سلطان بن سلمان: تغيير مفهوم الشباب أكبر تحد يواجه التراث العمراني

سلطان بن سلمان: تغيير مفهوم الشباب أكبر تحد يواجه التراث العمراني
سلطان بن سلمان: تغيير مفهوم الشباب أكبر تحد يواجه التراث العمراني
سلطان بن سلمان: تغيير مفهوم الشباب أكبر تحد يواجه التراث العمراني

أكد الأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة والآثار، أن أهم تحد يواجه التراث العمراني الوطني هو تغيير المفهوم لدى الشباب، لافتا إلى أن "التراث العمراني ليس قضية ترميم أو حنين للماضي، بل هي قضية وفاء للمواقع التي انطلقت منها الوحدة الوطنية وفاء للمواقع التي انطلق منها آباؤكم وأجدادكم، ولا يوجد مواطن، ولا أسرة، ولا قبيلة، ولا بلدة، ولا مدينة، وإلا أسهم في هذه الوحدة المباركة".
وأضاف أن الهيئة بصدد تحويل مواقع التراث العمراني إلى مواقع حية يعيش فيها المواطن وتعيش في الأسرة، وتستمتع بها، وتتطلع إلى الذهاب إليها نهاية الأسبوع، وتجعلها جزءا من حياتها. وأكد أن الدولة تساعد في هذا التحول من خلال القروض، إذ ستكون عاملا أساسيا في الدعم لاستدراك ما تم من الهدم والإهمال في السابق، ومن تأخر في المحافظة على التراث العمراني.
وكشف لـ "الاقتصادية" عن حلول عاجلة للحفاظ على المنطقة التاريخية في جدة بقروض تمويلية لإعادة تأهيلها، كما أن هناك توجها نحو الإلزام بإعادة المباني التاريخية كما كانت في السابق.

#2#

#3#

وقال بعد لقائه مع طلاب جامعة الملك عبد العزيز ضمن الملتقى الأول للتراث العمراني الذي انطلقت فعالياته أمس، "إن العمل سيبدأ قريبا في تطوير المنطقة التاريخية بشكل كامل، وإيجاد أماكن تنزه وترفيه فيها، وسيلحظ الجميع التحول الذي ستشهده".
وانتقد ضعف الاهتمام الذي يوليه المواطن السعودي لآثار بلاده، لافتا إلى مفاجأة تلقاها عند بدء مهام عمله في هيئة السياحة والآثار عندما اطلع على دراسة بينت أن 80 في المائة من السعوديين لم يزوروا مناطق بلادهم. ودعا الجميع إلى الاستمتاع بما تحويه المملكة من آثار ومعالم.
وقال الأمير سلطان إن المملكة أول وحدة في الجزيرة العربية ذات استمرارية، والتنوع الثقافي والسياسي فيها يجعل من وحدتنا معجزة على أرض الصحراء. ونحن كمواطنين أمامنا تحد كبير، فهذه الإنجازات التي أمامنا من وطن محمي، وجامعات نتعلم فيها، لم نستيقظ ونجدها، بل حدثت بعد فترة طويلة من التقاء الناس ووحدتهم وكفاحهم".
وأفصح رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عن إطلاق مشاريع في مجال التراث العمراني من خلال الأنظمة التي ستصدر مع نظام الآثار الجديد المعتزم إصداره قريبا، حيث ستسهم الحكومة والمؤسسات والمواطنين في هذه المشاريع.
وشدد الأمير سلطان بن سلمان أمام طلاب جامعة الملك عبد العزيز، على ضرورة التمسك بالقيم والعادات الإسلامية والعربية، وقال "اتهمنا بالرجعية بسبب تمسكنا بالإسلام ومظهرنا وطباعنا وتقاليدنا، إلا أننا في الواقع دولة ذات قيم وتحاكي الزمن. ولم تتغير مبادئ المملكة رغم كل المغريات التي قدمت للملك عبد العزيز في زمن العوز والجوع".
وأوضح أنه باعتباره يحمل رخصة مرشد سياحي رقم 1، فإنه يذهب بخبراء وعلماء أجانب في رحلات سياحية للطائف وجدة التاريخية وعسير والباحة، جميعهم يعجبون بطباع الإنسان السعودي.
وأكد أهمية ما صدر من الدولة من أوامر قوية تؤكد اهتمام الدولة بالحفاظ على التراث العمراني في عدم المساس بالتراث العمراني إلا بعد الرجوع إلى الهيئة، حتى تتم دراسته وتوثيقه وفق قرارات مؤسسية وعلمية. وأشار إلى أن القيادة واعية وتقدر هذا التاريخ والتراث الذي يعتبر آبار نفط غير ناضبة.
وأبرز دور الفتاة السعودية في مجال دراسة وأبحاث التراث العمراني، وقال "أنا سعيد لما رأيته من إقبال كبير من الطلاب والطالبات في جامعة الملك عبد العزيز وخصوصاً الطالبات اللاتي يعملن في مجال التصاميم الداخلية، ونحن نعتز بمشاركتهن. والفتيات لا يحتجن إلى إثبات أنفسهن أبداً، بل نحن نحتاج إلى أن نعطيهن الفرصة المستحقة ليقدمن ويخدمن بلادهن ويشعرن بالاعتزاز بوطنهن". وبين أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تتطلع اليوم إلى توقيع عدد من الاتفاقيات مع جامعة الملك عبد العزيز.
من جهة أخرى، قال مشاري النعيم المشرف العام على مركز التراث العمراني بتأسيس مركز التراث العمراني الوطني "قبل ثلاثة أشهر". والمركز يحمل على عاتقه مهمة كبيرة قصيرة المدى وهي خطة إنقاذية مباشرة للتراث العمراني في المملكة. وهناك هدف آخر وهو إعادة تأهيل وتطوير واستثمار التراث العمراني. وبين أن البداية تكون بالعمل على إنقاذ التراث العمراني، وإيقاف التدهور والخسارة لهذا التراث".
وأردف أن التراث العمراني واقع يجب أن نتعامل معه، وهو مصدر حياه إيجابية مستقبلية للتعلم من القيم الاجتماعية التي يقدمها هذا التراث كمصدر فكري وتقني واقتصادي. وبين أن الجلسات وضعت لتوضيح قيمة التراث، وأنه ليس عبئا، ونريد الروح التي تتعامل بتحد مع التراث إضافة للواقع وللمستقبل.
وأكد مشاري أن كل هذه القضايا مهمة جدا، وأن المملكة تملك رصيدا ضخما من التاريخ، ويكفي التفريط بالتراث العمراني في الـ 30 عاما الماضية. وأوضح أن التراث العمراني له تأثير عاطفي جدا حتى في الذين لم يعيشوا في مواقع تراثية أو تاريخية.
جاء ذلك في لقاء الأمير سلطان بن سلمان مع طلاب جامعة الملك عبد العزيز في جدة ضمن الملتقى الأول للتراث العمراني الذي انطلقت فعالياته أمس برعاية أمير منطقة مكة المكرمة. وكرّم الأمير سلطان بن سلمان خلال اللقاء الفائزين بجائزة مشروع التراث العمراني.
من جهة أخرى، سلمت أمس جوائز التراث العمراني، وجاءت على النحول التالي:
الفائز الأول في فرع الجائزة لمشروع التصميم الداخلي للأبنية التراثية النجدية بين الأصالة والمعاضرة (دراسة تطبيقية في منطقة حلة الدحو - الرياض) برنامج التصميم الداخلي في كلية الاقتصاد المنزلي في جامعة الملك عبد العزيز، الطالبات بسمة الحربي، وجدان حسنين، وحنان كلكتاوي، وإيمان باعبدالله، وأبرار السقاف، ومنى الجدعاني، والمشرفات الدكتور علا هاشم ونورة غبرة وعائشة زين العابدين.
والفائز الثاني في مشروع جامعة أهلية في مدينة الرياض في كلية الهندسة والإدارة الإسلامية في جامعة أم القرى، الطالب عمر عبدالغني حميدان والمشرفون الدكتور عبدالحميد أحمد، والدكتور عبد الغني حسن منور، والدكتور ثامر الحربي.
والفائز الثالث مشروع جامعة أهلية في مكة المكرمة كلية الهندسة والإدارة الإسلامية في جامعة أم القرى، الطالب فهيد عيسى الدوسري، والمشرفون الدكتور عبدالحميد أحمد والدكتور عبدالغني منور والدكتور ثامر الحربي.
فرع الجائزة لمشروع الحفاظ على التراث العمراني:
الفائز الأول: مشروع تطوير المسارات التاريخية بمنطقة قلب جدة، كلية تصاميم البيئة بجامعة الملك عبدالعزيز. الطلاب: فارس سبأ، رعد النفيعي، فيصل الدوسري، أحمد الفقيه، حزام الأحمري، محمد الضويحي، فوزا الفايدي، حسين الغامدي، محمد الضبيان، عبدالرحمن طارق، ضياء فقاص، المشرف: الدكتور وحيد سالم.
الفائز الثاني مشروع التصميم الداخلي للأبنية التراثية التقليدية برنامج التصميم الداخلي بكلية الاقتصاد المنزلي بجامعة الملك عبدالعزيز. الطالبات: عائشة اسكندراني، آلاء محمد او ريش، رغدة كاتب، سارة الزهراني، غصون سرحان، ديانة ابو عون، أفنان بترجي، المشرفات الدكتورة علا هاشم والأستاذة نورة غبرة، والأستاذة عائشة زين العابدين.
وفي فرع الجائزة لتعليم التراث العمراني فاز أولا كلية العمارة الإسلامية بكلية الهندسة والعمارة الإسلامية بجامعة أم القرى، وثانيا كلية تصميم البيئة بجامعة الملك عبدالعزيز، وثالثا مناصفة بين كلية العمارة والتخطيط في جامعة الملك سعود وكلية تصاميم البيئة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.

الأكثر قراءة