Author

الاستراتيجيات العشر لخداع الجماهير

|
كتب نعوم تشومسكي، المفكر والعالم اللساني، مقالاً بالعنوان أعلاه، أثار الكثير من الجدل، إذ أراد منه التشكيك في أسباب أحداث 11 أيلول (سبتمبر)، إذ رأى أن هذا الحدث كان الغرض منه إلهاء الرأي العام الأمريكي عن المشاكل الحقيقية التي تعانيها أمريكا، كالحروب المتنقلة، والأزمات الاقتصادية والاجتماعية، بهدف الالتفاف على أية اعتصامات أو ثورات. هذه الاستراتيجيات، كما جاءت لدى تشومسكي وبتصرف: 1- استراتيجية الإلهاء: كعنصر أساسي للضبط الاجتماعي، تتمثل في تحويل الأنظار عن الأزمات المهمة عبر الأخبار اللامجدية، وهذه الاستراتيجية مانعة من الاهتمام بالمعارف، وتبقي الجمهور بعيداً عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية، منشغلاً على الدوام بمواضيع ليست ذات فائدة حقيقية. 2- خلق المشاكل ثم تقديم الحلول: إذا أرادت النخب السياسية تنفيذ إجراء ما، فإنها تسعى لخلق مشكلة ما ثم تنتظر ردة فعل الجمهور لتقوم بتنفيذ هذا الإجراء، مثلاً خلق أزمة اقتصادية لتمرير تراجع الحقوق الاجتماعية، أو غض الطرف عن بعض أنماط العنف حتى يطالب الرأي العام بقوانين أمنية على حساب الحريات! 3- استراتيجية التقهقر: من أجل تقبل الرأي العام لإجراء غير مقبول، يكفي تطبيقه تدريجياً، مثلاً، كما فعلت الليبرالية الجديدة حيث تم فرض ظروف سوسيو ـــ اقتصادية منذ الثمانينيات لترسيخ أقدامها فيما بعد بافتعالها لبطالة مكثفة، وهشاشة اجتماعية، وأجور هزيلة، إذ إن كثيراً من التغييرات كانت لتحدث ثورة لو تم تطبيقها بقوة. 4- استراتيجية المؤجل: من السهل قبول تضحية آجلة على التضحية العاجلة! حيث يميل الطبع إلى الأمل فيما يخص المستقبل أن يكون أفضل، وهذا ما يتبع لإقرار قرار يحظى بموافقة الرأي العام من أجل التطبيق في المستقبل.. وهذا من شأنه أن يترك الوقت للجمهور للتعود على فكرة التغيير وقبولها باستكانة عندما يحين الوقتّ! 5- مخاطبة الرأي العام كأطفال صغار: أي تبني لهجة صبيانية في إشهار السياسات العامة لتفادي ردة فعل الرأي العام، وذلك بالإيحاء إليه أنه إنما بلغ سن الـ 12 من عمره ليس إلا؟! 6- اللجوء إلى العاطفة بدل التفكير: لمنع التحليل العقلاني والحس النقدي، ولغرس أفكار ورغبات ومخاوف، تحد من تفعيل العقل! ونقول: هذا ما يتمتع به العالم العربي بجدارة! 7- الإبقاء على الجمهور في دائرة "الجهل والخطيئة": من خلال التستر على التقنيات والطرائق المستخدمة من أجل ضبط الرأي العام وعبوديته. إذ "يجب أن تكون جودة التربية المقدمة إلى الطبقات الاجتماعية الدنيا هي الأضعف، حيث تكون وتبقى هوة الجهل التي تعزل الطبقات الاجتماعية الدنيا عن الطبقات العليا غير مفهومة للطبقات الدنيا". 8- تشجيع الجمهور على استساغة البلادة: والبلادة تضفي إلى اليأس والاسترخاء! 9- تعويض الانتفاضة بالشعور بالذنب: جعل الفرد يشعر أنه هو المسؤول الوحيد عن شقائه، بسبب نقص قدراته.. وهكذا، بدل الانتفاض ضد النظام، يشعر الفرد بالذنب، ويحط من تقديره الذاتي، مما يسبب حالة اكتئابية من آثارها تثبيط الفعل والتمرد! 10- معرفة الأفراد أكثر مما يعرفون أنفسهم: وهذا ما نجحت فيه جميع الأنظمة نجاحاً باهراً! إذاً، استوى هنا، مع تشومسكي: الأمريكي والعربي والأوروبي.. شعوب تسيَّر باستراتيجيات "علمية" لصالح الأنظمة وبطاناتها، ولمصلحة الشركات المتعددة الجنسيات وأجنداتها.. شعوب ليست غافلة بل مغفلة.. حاضرة ولكنها مغيَّبة! وتبقى عين الله غير غافلة، وآياته حاضرة، ولوحه المحفوظ موجود تحت العرش لا تختلف فيه الكلمات ولا الحروف.
إنشرها