العالم ونحن

أسواق العالم بمختلف أنواعها خضراء إلا ما ندر والسلع خاصة النفط والذهب خضراء في حين حصد سوقنا أرباحه مبكرا بقيادة سابك وباقي القطاعات الإيجابية ومن أصل ١٥٢ شركة تحسنت أسعار ٤٧ شركة. فهل يعود سوقنا إلى الاخضرار وأخذ فترة مناسبة لتحسين مستويات أسعار الشركات أم يواصل الاحمرار. لا يفصلنا عن نهاية الربع الثاني سوى أقل من ثلاثة أسابيع وبعدها يكون العد التنازلي، وللأسف في فترة ابتسم فيها العالم وبدأت أسواقه في الاخضرار. التعويض كان على مستويات مختلفة وفي الأسواق المتقدمة والناشئة على السواء.
في الأيام السابقة، كان سوقنا أكثر التصاقا ومتابعة للسوق الأمريكي وأسعار النفط وأقل ارتباطا بالسوق الآسيوي، الذي شهد أداء متفاوتا فيه. لا نطالب هنا بالمستحيل ولكن كما يقال قليل بالإيمان بسوقنا وأنفسنا، فحتى خلال ثلاثة الأيام الماضية ومع تحرك السوق خرج لغط حول قيام صندوق أو صندوقين رئيسيين مملوكين لجهات رسمية بالدخول لدعم أداء السوق وإيقاف الانزلاق على الرغم من أن السيولة لم ترتفع سوى في يوم واحد قبل الهبوط في يوم الثلاثاء، ولكن في بداية الأسبوع وما تلاه لم تكن ذات حجم كبير، بل أقل مما عداه من نتائج الأسبوع الماضي، الذي شهد انزلاقا أكبر للمؤشر.
والسؤال هل لو تحسن أداء الشركات وحققت ربحية مرتفعة فاقت التوقعات هل سنشهد صعودا سريعا للمؤشر؟ وإذا تراجعت أو ظهرت مشكلات في مناطق العالم هل سنعاود الانزلاق؟ متى يتم تقييم شركاتنا على أرضية صلبة؟ ومتى تقوم شركاتنا المالية العديدة والمرخصة بدورها في إيضاح الحقائق بعيدا عن التملق أو التغرير بالمتعاملين؟ في كل دول العالم تتحمل الشركات المالية مسؤوليتها، وتعطي بيانات ومعلومات ترشد عملاءها بعيدا عن التنجيم ومن خلال زيارات وفحص حقائق الشركات، بل وتحرص الشركات على الانفتاح لهم وتوفير كل المعلومات حتى لا يكون تقريرهم سلبيا. ولعل تكالب وجري شركاتنا خلف شركات التصنيف والاهتمام بها يعطي دفعة لشركاتنا المالية لتقوم بدورها المفقود، الذي يعد جزءا من خدمة عملائها وسوقها. متى يكون هناك التزام واحترام وشفافية من شركاتنا المالية، التي تدعي اهتمامها ورعايتها لعملائها بعيدا عن التغرير بهم في تقارير تم إعدادها على عجالة، وبعيدا عن الاتصال والتفاهم مع الشركات على أوضاعهم المستقبلية؟ ومتى تكون لدينا صناعة معلومات مالية وتحليل مالي؟ آمل من الله أن يكون ذلك قريبا، وكفانا معاناة وانتظارا لدور يجب أن يتم لخدمة سوقهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي