النصراويون خدعوني.. رأي مدربهم «ما يفيد»

النصراويون خدعوني.. رأي مدربهم «ما يفيد»

واجه في بداية مشواره مشكلات عدة كادت تنهي قصة لاعب مبكراً، إلا أن العزيمة والإصرار والثقة بالنفس كانت كفيلة بأن تعود الموهبة إلى مجاريها، استبعده النصر بطريقة اعتبرها دون المطلوب وبعيدة عن الاحترافية، وأنها كانت قاصمة للظهر في بداياته، إلا أن ذلك لم يثنه عن العمل للعودة من جديد. سنحت له الفرصة في نادي الشباب واستغلها خير استغلال، قدّم في موسمه الأول مستويات كبيرة أوصلته للمنتخب الأولمبي السعودي. يفتخر كثيراً بتحقيقه بطولتين في موسمين متتاليين، ولا يريد العودة لناديه السابق النصر بأي حال من الأحوال. تميم الدوسري - الاسم الذي سطع بسرعة كبيرة - يكشف لـ "الاقتصادية" كل الأوراق والخفايا في ظهوره الأول إعلامياً.

في البداية حدثنا عن قصة توقيعك لنادي الشباب؟
بعد تنسيقي من النصر شاركت مع فريق المليحي بقيادة رئيسه خالد بن زيد المليحي، وفي إحدى المباريات حضر المدرب الوطني هاني أنور الذي مهد الطريق للتوقيع مع الشباب، والذي شجعني أيضاً هو إنشاء بطولة الأمير فيصل بن فهد الأولمبية، وهي فرصة حقيقية للاعب لإظهار كل إمكاناته، وبالذات أنها مستقلة ونظامها عبارة عن دوري كامل.

ظهرت بعض الأحاديث التي تؤكد أن ناصر الكنعاني المشرف السابق على الفئات السنية في النصر هو صاحب الدور في توقيعك للشباب؟
مع احترامي الشديد لناصر الكنعاني إلا أنه لا علاقة له بتوقيعي لنادي الشباب لا من قريب ولا من بعيد، الكابتن هاني أنور هو من قام بالتنسيق مع إدارة نادي الشباب ومن ثم تم التوقيع.

قبل ذلك كيف تم تنسيقك من نادي النصر؟ وما الأسباب الحقيقية لذلك؟
مع الأسف تم تنسيقي بطريقة غير احترافية وبعيدة كل البعد عن حسن التعامل مع اللاعبين، واستغرب أن يحدث ذلك الأمر من ناد كبير مثل النصر، حيث أقول وللأسف أن النصر خدعني في مسألة التنسيق وبطريقة غريبة جداً، لكن الحمد لله في النهاية أنا لاعب في الشباب وحققت بطولتين في موسمين فقط.

نريد تفاصيل أكثر عن موضوع تنسيقك من النصر؟
في البداية أنا لم أشارك إلا في أربع مباريات مع درجة الشباب لأن توقيعي كان في بداية الموسم، بعدها انتقلت للمشاركة مع الفريق الأول أبان عمل المدرب الكرواتي رادان الذي أشاد بما قدمته فنياً قبل بداية المعسكر الذي أقيم في الإسكندرية، ولم أغادر مع الفريق لأسباب إدارية وليست فنية ولكن هذا الأمر لا يهم، واصلت مع الفريق بطلب من المدرب حتى نهاية الدور الأول، بعدها حصلت المشكلة التي لم أتوقع أن أواجهها في أي ناد فكيف بناد كبير مثل النصر.

وما تفاصيل هذه المشكلة؟
بعد نهاية الدور الأول طلب الجهاز الإداري في النصر أن تتم إعارتي إلى ناد آخر بسبب رغبة المدرب حتى أكون في جاهزية تامة للموسم المقبل، وكان هناك تنسيق بين إدارة نادي النصر آنذاك بقيادة الأمير فيصل بن عبدالرحمن، وإدارة نادي القلعة حول إسقاط اسمي من كشوفات النصر والتوقيع مع القلعة للمشاركة في دورة الصعود في الجوف، بعدها يتم اسقاطي من كشوفات القلعة والتوقيع من جديد للنصر. وافقت على هذه الاتفاقية شريطة أن تكون العودة من جديد للنصر الموسم القادم، وهو ما تم تأكيده من قبل إدارة نادي النصر.

وماذا حدث بعد نهاية الموسم؟ وهل تمت إعادتك لكشوفات النصر؟
بعد نهاية الموسم لم أخاطب إدارة النصر وبالذات كون الموضوع شبه منته بالعودة للكشوفات من جديد، ولكن بعد بداية فترة الاستعداد للموسم الجديد لم تتم مخاطبتي بخصوص بداية التمارين، ولكني ذهبت للنادي مع بداية الموسم لبدء التمارين ومحاولاً إيجاد العذر لهم بأي طريقة كانت، إلا أنني فوجئت بحديث سلمان القريني مدير عام الفريق الذي ذكر بالحرف الواحد: "تم إسقاط اسمك من منتصف الموسم ولا نرغب في عودتك للكشوفات". ذكرت له أن هناك اتفاقية مع إدارة النادي حول هذا الأمر، رد بقوله: "الموضوع منته، لا نريد إعادتك إلى كشوفات الفريق". بعدها خرجت من النادي وانتهت هذه القصة الغريبة والتي تؤكد أن الأمور لاتدار بطريقة واضحة، وأن رأي الجهاز الفني في تلك الفترة لا يسمن ولا يغني من جوع.

هل تقصد أن الأمور تدار من قبل الجهاز الإداري فقط؟
نعم كان الرأي الفني غائبا تماماً، والدليل على ذلك أنه فور وصولي للفريق الأول تم تنسيق العديد من اللاعبين دون علم الكرواتي رادان، الذي ذكر وبصراحة كبيرة أمام كل اللاعبين أنه لا يعلم السبب الحقيقي في إبعادهم. وأتمنى أن ننهي الحديث في هذا الموضوع لأنه ماض ولا أود العودة إليه.

إذاً لننتقل بالحديث إلى ناديك الحالي الشباب، كيف هي الأوضاع في النادي حالياً؟
في الحقيقة إن شهادتي قد تكون مجروحة بعض الشيء، ولكن الأمور تدار بطريقة رائعة جداً، وكل يقوم بعمله المناط به دون زيادة أو نقصان، والأجواء العامة رائعة جداً وبالذات في ظل الاهتمام الكبير من قبل إدارة النادي بكل التفاصيل، حتى الأمور البسيطة التي قد تغيب عن البعض إلا أن الإدارة تحاول أن تجعل النادي بيئة جاذبة للجميع.
وماذا عن مشوارك في الفريق الأولمبي الموسم الماضي، وسر تقديمك تلك المستويات المميزة؟
كان الفريق رائعا ومتكاملا في ظل الاهتمام الكبير بتلك الفئة من قبل إدارة النادي، على الرغم من أن الأندية الأخرى لا توليها أي اهتمام بحجة أن البطولة ليست مهمة، لكن بخلاف اسم الأمير فيصل بن فهد الغالي على جميع الرياضيين، فإن الاهتمام بالفريق الأولمبي مهم لأنه الرافد الأول والرئيس للفريق الأول، والدليل على ذلك تصعيد ثمانية لاعبين من الموسم الماضي للفريق الأول في هذا الموسم، وهذا مكسب حقيقي للنادي، ولا يوجد سر في التميز الذي كان في تلك الفترة سوى أن الجميع كان متعاوناً والبيئة مساعدة للعمل والجد والاجتهاد.

ولكن لم تكن لك مشاركة فاعلة مع الفريق الأول في هذا الموسم؟
من الطبيعي أن تكون مشاركتي محدودة في الموسم الأول مع الفريق بسبب وجود زخم كبير من اللاعبين المميزين، ولكن في الوقت نفسه فقد كنت متواجدا في كل المعسكرات لمباريات هذا الموسم، وحسمت ثلاث نقاط في مشوار الفريق نحو تحقيق اللقب وذلك بعد تسجيلي لهدف الفوز أمام الرائد في الدور الأول.

وهل تعتبر هذا هو قمة الطموح للاعب؟
بالتأكيد لا، ولكن البداية دائماً تكون صعبة وتحتاج للعمل والمثابرة حتى تصل إلى المستوى المطلوب، إضافة إلى ذلك أن اللاعب بداية مشواره مع الفريق الأول تكون فترة لتطوير الإمكانات والاستفادة من اللاعبين الكبار، وبإذن الله طموحي سيكون كبيراً في الفترة القادمة وخاصة أن كل الأمور المحفزة موجودة في النادي.

الجميع يتحدث عن العمل المنظم والاحترافي للفريق الأول، حدثنا بالتفاصيل عن ذلك؟
بصراحة العمل كان بشكل احترافي كبير جداُ بقيادة البلجيكي برودوم، الذي يمارس مع اللاعبين احترافية حقيقية على أرض الواقع، لا توجد تفرقة في المعاملة مع اللاعبين حيث إن الفاصل في الأمور الفنية هو الملعب فقط، لا تهمه الأسماء بقدر العطاء داخل الملعب والنهج الذي يريد تطبيقه في الملعب، وخاصة أنه مدرب تكتيكي بشكل كبير جداً حتى أن اللاعبين لم يستطيعوا التكيف مع طرقه التدريبية في بداية الأمر، إلا أنهم نجحوا في نهاية الأمر في تطبيق كل ما يريد داخل الملعب وبدقة كبيرة.

ولكن هذه الاحترافية قد لا تروق للاعب السعودي بالتحديد في الفترة الحالية؟
هذا الأمر غير صحيح إطلاقاً ، اللاعب السعودي منضبط في حال وجود لائحة داخلية مشددة كما يحدث في أوروبا بالتحديد، حيث إن وجود نظام واضح للجميع ويطبق على كل اللاعبين دون استثناء يجبر اللاعب على الانضباط، لأن المستفيد في نهاية الأمر اللاعب أولاً ثم النادي.

بشكل عام كيف تصف الموسم الماضي وتحقيق دوري زين للمحترفين؟
في الحقيقية الدوري كان هو الهدف الأول لنا منذ بداية الموسم، والأصح منذ فترة الإعداد التي سبقت انطلاق الدوري، حيث وضعنا تحقيق الدوري معيار النجاح في العمل، وخاصة أن الاستعداد كان مميزاً من كل النواحي، وفي نهاية الأمر وصلنا للهدف المنشود ولله الحمد. وأشاد الجميع بأداء الفريق التكتيكي من أول مباراة وحتى حسم الدوري في الجولة الأخيرة.

ولكن الفريق لم ينافس على البطولات الأخرى؟
بالتأكيد نادي الشباب اعتاد على تحقيق البطولات كافة دون استثناء، ولكن التركيز على الدوري كان كبيراً، إضافة إلى بعض الظروف التي أثرت في الفريق في البطولات الأخرى، وبالذات كأس خادم الحرمين الشريفين التي تلت الدوري، وكان الفريق في ذلك الوقت يعاني الإرهاق الشديد، وذلك بسبب صعوبة مشوار الدوري وحجم المنافسة حتى آخر جولة أمام الأهلي وفي جدة.

في هذا الخصوص كيف تصف حجم الفرحة بعد حسم الدوري أمام الأهلي وفي جدة أيضاً؟
الفرحة كانت كبيرة جداً وهذا بسبب العمل الكبير الذي قام به الفريق هذا الموسم، لأنه من الظلم ألا يحقق الشباب دوري زين وبالذات أن الحسم في جدة أكد أن الفريق قوي جداً وهو الأحق والأجدر مع احترامي لكل الأندية، ولكن الواقع يفرض نفسه بأن الشباب كان الأفضل في البطولة الأهم فنياً.

ماذا تقصد بالأهم فنياً؟
في كل دول العالم يعتبر بطل الدوري هو البطل الحقيقي للموسم، لأن الواقع يقول إنه لا يمكن مقارنة تحقيق دوري طويل تلعب خلاله 26 جولة ببطولة تقام من خمس مباريات، إضافة إلى ذلك أن البطولات القصيرة ليست معيارا يمكن الحكم عليه فنياً، حيث إن الفريق الضعيف قد تساعده الظروف ليكون بطلاً، وهذا الأمر لا يمكن أن يحدث إطلاقاً في بطولة الدوري.

بعد بروزك مع الشباب هذا الموسم ذكرت بعض المصادر أن النصر يريد إعادتك من جديد، ما صحة ذلك؟
قبل نهاية الدور الأول كان هناك اتصال من أحد الأشخاص في إدارة نادي النصر الحالية يستفسر عن إمكانية العودة إليهم من جديد، وكان ردي واضحاً بأني لاعب محترف في نادي الشباب ولا يوجد مجال للعودة، خصوصاً أنني مرتاح وبشكل كامل في النادي ومن النواحي كافة ولله الحمد.

من خلال تجربتك في النصر أولاً ثم الشباب في هذه الفترة، هل تستطيع ذكر الفروقات بين الناديين؟
لا أستطيع أن أعطي مقارنة لأنهما ناديان كبيران، لكن الشباب يتفوق كثيراً في عدة نواح يأتي أهمها الاحترافية في العمل، والبيئة المميزة التي تساعد على تطور المستوى الفني داخل الملعب والانضباطية خارجه، إضافة إلى أن الشباب ناد يحقق بطولات بشكل دائم ولله الحمد، حيث إنني حققت بطولتين في موسمين فقط، وهذا أمر أفتخر به كثيراً ولا يمكن أن أنساه طوال عمري.
وهل يعاني الشباب عدم وجود الدعم الجماهيري بسبب قلة المشجيعن له؟
أتوقع أن الأرقام والإحصائيات تؤكد أن الشباب يملك شعبية كبيرة، وأنها في ازدياد في ظل تواصل تحقيق البطولات وجلب أفضل اللاعبين محلياً وعالمياً، وفي الحقيقة إننا نحظى بدعم جماهيري في كل المناطق منذ الوصول إلى المطار وحتى المغادرة.

لننتقل بدفة الحديث نحو المنتخب السعودي الأولمبي الذي شاركت معه، ما الأسباب الحقيقية في عدم التأهل لأولمبياد لندن؟
الأسباب عديدة يأتي أهمها عدم الاستقرار الفني سواء للأجهزة الفنية أو اللاعبين، حيث إن المنتخب في تلك الفترة يشارك بعناصر مختلفة كل مباراتين وهذا هو السبب الحقيقي في عدم التأهل، رغم أن اللاعبين كانوا مميزين فنياً ولكن افتقدوا الانسجام، إضافة إلى الأجهزة الفنية القادرة على توظيف تلك العناصر، ولكن في النهاية لا نستطيع إلا أن نقول قدر الله وما شاء فعل.

شاركت في البطولة الودية التي كانت في المغرب بصفة أساسية إلا أنك غبت في المباراتين اللتين تلتها، ما السبب في ذلك؟
لا يوجد سبب واضح، لكن قد تكون قناعة للمدرب يوسف عنبر صاحب الرأي الأهم. في البطولة التي كانت في المغرب شاركت بصفة أساسية وسجلت هدفا في المباراة الأولى أمام الجزائر، بعدها في مباراتي عمان وكوريا الجنوبية كنت خارج التشكيلة بشكل نهائي.

من حديثك تحمل الجهاز الفني المسؤولية في عدم التأهل إلى لندن؟
لم أحمل المسؤولية كاملة للجهاز الفني لأن الجميع يتحمل جزءا من الإخفاق، ولكن الجزء الأكبر يتحمله الجهاز الفني سواء المدرب الوطني يوسف عنبر أو البرازيلي روجيرو.

في رأيك لو كان هناك استقرار واستعدادات مبكرة للتصفيات، هل كان المنتخب الأولمبي قادرا على التأهل لأولمبياد بكين؟
بالتأكيد سيكون قادرا على التأهل وحسم ذلك منذ فترة مبكرة وقبل نهاية دور المجموعات، حيث إن المجموعة لم تكن بذات القوة، ولكن المنتخب السعودي كان عاجزاً عن تحقيق النتائج الإيجابية بسبب عدم الاستعداد المبكر، إضافة إلى عدم الاستقرار الفني.

قبل أن ننهي الحوار، بكل صراحة هل مررت بوقت شعرت فيه أن مشوارك الكروي انتهى؟
في الحقيقية إن تنسيقي من النصر وبتلك الطريقة كان صدمة لا يمكن أن أنساها، إلا أن الفضل بعد الله يعود لعدد من الأشخاص في العودة من جديد، وعلى رأسهم خالد المليحي الذي وقف معي كثيراً في تلك الفترة، إضافة إلى رئيس نادي الشباب خالد البلطان الذي وثق بي وبإمكاناتي بعد مشورة المدرب الوطني هاني أنور، وهؤلاء لهم الفضل بعد الله في بروزي خلال الموسمين الماضيين، وبإذن الله سأبذل كل ما أستطيع لكي أثبت أنني استحق تلك الثقة.

الأكثر قراءة