أشباح الثقافة

أن تكون أنت ، وأن تحب نفسك، لا يعني ذلك وقوفك في مكانك وعدم تحركك، ولا يعني عدم تأثرك بالآخرين، ولا يعني اتصافك بالنرجسية المقيتة والتي تبدو كرائحة نتنة يشمها كل الناس إلا أنت.

كن أنت .. وركز على جوانب الجمال والإبداع في الناس؛ بدون أن تلبس ثوبا غير ثوبك، أو تتصنع تصرفا لا يعبر عن شخصيتك، ولا تقتحم عقول أو قلوب الناس وكأنك تملك عصا سحرية تخولك لفعل ما تريد!! ولقول ما تشاء عنهم!! أيضا لا تحاول مجاراة الآخرين في أفكارهم وأحاديثهم وطبائعهم، وأنت غير مؤمن بها أو غير مؤهل لذلك.

لا ترهق نفسك وعش اللحظة، لست خفيرا أو ضابط أمن لفكر وعقول وتصرفات الناس.قد تتحول إلى شخص يكرهه الجميع. لا تلعب مع أحد في ملعب لا تعرفه، ولا تتحدث عن شئ لا تجيده، واعلم بأن من تحدث بغير فنه أتى بالأعاجيب. ولا تظن أنك لست من هؤلاء؟!!! لا يضرك ولا يضيرك بأنك لا تعرف كل الأشياء؛ بل أن هذا هو الشيء الطبيعي.

لا يعيبك إن اشرأب عنقك للوصول إلى منطقة أعلى. ولكن لا تتخيل أحداثا لم تقع، أو تتصور بأنك أصبحت ( أبو العريف) ومؤهلا للحكم على الآخرين بمختلف تخصصاتهم سواء كانت ،دين، سياسة،اجتماع،طب، أدب، صحافة، رياضة ، اقتصاد. أرى بأن المثقف لا يملك أن يحكم على الجاهل بالجهل، لأن هذا من الجهل! وإن فعل فربما أراد أن يشاطر الجاهل جهله. وللأسف بعض المثقفين يقعون في هذا الخطأ.

أنا هنا لا أتحدث عنهم، ولا يعنوني كثيرا، بالقدر الذي يعنيني (أشباه المثقفين)وأنا أضعهم في منزلة عالية حين أقول عنهم أشباه!! لأنهم في الحقيقة ( أشباح المثقفين) بل(أشباح الثقافة) !! لأنهم يخيفون الآخرين من الثقافة والفكر، عن طريق مهاجمتهم لرموز السياسة والدين والفكر والنجاح لدينا فقط!! لم أسمع أن أحدهم هاجم سياسيا غربيا، أو قسيسا غربيا، أو مفكرا أو رياضيا أو فنانا من الغرب!

أشباح الثقافة يظهرون سواد قلوبهم وقسوة نقدهم لنا نحن فقط ، وهم رغم الوشاح الأبيض الذي يرتدونه، لا ينفكون يصيبون الناس بالهلع من الثقافة !! والثقافة بريئة منهم ومنهن. أقول لهؤلاء الأشباح، كونوا أنتم، عودوا لرشدكم، حتى لا تشوهوا الثقافة بفكر عدواني متأزم وملئ بالحسد والغيرة، وحتى لا تلطخوا بياض ثيابكم بسواد ذنوب من اغتبتوهم واحتقرتوهم وازدريتوهم بدون سبب؟!

ولكل فرد مدع للعلم والإصلاح والثقافة أقول له:
استفد من الآخرين ولا تحاربهم.
استفد من الآخرين ولا تحتقر تجاربهم، وكن محبا لنجاحهم لا غيورا منهم باسم العلم والفكر والثقافة!

وأقول لمن أصابتهم سهام أشباح الثقافة:
كن واعيا بخطواتك وبأهدافك، لا تنشغل بخطواتهم وأهدافهم. فالبعض يجعل من أهدافه متابعتك!! ثق بأنك لن تتضرر.

اعتبره متفرجا على إبداعك،أبهره وانطلق، سيتعب من ملاحقتك، ستنفد طاقته،سيصبح مجرد لسانا ينعق وحنجرة تنهق بكل قبيح، سيزداد ضعفا كلما ازددت قوة.

عزيزي القارئ، لا تدع الأشباح من كل لون ونوع أن تؤثر في مسيرتك ، تزود بالتقوى، وارتو بالثقافة وتابع العلماء واقرأ للمفكرين وخالط الناجحين. احرق الأشباح بنور النجاح،

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي