FINANCIAL TIMES

خطط طارئة للسياح في اليونان.. وشركة كهرباء تستعد للإغلاق

خطط طارئة للسياح في اليونان.. وشركة كهرباء تستعد للإغلاق

صرح مايك باورز، مستشار مجموعة توي للسفر، وهو يبدو مسترخيا عند الحديث عن كيفية تأثير إمكانية خروج اليونان من منطقة اليورو على السياحة: ''هناك مظاهرات اليوم في أثينا، ومع ذلك فالناس لا يزالون يحجزون المصايف لقضاء الإجازات''. وتقول شركات السياحة إن الجزر اليونانية، التي تستضيف ملايين السياح كل عام، بعيدة كل البعد عن المناطق المتأثرة بالاضطراب الداخلي. ويشيرون إلى أنهم غالبا ما ينقلون السياح بعيدا عن المناطق المضطربة، مثلما فعلوا العام الماضي خلال الربيع العربي. ولكن الخطط الطارئة العامة أكبر من مجرد نقل السياح، وتعطي الشركات الأوروبية اهتماما متجددا إلى الأسئلة الأوسع انتشارا حول ماذا يعني خروج اليونان من منطقة اليورو بالنسبة إليهم. وعلى الرغم من أن عددا قليلا من الشركات تعلن عن خططها الطارئة، فإن عديدا يعملون عليها لشهور. وتتحدث شركة ديكسون لتجزئة الكهرباء حول إغلاق محالها في اليونان إذا صنع خروج اليونان بعض الاضطرابات. وقال جان باول شيفليت، الرئيس التنفيذي لبنك جريدي اجريكول، إن المجموعة المصرفية الفرنسية التي تملك بنك إيمبوركي اليوناني، ''تعمل لعدة أرباع على كل الفرضيات''. ويوضح كريستوف فرانز، الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية الألمانية ''لوفثانا''، أن خروج اليونان سيكون له عواقب واسعة المدى. حيث يقول: ''إن تأثير ترك اليونان لمنطقة اليورو سيكون له تأثير درامي في التطورات الأخرى في الاتحاد الأوروبي، الذي سيكون له تأثير أيضا في لوفثانا''. ويرى البعض الآخر الأكثر تفاؤلاً أن الأزمة يمكن احتواؤها. ويقول بيير بيرنجويت، الرئيس التنفيذي لشركة المشؤيات بيرنود ريتشارد، إن اليورو لن يتم تحطيمه. حيث صرح قائلاً: ''إن المؤسسات المالية الأوروبية قد أثبتت قدرتها على التعامل مع الدين العام إلى الآن، ولذا فلدي ثقة بهم في المستقبل''. ونشرت الجمعية البريطانية لصناديق الشركات دليلا على موقعها الإلكتروني، يغطي القضايا من يوم لآخر بدءا من إدارة النقد وصولاً إلى الأمور الشهيرة، مثل ما إذا كانت الشركة ستدفع أموالا غير قانونية إلى الشركات الخارجية إذا طلب المورد منها ذلك. ويقول مارتين أو دونوفان، المدير المساعد للسياسات في الجمعية: ''إن أصحاب الصناديق قد بدأوا في التفكير حول إمكانية حدوث انقسام لمنطقة اليورو منذ بداية العام الماضي''. ويمثل التأثير المالي لخروج اليونان إحدى نقاط القلق. ويقول جوليان روبرتس، الرئيس التنفيذي في مجموعة أولد ميوتشيوال، إن المجموعة تتصور أن سوق الأسهم يمكن أن تنخفض بصورة حادة، مثلما فعل في عام 2007-2008، ولذا فإنني أخطط كثيرا مع أخذ ذلك في الاعتبار''. وهناك قلق آخر هو الحصول على الائتمان. ويقول المحللون والأكاديميون إن الحياة ستكون أكثر صرامة بالنسبة للشركات المثقلة بالديون. ويقول جورج سرفيم، أستاذ مساعد في إدارة الأعمال في كلية هارفارد للأعمال: ''إنهم سيجدون صعوبة أكبر من الشركات التي لديها أقل نفوذا وأقل سيولة''. وهناك أيضا مخاطر العملة المضافة. لأن أسواق العملات شهدت تقلبات منخفضة نسبيا هذا العام، بالإضافة إلى أن بعض الشركات تتحوط للأسفل. وهذا يمكن أن يترك بعضا منهم معرضون لأزمة، كما سيصبح اليورو بالتأكيد أكثر تقلبا بعد خروج اليونان. لذا فإن التأثير طويل المدى في منطقة اليورو يمكن أن تكون عواقبه وخيمة جدا، لأن تعطيل الأعمال المرتبط بخروج اليونانية لا يشجع الاستثمار. ويقول شيموس جيلن من معهد الأمناء والمسؤولين القانونيين المعتمدين في المملكة المتحدة، إن وجهات النظر الأخيرة من أعضائها تشير إلى أن أكثر من ثلثي مشاكل اليورو ستؤثر في مواقف شركاتهم الخاصة نحو الاستثمار في منطقة اليورو. وبخلاف القيود المالية، يتوقع أن تصطدم الشركات بالتراجع في الطلب والذي يمكن توقعه من معاناة منطقة اليورو بسبب خروج اليونان. وحتى الآن فإن التراجع الأخير، قد عمل مع بعض القطاعات أكثر من غيرها. ويقول ادريان كاتي، محلل الأسهم الأوروبية في مجموعة سيتي جروب: ''بينما تحقق شركات السلع الفاخرة أداءا جيدا نسبيا، فإن القطاعات التي ناضلت تشمل شركات الاتصالات والمرافق العامة والبنوك وشركات التأمين. وهذه جميعها معرضة أكثر لأزمة أوروبية، وأكثر الاستدانة والأصول المكثفة: فإذا كانت الحكومة بحاجة إلى عائدات الضرائب، فإن هذه هي الشركات التي لا يمكن التهرب منها''. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يحدث تراجع عام في الطلب ينتج من انخفاض ثقة المستهلك في منطقة اليورو، ولكن السقوط الخاص من اليونان نفسها سيكون على الأرجح أيضا – له تأثير غير مباشر في الآخرين. ويقول نيكوس ستاثوبولوس الشريك الإداري لمجموعة بي سي وشركاه وهي شركة أسهم خاصة مقرها المملكة المتحدة، والتي تملك شركات ريجنسي في اليونان: ''إن اليونان تاريخيا يعد مستهلكا جيدا لمنتجات غيرها من الدول الأخرى والتي من الممكن أن تتوقف لأن المستهلكين اليونانين ربما لن يكونوا قادرين لشراء تلك المنتجات باليورو''. وعلى الرغم من أن عديدا من الشركات في منطقة اليورو بسبب التعرض الكبير للأزمة تسعى بالفعل إلى توسيع أعمالها في مكان آخر، بالرغم من العواقب المترتبة على تلك الأسواق، ولذا فإن وجهة نظر من آسيا والولايات المتحدة تعبت من الأزمات المحلية أيضا. ويخفف روبرت هوروكس، مدير صناديق ماتسوس اشيا التي تتركز في آسيا، من حدة التأثير. وأضاف: ''إذا خرجت اليونان من منطقة اليورو، فإنها معادلة للقوة العاملة بأكملها في الصين، حيث ستأخذ فترة استراحة غداء طويلة''. وبصورة متوازنة لا تبدو أزمة اليورو كبيرة جدًا بالنسبة لعديد من الشركات الأمريكية. ورغم ذلك قدمت أوروبا 14 في المائة لعائدات الشركة المصنعة للطائرات بوينج في العام الماضي، و20 في المائة لشركة جنرال إلكتريك، واعتادت الشركات الأمريكية متعددة الجنسيات على أن تنظر إلى ما وراء القارة الأوروبية بحثا عن النمو. وقال جيف أميلت، الرئيس التنفيذي لشركة جنرال إلكتريك، هذا الشهر ''إن النمو سيكون بطيئا في أوروبا لفترة طويلة''. ويقول آخرون إن الأعمال أصبحت ذات طابع عالمي بحيث لا بد أن يكون التأثير على نطاق واسع. ويقول سيرا فيم: ''يجب أن نتوقع الآثار المتقلبة في آسيا والولايات المتحدة إذا كانت منطقة اليورو تتباطأ كذلك. ولذا فإن التأثير على الشركات... لن يكون واضحا ليس فقط في دول أوروبية أخرى ولكن في بقية العالم''. إن الشركات متعددة الجنسيات قد تطرد اليورو يوميا خارج حساباتها للحد من المخاطر في حال حدوث انخفاض لقيمة العملة بين عشية وضحاها. في حين تعتقد معظم الشركات أن فرص انهيار اليورو تبدو ضئيلة – وقليلة جدا وتستعد إلى الاكتتاب العام في عمليات الخزانة السرية الخاصة بها - ويقول المديرون الماليون إنهم يتصرفون بحكمة لتخفيف أي خطر. إن شركة بيبسي كولا، وهي شركة مشروبات أمريكية ووجبات خفيفة، وشركة ريكيت بينكيزر، والتي تعمل في المنتجات المنزلية ومنتجات العناية الشخصية، من بين تلك الشركات التي خرجت من اليورو على أساس أكثر انتظاما. في حين أن ما يقرب من جميع الشركات متعددة الجنسيات تسيطر عليها تكاليف باليورو، مثل الرواتب على سبيل المثال، وهذه الأمور تتضاءل عادة بواسطة الدخل. وبعد إعداد نتائج تقارير الربع الأول في الشهر الماضي، تقول شركة بيبسي كو إنها تتعامل بحذر مع كيفية إدارة المخاطر في الخارج. وقال هوج جونستون، المدير المالي لـ ''بيبسي كو''، إن لديها الهيكلة لتحويل العملات الأجنبية إلى دولارات بأقصى سرعة محتملة، لتخفيف المخاطر. ويضيف: ''إننا نحاول الحصول على الأموال بأقل تسهيلات خسائر للبنوك''. وفي حديثه مع صحيفة فاينانشيال تايمز بعد إعلان هذا العام الاستراتيجي في شباط (فبراير) الماضي، بدأ ريكيت بينكيزر مذكرة مماثلة. وقال راكيش كابور، الرئيس التنفيذي: ''إننا قمنا بامتصاص السيولة لمزيد من المعلومات في كثير من الأحيان، على أساس يومي''. وأضاف: ''إننا كنا نأخذ ما يكفي من أموالنا إلى خارج منطقة اليورو كثيرا من الأحيان، ولكن الآن الأمر آخذ في الازدياد''. وقالت شركة دياجو، أكبر شركة تقطير في العالم من حيث الإيرادات، إنها تقوم بتمشيط يومي لكنها تصر على العمل بشكل طبيعي - وبصرف النظر عن التشديد على الائتمان لأطراف ثالثة ونظرائهم في الأسواق المتضررة. وقال بول والش الذي تحدث أيضا بعد إعلان النتائج في شباط (فبراير): ''إن الشركة تخرج الكثير من النقدية في كل ليلة''. وأضاف: ''هذا ما نقوم به لتحقيق الكفاءة''. ووفقا للمحللين تعد شركة يونيليفر، وهي شركة بريطانية هولندية للسلع الاستهلاكية، من بين الذين يتخذون إجراءات احتياطية مماثلة. وقالت إحدى الشركات متعددة الجنسيات ومقرها الولايات المتحدة إنها أزالت عمليات التشغيل النقدي الخاصة بها من البنوك في اليونان وإيطاليا وإسبانيا وحتى فرنسا، وقامت بإعادة استثمار هذه الأموال في سندات خزانة الولايات المتحدة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES