتائبين وفيه نفحات من التواب الغفور، وأن الله- تعالى- أغلق فيه أبواب النيران، وفتح أبواب الجنان ليعود العباد إليه بالتوبة داعين المسلم إلى أن يصدق فيه مع الله ويتوب إليه مما اقترفته جوارحه من السيئات وأن يفتح صفحة مشرقة مع مولاه لأن أبواب الخير تفتح على العبد حينا وقد تغلق سريعا، فإن أدرك رمضان فقد لا يعود، وإن عاد عليه عاماً آخر، فالنفس قد تتبدل من ضعف في الهداية أو قصور العافية أو غيرها من الصوارف. وانتهى إلى القول: "إن على المسلم أن يبادر إلى كل عمل صالح قبل الفوات، فالمحروم هو من فرط في درر لحظات رمضان وحرم نفسه العمل فيه".

الأكثر قراءة