أخبار

فرنسا: المؤتمر فرصة لدعم الانتقال السياسي ورحيل الأسد

فرنسا: المؤتمر فرصة لدعم الانتقال السياسي ورحيل الأسد

يفتتح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند اليوم مؤتمر أصدقاء الشعب السوري بمشاركة 100 دولة وتغيب عنه روسيا والصين التي أعلنت أمس أنها تشارك فيه في الوقت الحاضر، تاركا الباب مفتوحا للمشاركة لاحقا. وزير الخارجية الفرنسي لوران فايوس الذي افتتح أمس منزل الشعب السوري في مكان انعقاد المؤتمر سيترأس أعمال المؤتمر اليوم. وأكدت لـ"الاقتصادية" مصادر الخارجية الفرنسية على أهمية المؤتمر لدعم عملية الانتقال السياسي في سورية، مشددة على أنه يأتي بعد اجتماع ضعيف للدول الكبرى وبعض دول المنطقة ومؤتمر المعارضة في القاهرة، ومن هنا تأتي أهمية تأكيده على إدانة القمع ودعمه لقراءة الدول الغربية للاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف، بمعنى أن عملية الانتقال السياسية في سورية يجب أن تؤدي إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد والمسؤولين عن القمع والعنف، وسيشكل المؤتمر مناسبة لتأكيد أكثر من 100 دولة على هذه المسألة وعلى أن عملية التغيير السياسي في سورية لا يمكن أن تتم على من هم على رأس النظام وأن هؤلاء يجب ألا يشاركوا فيها، والمسألة الثانية المهمة في المؤتمر هي أنه يضم فئات أوسع من المعارضة السورية فهناك 130 شخصية تمثل قوى سياسية عديدة، إضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني، والأولوية في المؤتمر هي لمعارضة الداخل وسيتحدث في المؤتمر أشخاص تركوا سورية خلال الساعات الـ48 الماضية. والمسألة الثالثة المهمة تقول المصادر لـ"الاقتصادية"، ما سيصدر عن المؤتمر إضافة إلى النقاشات التي سيشهدها. وأكدت المصادر ما كانت "الاقتصادية" قد كشفته قبل أسبوعين حول بداية التغيير في موازين القوى على الأرض. وفي هذا المجال لفتت المصادر إلى ما ذكرته مصادر الكرملين حول الفرص الضئيلة لبقاء الرئيس السوري في السلطة، وقالت إن قوات الأمن السورية لم تعد تتواجد في مناطق تتصل بعضها ببعض، ويسيطر عليها الجيش السوري الحر، وفشلت استراتيجية النظام في السيطرة على محيط مدن مثل حمص ودمشق وحلب والعمليات التي جرت في الأسابيع الأخيرة تظهر أن قوات النظام لا تسيطر كليا على ريف دمشق أو جبل الزاوية أو جزء من ريف حلب، ورغم القصف الذي تعرضت له مدينة حمص فإن النظام لا يسيطر عليها كليا. وترى المصادر أن هناك جهات أمنية وسياسية في موسكو بدأت تعي أن ميزان القوى على الأرض بدأ يتغير وعلى المدى المتوسط يمكن أن يحيل لصالح المعارضة، وبالتالي فإن ذلك يمكن أن يؤدي على تغيير في الموقف السياسي الروسي تجاه الأزمة السورية، وبدأت المصادر الروسية تسرب أشياء لم تكن تقولها قبل عدة أسابيع، والموقف الروسي سيتغير عندما تستنتج موسكو أن فرص نجاح النظام على المدى المتوسط باتت معدومة. ومن هنا قد يكون الموقف الصيني عن عدم المشاركة في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في الوقت الحاضر معبرا ومقدمة للتغيير الذي سيطرأ على موقفي موسكو وبكين. دبلوماسيا أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أمس، أن بكين لا تنوي في الوقت الحاضر المشاركة في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري المقرر عقده اليوم في باريس. وبذلك تنضم الصين إلى موقف روسيا حليفة دمشق الرئيسية التي قررت عدم المشاركة في المؤتمر الذي يضم أكثر من 100 دولة عربية وغربية ومنظمة دولية وممثلين عن المعارضة السورية سعيا لوضع حد لأعمال العنف في سورية. وكانت بكين رفضت المشاركة في المؤتمرين السابقين لأصدقاء الشعب السوري في فبراير وإبريل. وكانت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافة إلى تركيا ودول تمثل الجامعة العربية اتفقت السبت في جنيف على مبادئ عملية انتقال سياسي عرضها الوسيط الدولي كوفي عنان وتتضمن خاصة تشكيل حكومة انتقالية تضم أعضاء من الحكومة الحالية ومن المعارضة. وأثارت هذه الخطة تفسيرات متعارضة. ويعقد مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الجمعة في باريس للدفع في اتجاه رحيل بشار الأسد وسعيا لإقناع روسيا خصوصا بالتخلي عن تحالفها التقليدي مع نظامه. ميدانيا تواصلت أعمال العنف في سورية أمس، وتركزت الاشتباكات وعمليات القصف على المناطق السكنية في كل من حمص وريف دمشق وإدلب ما أدى إلى مقتل 13 شخصا غالبيتهم من المدنيين، وذلك غداة مقتل ما لا يقل عن 99 شخصا بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأعلن المرصد أن القوات النظامية السورية اقتحمت فجر الخميس بلدة كناكر في ريف دمشق، في حين سقط مقاتل معارض إثر إصابته بإطلاق رصاص خلال اقتحام القوات النظامية لمنطقة قطنا. وفي مدينة حمص (وسط) قتل مواطنان أحدهما في قرية البويضة الشرقية بريف القصير "بعد اختطافه الأربعاء من قبل مسلحين موالين للنظام" بحسب المرصد. وقتل طفل في مدينة تدمر إثر إطلاق رصاص عشوائي بعد منتصف ليلة الأربعاء، حيث دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين. ومنذ صباح الخميس تتعرض المنطقة المحيطة في حي بابا عمرو لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية بحسب المرصد. وأفادت لجان التنسيق المحلية عن "تعزيزات عسكرية ضخمة تتجه من محاور عدة باتجاه أحياء جورة الشياح والقرابيص بالتزامن مع قصف هذه الأحياء بكل أنواع الأسلحة الثقيلة" ما أدى إلى "انهيار معظم الأبنية في هذه الأحياء" الواقعة في حمص. ولفتت اللجان إلى "تمركز القناصة والرشاشات في برج الجاردينيا وإطلاقهم النار على كل شيء يتحرك". ولفت المرصد في بيان إلى أن اشتباكات عنيفة دارت بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية منذ البارحة الأولى في أحياء الشعار والميدان والأعظمية التابعة لمدينة حلب (شمال) لتمتد إلى ريف حلب الشمالي منذ فجر الخميس. وشرقا، تعرضت بلدة الشحيل بعد منتصف البارحة الأولى في محافظة دير الزور "لقصف عنيف من قبل القوات النظامية" بينما تعرضت مدينة دير الزور لسقوط قذائف عدة صباحا على حيي الشيخ ياسين والعرضي. ودارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في ساحة الحرية في المدينة التي شهد شارع بورسعيد فيها اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر معارضة. وشهدت مدينة السويداء (جنوب) ذات الغالبية الدرزية مقتل مواطنين إثر انفجار عبوة ناسفة بسيارة عند منتصف ليل البارحة الأولى، بحسب المرصد الذي أعلن أيضا مقتل قائد ميداني معارض في ريف درعا جنوب البلاد إثر اشتباكات مع القوات النظامية على الحدود مع الأردن بعد. وفي محافظة إدلب (شمال غرب) اقتحمت القوات النظامية مدينة خان شيخون عند منتصف ليلة الخميس بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة تكبدت خلالها القوات النظامية خسائر بشرية وبالعتاد وترافق الاقتحام مع تحليق للطائرات الحوامة في سماء المدينة التي نفذت فيها انتشارا واسعا صباح أمس بحسب المرصد. وأطلق أهالي بلدة خان شيخون نداءات استغاثة خوفا من وقوع مجازر، وذلك إثر هجوم القوات النظامية، بحسب المصدر نفسه. وتعرضت بلدة معرة النعمان إلى قصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية أسفر عن مقتل ستة أشخاص بينهم عائلة مكونة من رجل وزوجته وطفلهما. وشهدت المحافظة خروج تظاهرات مسائية في كل من بنش وكفر عوق وجسر الشغور. ولم يوفر قصف القوات النظامية منطقة اللجاة وبلدة الجيزة، كما "تعرضت أنحاء مختلفة من محافظة درعا إلى قصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية في مخيم اللاجئين واليادودة وجاسم والطيبة والغربة الغربية والصنمين" منذ ما بعد منتصف البارحة الأولى. وفي مدينة اللاذقية الساحلية، انفجرت عبوة ناسفة في شارع 8 آذار ما أدى إلى عدد من الجرحى. وفي