FINANCIAL TIMES

من المهم معرفة نقاط الضعف والقوة في المقابلات الشخصية

من المهم معرفة نقاط الضعف والقوة في المقابلات الشخصية

طُلب مني في إحدى المقابلات الشخصية أن أذكر أكبر نقاط ضعفي، إنه سؤال بسيط ومألوف ولكنني فوجئت به، واستغرقت بعض الوقت في المراوغة ثم قلت: "لا أعتقد حقاً أنني يمكن أن أجيب إجابة موضوعية، لماذا لا تسأل زوجتي، إنني على يقين بأنها تستطيع مساعدتك". ولا شك أنني قلت ذلك على سبيل المزاح، ولكن سرعان ما تغيرت الأوضاع. ناهيك عن القول إنني لم أحصل على الوظيفة، ولكنني أود أن أعرف السبب: لماذا يسأل الناس هذا السؤال الأحمق؟ وما هي إجابته الصحيحة؟ عاطل عن العمل، 52 عاماً. إجابة لوسي صرح ميت رومني (مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة في الولايات المتحدة) ذات مرة لأحد الصحفيين أن أكبر نقاط ضعفه تتمثل في أنه لا يقضي سوى يوم واحد فقط في الأسبوع في مساعدة المحتاجين. ولم يكن رومني الوحيد الذي يستغل السؤال كفرصة ذهبية للتفاخر، فعندما وجهت "فاينانشيال تايمز" أخيراً السؤال نفسه لمجموعة من المسؤولين التنفيذيين تناولوه بالطريقة نفسها وقالوا إنهم جادون للغاية في العمل، وأنهم أمناء وواثقون بأنفسهم، ودائماً ما يسعون لبذل المزيد من الجهد. وعلى الرغم من أن الأشخاص الناجحين يجيبون عن هذا السؤال بالطريقة نفسها، إلا أنني لا أقترح أن تحذو حذوهم، فهؤلاء الأشخاص لا يحاولون الارتقاء إلى القمة؛ لأنهم بالفعل يصفون المشهد من القمة. وإذا سلكت هذا النهج مع الشخص الذي يجري معك المقابلة الشخصية، فإنه سيحكم عليك بأنك إما شخصا متعجرفا لا يطاق أو أنك مخادع أو أنك ليست لديك معرفة بذاتك، وبالطبع لا يوجد في هذه الأشياء ما يجعله يمنحك الأفضلية. وبالطبع لا أقترح عليك أن تذهب في الاتجاه الآخر وتخبره بالفعل بنقطة ضعفك، فهناك احتمالية أن لديك بعض الصفات غير الجذابة- مثل معظمنا. وإما أنك كسول أو مهمل أو أنك تستعدي الناس أو أنك مستأسد أو دائم التذمر أو أي شيء آخر فظيع. وأقول بكل وضوح أنه لا بد من إخفاء هذه العيوب المقبولة نهائياً، بل عليك التوصل بدلاً من ذلك إلى عيب بسيط وأن تقوم بعرضه وتفسيره. وهكذا صرح سين باركر لـ"فاينانشيال تايمز" أن نقطة ضعفه الكبرى تتمثل في تأخره عن المواعيد، ولكنه قال بعد ذلك: "يجب عليك في بعض الأحيان اغتنام لحظة الإلهام"، ولكني لا أنصحك أن تعترف بتأخرك عن المواعيد (فهذا عيب مقبول بالنسبة لرواد أعمال الإنترنت، ولكنه غير مقبول بالنسبة للموظفين)، ولكنني أنصحك أن تذكر عيباً أكثر قبولاً ثم تذكر مدى الجهد الذي تبذله لتصحيحه مثل أن تقول إنك اعتدت أن تكون متسرعاً، ولكنك تعلمت أنه لا بد من التشاور على نطاق واسع، وما إلى ذلك. وبهذه الطريقة تبدو أميناً ومدركاً لذاتك، وتبدو كما لو كنت مصمماً على إصلاح عيوبك. بالطبع إنها لعبة كبيرة، ولكن هذه هي طبيعة المقابلات الشخصية. ويبدو من الإجابة التي أعطيتها أنك كما لو كنت بحاجة إلى بعض المساعدة في القواعد الأساسية للعب، ويتضح من النكتة التي قلتها عن زوجتك أنك لا تعرف القاعدة رقم 1: لا تمزح في المقابلة الشخصية- ولكن إذا مزح الشخص الذي يجري معك المقابلة يجب عليك دائماً أن تضحك بشدة. مشاركة القراء الإجابة المثالية لقد واجهت هذا السؤال من قبل عندما كنت أكتب مرجعاً لصديق كان قد تقدم بطلب للالتحاق بجامعة هارفارد، وقد اتضحت لي الإجابة المثالية "لقد بذل مجهوداً كبيراً بحثاً عن التميز". التحق صديقي بجامعة هارفارد وعمل بعد ذلك مستشارا في مجال الإدارة ثم جاسوساً. ولسوء الحظ، حدث خلاف بينه وبين جهاز المخابرات البريطانية وتم سجنه في وقت لاحق. ولذا فإنني ربما قد أخذت هذا السؤال الذي يدور حول أكبر نقاط الضعف بجدية أكبر. صحافي، 48 عاماً. إنك محظوظ كن علي يقين بأن الفرصة لا تزال أمامك في مقابلات أخرى مدير مالي، 52 عاماً. زوجتك تعلم هذا السؤال باق لأن الشخص ربما يفشل في الإجابة عنه بشكل صحيح، كما حدث معك. توضح إجابتك "اسأل زوجتي" أن زوجتك ربما تكون حظوظها أفضل في الحصول على هذه الوظيفة، وذلك إذا كانت الأولوية لمهارات التقييم. مديرة، أ 39 عاماً. مسألة صورة ذاتية لا يقف أحد أمامي دون أن أقوم بالبحث في شخصيته، وتعطيني مقارنة إجابة الشخص المرشح لشغل الوظيفة عن نقاط القوة والضعف بالأشياء التي تمكنت من اكتشافها شعوراً بمدى دقة صورته الذاتية، فالشخص الذي لا يستطيع تقييم نفسه بموضوعية سيسعي جاهداً لفهم الآخرين. الإجابة الصحيحة هي الأمانة، ولكن دعني ربما أغير مجرى الحديث وأسأل ما الذي ربما يكون متاحاً لتطوير المهارة الناقصة. مدير، 35 عاماً. إنه اختبار قال الكاتب الساخر جاك هادني: "إذا كنت تعتقد أن نقطة الضعف قد تتحول إلى نقطة قوة، فيؤسفني أن أقول لك إن هذه نقطة ضعف أخرى". المقابلة الشخصية عبارة عن اختبار، وهذا السؤال يختبر قدرتك على التواصل، فلا تسقط في فخ ذكر نقطة ضعف كبرى أو الامتناع عن الإجابة، وهو ما فعلته. مدير، لوس أنجلوس، 43 عاماً.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES