مردوخ يقاوم الفضائح ويصدر صحيفة أسبوعية

مردوخ يقاوم الفضائح ويصدر صحيفة أسبوعية

في غضون ساعات من وصوله إلى لندن، انحسرت تقارير عن ثورة كانت مندلعة في صالة الأخبار بسبب تسليم محققي نيوز كورب عددا من الصحافيين إلى الشرطة، وحلت مكانها تغطية إيجابية لخطته لتسريع إطلاق عدد أسبوعي صحيفة من ''الصن'' التي تصدر اليوم.
قليلون هم الرؤساء التنفيذيون الذين يمكن أن يغفر لهم المساهمون فكرة إطلاق صحيفة مطبوعة في عام 2012، ناهيك عن تنفيذها. وبشكل عام كانت التفاصيل شحيحة، خاصة بشأن الخطط الرقمية للعدد الأسبوعي من ''الصن''. وعند إطلاق صحيفة ''ذي ديلي'' العام الماضي، تحدث مردوخ بحماس عن صحف آي باد.
لكن عدد يوم الأحد من صحيفة الصن هو أولا وأخيرا نتاج مطبوع، يهدف إلى استعادة بعض العائدات البالغة 240 مليون دولار، التي تشير تقديرات شركة إندرز أناليزيس إلى أن نيوز كورب خسرتها حين دمرت فضيحة تنصت على الهواتف صحيفة نيوز أوف ذي ويرلد.
ولا بد أن يعرف مالك صحيفة الصن أن العناوين الرئيسية لن تظل إيجابية للأبد. فحتى بعد اعتقال أكثر من عشرين من العاملين في صحفه في المملكة المتحدة وعشرات التسويات مع أولئك الذين استهدفتهم عمليات التنصت على الهواتف، لم تنته بعد التحقيقات في الفضائح.
وإذا كان مزاج مردوخ يسمح له بالقيام بخطوات معارضة، فإن اللحظة الراهنة هي الوقت المناسب للتفكير في شيء طالما قاومه: تفكيك صحف شركة نيوز كورب. وقد طرح مصرفيون هذه الفكرة كثيرا على مردوخ ورؤسائه التنفيذيين، مبينين أن أصول النشر هذه تشكل عبئا على التقييم الذي يمكن أن تحصل عليه شركة فوكس - التي تملك علامتين تجاريتين لاستديو أفلام وإذاعة - من دونها.
ويعزو معظم المحللين جزءاً بسيطاً من الرسملة السوقية للمجموعة، البالغة 49 مليار دولار، إلى النشر. وتشير تقديرات شركة نومورا إلى أن مساهمة الصحف في الربح التشغيلي للمجموعة سينخفض من 11 في المائة العام الماضي إلى 4.2 في المائة بحلول عام 2014. وبالنسبة لعديد من المحللين، تبدو غير ذات قيمة، أو أنها تشكل أحد الأعباء المالية.
وجعلت تكاليف التحقيقات التي تجري في المملكة المتحدة من الصعب على المستثمرين تجاهل الصحف. فقد أنفقت نيوز كورب نحو 200 مليون دولار في رسوم قانونية وتسويات حتى الآن. وقد ترتفع فاتورة المحامين بسرعة، إذا أصبحت تحقيقات تجري في الولايات المتحدة جدية.
ويرفض المسؤولون التنفيذيون اقتراحات التفكيك لعدة أسباب، بما في ذلك الشكوك بشأن رغبة المستثمرين في أسهم الصحف، والمخاوف من تقلص نيوز كورب، والتعلق الشخصي الذي أشار إليه مردوخ حين أخبر موظفي صحيفة الصن أن الاسم ''جزء مني''.
ويمكن أن يبدو التفكيك أصعب الآن. فميزانيات الإعلانات المطبوعة تتقلص بشكل سريع، وربما يصعب على شركة نشر صغيرة استيعاب الالتزامات المالية من الفضيحة التي تزداد انتشارا في المملكة المتحدة.
إلا أن العلامات التجارية للنشر بطيئة النمو لا تتناسب مع بقية المجموعة. وتشير تقديرات نومورا إلى أن شركة نيوز كورب ستشهد نمواً سنوياً للإيرادات المركبة بنسبة 9.3 في المائة بين عامي 2012 و2017، إلا أن أرباح النشر ستزيد بنسبة 2.2 في المائة فقط سنوياً. والهامش التشغيلي للنشر، البالغ 7.8 في المائة هذا العام، أقل من متوسط المجموعة.
وإذا جمع مردوخ صحفه في المملكة المتحدة وأستراليا والولايات المتحدة مع هاربر كولينز لنشر الكتب وشركة نيوز أميركا ماركتنغ، يمكن أن يقدم للمستثمرين شركة نشر دولية رائدة في السوق بإيرادات مقدرة لعام 2012 تبلغ 8.6 مليار دولار ودخل تشغيلي يبلغ 700 مليون دولار.
ومع وجود أصول متنوعة تشمل شركة داو جونز للمشاريع، وإعلانات مجلة NAM المربحة، وربما قصة نمو رقمي شبيهة بتلك التي قدمتها شركة غانيت، فمن الممكن أن يشهد المستثمرون أكثر من مجرد تراجع صحيفة مطبوعة.
لكن بعض المراقبين المطلعين يخالجهم الشك في أن مردوخ سينفصل بسهولة عن داو جونز، التي اشتراها عام 2007، ويقولون إن ظهوره في لندن الأسبوع الماضي أثار فكرة أخرى عن الكيفية التي يمكن أن يحدث بها التقسيم.
فقد قام ناشر صحيفة الصن على نحو غير متوقع بجولة في غرفة الأخبار، ليس مع جيمس، بل مع ابنه الأكبر، لاكلان. وكان الابن البالغ من العمر 40 عاماً، والذي يترأس الآن شبكة الإذاعة الأسترالية، تن نتوورك، يدير في السابق نيويورك بوست ولطالما اعتبر الوريث الوحيد الذي يملك حسا للصحافة المطبوعة. وبما أن فضائح لندن دمرت آمال جيمس في الخلافة، زادت التوقعات بعودة لاكلان لممارسة دوره التنفيذي. وقد أوجد رحيل جون هارتيغان، رئيس قسم الصحف لشركة نيوز الأسترالية المحدودة، منصباً شاغراً مفيداً. إذا كان مردوخ يريد الحفاظ على إرثه الصحافي وآماله بخلافة العائلة، يمكنه أن ينظم عملية بيع لصحف نيوز إنترناشونال في المملكة المتحدة إلى شركة نيوز المحدودة، التي يمكن حينها تفكيكها للمساهمين بوصفها شركة مدرجة في أستراليا تحت قيادة لاكلان، مع الحصة العائلية نفسها. وكما يظهر إطلاق عدد الأحد من صحيفة الصن، من المبكر تقديم تنبؤات في الوقت الذي لا يزال فيه مردوخ المتحدي يتخذ القرارات. لا يمكن أن تكون نيوز كورب شركة من دون أخبار، إلا أن إنشاء صحيفة مقرها أستراليا، تحت إدارة العائلة، يمثل عودة شاعرية إلى حيث تولى زمام الأمور من والده، قبل نحو 60 عاماً.

الأكثر قراءة