محافظة حماة وسط البلاد، تتعرض مدينة اللطامنة لقصف من قبل القوات النظامية و"تسمع أصوات الانفجارات بالمدينة تترافق مع تحليق للمروحيات في سماء المدينة" بحسب المرصد. وحصدت أعمال العنف في مختلف أنحاء سورية أمس الأول ما لا يقل عن 99 قتيلا بينهم 56 مدنيا وتسعة مقاتلين معارضين، إضافة إلى ما لا يقل عن 34 جنديا نظاميا، بينهم ثلاثة ضباط تم اغتيالهم أحدهم برتبة عميد اغتيل على طريق دمشق السويداء، والثاني برتبة عقيد اغتيل في محافظة حماة (وسط) والثالث برتبة رائد اغتيل على طريق حلب. ويتعذر التأكد من المعلومات الميدانية في سورية بسبب القيود المفروضة على وسائل الإعلام، بينما يصعب الحصول على أرقام الضحايا من مصدر مستقل بعد توقف الأمم المتحدة عن إحصاء الضحايا أواخر العام 2011. من جهته أعلن رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سورية الجنرال روبرت مود أمس، عزمه إعادة هيكلة" البعثة بما يتيح لها القيام بنشاطات معينة ومحددة لفترة أطول" حالما يتقرر استئناف مهامها التي علقت منتصف حزيران (يونيو). وقال مود في مؤتمر صحافي في دمشق "إننا نقوم بعملية دمج في البعثة من أجل تقديم دعم أفضل للشعب السوري خلال الأيام المقبلة"، مضيفا "سنعزز من تواجدنا من خلال الفرق الميدانية الإقليمية الأمر الذي سيمنحنا مزيدا من المرونة والفعالية في العمل في مجال تسهيل الحوار السياسي ومشاريع الاستقرار عندما نستأنف مهمتنا". وذكر رئيس البعثة، في أول مؤتمر صحافي يعقده بعد عودته من جنيف، حيث شارك السبت في اجتماع مجموعة العمل من أجل سورية، بأنه عند تأسيس البعثة في نيسان (أبريل) "كان لا بد من الانتشار في المدن وذلك من أجل بناء علاقة جيدة مع السكان المحليين على الأرض وللتعرف على النسيج الاجتماعي والجغرافي للبلاد". وأضاف "أما الآن وقد قمنا ببناء العلاقات وباتت لدينا المعرفة ولا يوجد وقف لإطلاق النار فقد آن الأوان للحد من بعثرة إمكاناتنا ولإعادة هيكلة البعثة على نحو يمكننا، حالما نستأنف مهامنا، من القيام بنشاطات معينة ومحددة تتطلب البقاء لفترات زمنية أطول في منطقة ما فضلا عن توفر أعداد أكبر من المراقبين المتخصصين في العديد من القضايا العسكرية والمدنية". وأوضح مود أنه "خلال الأسبوع المقبل سنقوم بدمج فرقنا الميدانية المنتشرة في ثمانية مواقع في مواقع إقليمية، إذ سنقوم بنقل عناصرها وعتادها من حماة (وسط) وإدلب (شمال غرب) وطرطوس (غرب) لتعزيز حضورها في مواقع أخرى". وأشار الجنرال إلى أن البعثة "قابلة للتغير وستواصل التكيف وإعادة التشكيل على نحو يخدم بأفضل وجه ممكن احتياجات وتطلعات الشعب السوري" مؤكدا أن عملية الدمج لن تؤثر على التفويض الحالي للبعثة أو على العدد الإجمالي لموظفيها. واتخذت الأمم المتحدة قرارا يقضي بتعليق عمل المراقبين الدوليين غير المسلحين البالغ عددهم 300 في منتصف حزيران (يونيو) بسبب "تصاعد العنف بشكل كبير" في هذه البلاد التي تشهد أحداثا دامية منذ منتصف آزار (مارس) 2011 ذهب ضحيتها أكثر من 16 ألف قتيل أغلبهم من المدنيين بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي الأردن قالت جمعية الكتاب والسنة الأردنية التي تقدم خدمات إغاثة إن ما يزيد عن ألف سوري لجأوا إلى الأردن فجر أمس عبر السياج الحدودي بين البلدين. من جانب آخر، انتشل الجيش التركي أمس جثتيّ الطيارين اللذين كانا على متن الطائرة التركية التي أسقطتها سورية الشهر الماضي. وأصدرت رئاسة الأركان التركية بياناً قالت فيه إنه تم استخراج جثتي الطيارين من البحر. وقد وصل الجثمانان إلى مدينة ملاطية جنوب تركيا. وأشار البيان إلى أنه تمت أعمال البحث عن الطيارين وحطام الطائرة من قبل فرقاطة واحدة وزورق هجومي وسفينة خفر وزورقين للأمن الساحلي وطائرة واحدة وأربع طائرات هليكوبتر, مضيفة أنه تم انتشال 30 قطعة عائدة إلى الطائرة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار