مؤسسات في ظل مؤسسة تاريخية مرموقة

تحدثت بعض صحفنا اليومية بتاريخ الثالث من رجب 1433هـ عن تفقد الأمير متعب بن عبد الله وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني وحدات الحرس الوطني بالقطاع الغربي، وأشارت إلى ما صرح به بأن هناك عدة مشاريع صحية تتمثل في مستشفيات جديدة للحرس في كل من: القصيم والطائف ومشاريع صحية أخرى في المنطقة الغربية والرياض، والحقيقة التي لا مراء فيها أن الحرس الوطني حسب مرئياتي يمثل مؤسسة وطنية ضخمة تحت ظلها مجموعة من المؤسسات المهمة، وحينما يسمع أي منا بالحرس الوطني لأول وهلة يفهم أنه قوة عسكرية أوجدت لغرض معين من الحماية لا غير، والحقيقة هي أن الحرس الوطني قوة عسكرية فعالة مرادفة للقوات المسلحة المنضوية تحت لواء وزارة الدفاع التي أعدت أساسا للدفاع عن الوطن، فرجال الحرس هم بالفعل قوة عسكرية مدربة بأفضل التدريبات العسكرية جهزت بكل ما تحتاج إليه من أسلحة وآلات ومعدات وذخيرة يمكن استخدامها حال وجوب الدفاع عن الوطن إلى جانب إخوانهم منسوبي وزارة الدفاع، بل إن رجال الحرس الوطني هم أيضا قوة عسكرية جاهزة بكل عدتها وعتادها لحفظ الأمن والنظام في أي جزء من أجزاء الوطن يحتاج إليهم كمشاركة منهم لرجال الأمن في مهام الأمن الداخلي أيضا، وبهذا أجزم بالقول إن الحرس الوطني مؤسسة عسكرية لها مكانتها وموقعها في الوطن ومن جانب آخر، فالحرس الوطني مؤسسة طبية أيضا لديها من المستشفيات ما تضاهي به المستشفيات الأخرى داخل الوطن كمستشفيات وزارة الدفاع والأمن العام وجامعة الملك سعود وربما تفوقها عدة وتخصصات وتأهيل أطباء وممرضين وفنيين، وقد لمست ذلك وشاهدته وعلى رأس تلك المستشفيات مستشفى الملك فهد في الحرس الوطني في الرياض الذي طارت شهرته في أرجاء العالم لضلوعه في ممارسة الفصل بين الساميين ما رفع مكانته وطيب سمعته لدى دول العالم بأسرها، ويحتضن مستشفى الملك فهد في الحرس الوطنى في الرياض مركز الملك عبد العزيز لطب وجراحة القلب الذي قد يكون منافسا لمركز الأمير سلطان (في المستشفى العسكري في الرياض) من حيث الكوادر الطبية والتمريضية ويترأس هذا المركز طبيب نطاسي هو الدكتور هاني نجم صاحب الأنامل الذهبية الذي ينصب كل همه على علاج وصحة القلوب المتعثرة والمحافظة على القلوب السليمة، وليس هذا فحسب فله مشاركات في هندسة الفصل بين التوائم الساميين تحت قيادة الدكتور الربيعة وزير الصحة، إضافة إلى مشاركاته في عمليات القلب المفتوح، وحصل على عدة أوسمة وجوائز على رأسها وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى والحديث عن هذا الطبيب النطاسي وطموحاته مشوقة لا تكفيها سطور ولا صفحات، ليس هذا فقط، فالحرس الوطني أيضا هو صرح طبي علمي تحت مسمى جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية تعمل لتأمين العنصر البشري اللازم للنهوض بتنمية القطاع الصحي، وها هي قد احتفلت بالأمس بتخريج الدفعة الثامنة من طلابها 227 طالبا وطالبة) في مختلف التخصصات برعاية الأمير متعب وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، حفظه الله ووفقه، وبذا فقد أصبح الحرس الوطني ممثلا في جامعة الملك سعود يعلم ويدرب ويخرج فنيي طب وتمريض على مستوى جيد من العلم والمعرفة والتعامل وإنه ليعجبني أن أرى مشاريع التطوير والتحسين تتوالى لدى تلك المؤسسة العظيمة في كل اتجاه، وقد رأينا وقرأنا وسمعنا عما تبوأه مستشفى الملك فهد في الحرس الوطني وما حققته الشؤون الصحية في الحرس الوطني في الرياض ممثلا في مركز تدريب الدراسات العليا في جامعة الملك سعود للعلوم الصحية إذ حققت المركز الأول (خارج الولايات المتحدة في عدد تدريب المختصين ببرامج الإنعاش الرئوي والقلبي الذي تجاوز الـ5200 متدرب خلال عام، بل إن الشؤون الصحية نالت معظم جوائز المؤتمر السنوي لجمعية القلب الأمريكية الذي أعلن فيه عن تحقيق الشؤون الصحية في الحرس أربع جوائز، وحقيقة وكما قال الأمير متعب إن لهذه الجامعة مكانة تجعلنا نفخر بها ونعتز ونعمل من أجل النهوض بها، إذ هي كانت حلم خادم الحرمين الشريفين من خلال رؤيته الحكيمة لأهمية إيجاد جامعة متخصصة بالعلوم الصحية تسهم بمخرجاتها المؤهلة والمدربة في تأمين العنصر البشري اللازم للنهوض بهذا القطاع الصحي، ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل توسعت مظلة الحرس فأظلت مشروعا مهما أيضا قد لا يعرفه إلا القليل ألا وهو إنشاء مركز لصناعة الأمصال تحت إدارة الشؤون الصحية في الحرس وفي مقدمتها أمصال عضة الثعابين ولدغة العقارب تخدم أبناء الوطن ودول الخليج والدول المجاورة، بل تعددت خدمات المركز حتى وصلت إلى الدول الأوروبية وأمريكا الشمالية واليابان وبلجيكا وبريطانيا وألمانيا وغيرها يدير هذا المركز الصيدلي البارع محمد الأحيدب بكل همة واقتدار، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على أن الشؤون الصحية في الحرس تدار بكل جدارة ونجاح، ومن هنا نهنئ الأمير متعب بن عبد الله وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني بهذا الإنجاز العظيم وبتلك المؤسسات الضخمة التي نشأت تحت مظلة هذا الجهاز العسكري الكبير، وقد لا تضاهى، بل أجزم أنها لن تضاهى، وما ذلك إلا من فضل الله، ومن ثم بفضل الدعم السخي الذي يتلقاه هذا الجهاز من قبل خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، وبمتابعة وعناية من لدن الأمير متعب، وفقه الله، فهنيئا لكم سمو الأمير وهنيئا للوطن وهنيئا لنا نحن أبناء الوطن بتلك المؤسسة المتعددة الاتجاهات والمواهب والأعمال وإلى الأمام.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي