المرضى النفسيون .. إلى أين؟

"مكة" العاصمة المقدسة تكتظ أحياؤها، شوارعها وحواريها وأسواقها بالمرضى النفسيين الهائمين على وجوههم لا يلوون على شيء.. دون رقيب يعتني بهم.. أو لفتة إنسانية من أي جهة اجتماعية خيرية تأخذ بيدهم وتؤمِّن لهم مأوى رحمة بهم وبالناس التي تخاف على حياتها منهم ويأخذون الحيطة والحذر كلما مروا قربهم خوفا من تصرفات غير محسوبة.. أو غير محمودة النتائج قد تصدر من قبل هؤلاء المساكين الذين يسعون بحثا عن لقمة عيش أو صدقة يتصدق بها المارون عليهم أو بحثا عن بقايا طعام في بعض الحاويات، مشهد لا يصدقه عقل.. وفقا لما نشرته "عكاظ" بتاريخ 13/5/2012 مع الأسف كل يوم نقرأ ونسمع عن اهتمام وزارة الصحة بصحة المواطن وأنها رصدت ما يلزم لخدمته وتأمينه صحيا.. ولكن ماذا عن هؤلاء؟.. (ما لنا نسمع جعجعة ولا نرى طحنا؟!).
وقد أوضح مسؤول سابق في الطب النفسي أن الصحة النفسية في المملكة لم تحقق أي تقدم ملموس منذ 20 عاما سواء في الكوادر الطبية أو التجهيزات المكانية وزيادة عددها أو البرامج العلاجية.
هذا الكلام أكده الدكتور محمد الشاوش مدير مستشفى الأمل سابقا، وفقا لما نشرته "الاقتصادية" بأن عدد مستشفيات الصحة النفسية في المملكة ما زال محدودا بـ 16 مستشفى وثلاثة مستشفيات للإدمان فقط، لم تتم زيادة أي سرير إضافي خلال الـ 20 عاما الماضية، فكل ما نسمعه وعود غير ملموسة.. وقال: توجد لدينا الإمكانات لتغطية الطلب في المجال النفسي ولكن تظل المقترحات والأطروحات من المؤتمرات والتوصيات التي نقدمها حبيسة الأدراج. أما عن حال المصحات النفسية في المملكة فهي أشبه بالسجون التي تفتقر إلى جميع الامتيازات التي يحتاج إليها المريض، فهي تفتقر إلى المواصفات العالمية للمصحات النفسية من المتنفسات العلاجية كالحدائق وممارسة الرياضات والألعاب.. والمريض في هذه المصحات المتهالكة القديمة كما في المصحة النفسية في جدة لا يستطيع أن يمارس حياته الطبيعية أو يتواصل مع العالم الخارجي، كذلك صنف البرامج العلاجية حيث تنقسم إلى ثلاث مراحل بالنسبة للمقاييس العالمية: وقائية وعلاجية وتأهيلية.. فالبرامج الوقائية لدينا معدومة وكذلك العلاجية ضعيفة جدا ناهيك عن قلة الكوادر الطبية.. وأين يذهب خريجو التخصصات النفسية؟.. وأين يذهب هؤلاء المساكين؟ ومَن يهتم بعلاجهم؟ الشكوى لغير الله مذلة! وكان الله في عون المرضى النفسيين!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي