المعارضة السورية تطالب بمقاطعة استفتاء الدستور

المعارضة السورية تطالب بمقاطعة استفتاء الدستور

دعت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية أمس، الجيش السوري إلى وضع مصلحة بلاده قبل الدفاع عن نظام الرئيس بشار الأسد.
وقالت كلينتون التي تزور الرباط (بحسب الفرنسية): "نحث عناصر الجيش السوري على تغليب مصلحة البلاد". وأضافت: "ما زلنا نعتقد أن الدائرة التي تحيط ببشار الأسد قلقة من الهجمات الوحشية الجارية، وأن على كل السوريين أن يعملوا معا من أجل مستقبل أفضل". وذكّرت كلينتون بالنقاط الثلاث التي يتعين أن تشكل في رأيها استراتيجية المجتمع الدولي حيال سورية، وهي "مساعدة إنسانية عاجلة" للمدنيين، و"زيادة الضغوط على نظام الأسد"، و"المساعدة على الإعداد لعملية انتقالية".
ووجهت وزيرة الخارجية الأمريكية هذه الدعوة أمس، في حين يصوت السوريون على دستور جديد في استفتاء قابلته المعارضة والغرب بالاستخفاف، في وقت يزيد فيه النظام قمعه الدموي لحركة الاحتجاج في عدد من المدن المحاصرة.
من جهتها، دعت المعارضة إلى مقاطعة الاستفتاء معتبرة ألا شرعية له. في الوقت نفسه، استؤنفت المفاوضات بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمعارضة والسلطات السورية بهدف إجلاء عدد من ضحايا القصف، وبينهم صحافيون أجانب، من مدينة حمص (وسط). وفتحت مراكز الاقتراع ليدلي أكثر من 14 مليون سوري تجاوزت أعمارهم 18 عاما، بأصواتهم. ويقوم التلفزيون السوري الرسمي ببث مباشر من محافظات مختلفة حول سير عملية الاقتراع.
ويلغي الدستور الجديد الدور القيادي لحزب البعث القائم منذ 50 عاما، فقد حلت فقرة تنص على "التعددية السياسية" محل المادة الثامنة التي تشدد على دور حزب البعث "القائد في الدولة والمجتمع".
وتنص المادة 88 على أن الرئيس لا يمكن أن ينتخب لأكثر من ولايتين كل منها من سبع سنوات. لكن المادة 155 توضح أن هذه المواد لا تنطبق على الرئيس الحالي الا اعتبارا من الانتخابات الرئاسية المقبلة التي يفترض أن تجري في 2014. ويبقي الدستور على صلاحيات واسعة للرئيس.
واعد الدستور الذي سيحل محل دستور 1973 في إطار الإصلاحات التي وعدت بها السلطات في محاولة لتهدئة الاحتجاجات غير المسبوقة ضد النظام المستمرة منذ منتصف آذار(مارس). ودعت المعارضة السورية التي تطالب برحيل الرئيس بشار الأسد إلى مقاطعة الاستفتاء.

ميدانياً، ظهر في شريط فيديو وزعه ناشطون على شبكة الإنترنت التقط بتاريخ أمس في بابا عمرو، انفجارات تتعالى منها سحب دخان أسود. ويقول صوت مسجل على الشريط "هذا هو الدستور الجديد. من يطلب الحرية يقصف ويرجم بالصواريخ. ها هي بابا عمرو تدك بالصواريخ". كما أسفرت أعمال العنف عن سقوط 30 قتيلا على الأقل في غالبيتهم من المدنيين، وخصوصا في حمص (وسط)، معقل حركة الاحتجاج التي يريد النظام سحقها بالقنابل، بينما استأنف الصليب الأحمر الدولي المفاوضات مع المعارضة والسلطات لإجلاء جرحى بينهم صحافيان غربيان في هذه المدينة منذ بداية التظاهرات ضد نظام دمشق في آذار (مارس) 2011.

الأكثر قراءة