ورفع نسخةً من القرآن وقال: سيختفي هذا الكتاب!
* أهلا بكم في مقتطفات الجمعة رقم 413.
***
* حافز الجمعة: من قصيدة للشاعر سعدي:
سألوا حفنة من طين: "ما أنت؟"
أجابت حفنة الطين: "مجرد حفنة من طين".
- ولكن عجبا كيف تضوع منك رائحةٌ زكية؟
أجابت حفنة الطين: "هنا السرّ، كنتُ طيناً لزهرة!".
***
* شكت أمٌ من ابنها العاق الذي كان يمارس كل ما تكرهه الأم أمامها، والسبب أنه كان تربة لمعشر سوء واقتباسات من أفلام ومسلسلات تلفزيونية يدمن مشاهدتها بلا رقيب، وعندما تفتق ذهن أحد أقاربه أن يلحقه مع شباب من المتطوعين، تغير الفتى وكأن أعيدت تركيبة طباعه فصار لينا سهلا لطيفاً لأمّه، والسبب أنه صار تربة لزهور، أما الزهور فكانوا باقة الفتيان المتطوعين. قصة من عين الواقع!
***
* زلزال تركيا: في دول العالم الثالث المعرضة للزلازل أمران للأسف سيستمران: الزلازل ستستمر في الحدوث، وستستمر في حصد أرواح كثيرة. تواجه تركيا مصيريْن من الجغرافيا والتاريخ، إنها تقع في تقاطع اللوح القاري التكتوني الإفريقي الأوراسي العربي، وبين طريقة البناء التي لم تتغير من قرون على لوح أرضي قد يتزحزح ومن دون إنذار في أي لحظة. إن التعلمَ من التاريخ هو الدرس الذي تتبرع دول العالم الثالث بعدم النجاح فيه. منذ عقد من الزمن فقط أقرت الحكومة التركية كوداً بنائياً شديداً لمواصفات البناء لمواجهة الكوارث الزلزالية بعد الزلزال القاصم الذي جبى ثمانية عشر ألف نفس، وحينها صرخت كل أمّة الترك بأن أكبر سبب لضياع الآلاف من الأرواح إنما من هشاشة المواصفات في بناء المنازل.. ولم يتم تطبيق ولا مواصفة واحدة، ويبدو أن الزلزال سيستمر في حصد الأرواح ليس فقط بمنجله، بل أيضا بمنجل الإهمال. لم يكن الزلزال سهلا إنه بمقياس غضب زلزالي مرتفع قدره أكثر من سبع درجات قصمت ظهر ضاحية غافية اسمها إرزيس، وتهاوت الأبنية كأقمشة مهترئةٍ على من فيها. وقف المواطن البسيط "نزهت" بعد أن أُنقِذتْ ابنتُه وبقيت زوجته مطمورة تحت ركام الصخور: "الموت يأتي من الله، ثم من إهمال الحكومة في مواصفات البناء؟" وضم ابنته وبكى الزوجة التي لا يعرف مصيرها.
***
* كلما قطعت هذا الطريق الطويل بين الرياض والمنطقة الشرقية أسبوعيا، تسمرت عيناي آسفا على منظر أقول إنه: كريه. آلاف الأكياس البلاستيكية عالقة بالرمال وملتصقة بالشبك الواقي لمرور الحيوانات بطول الطريق بمسافة أربعمائة كيلومتر، تلوثٌ سيبقى لقرون.. من أكبر آفات التلوث تلك الأكياس البلاستيكية الرخيصة التي تفرض ضريبة باهظة على توازن بيئتنا. في "موريشيوس" تلك الجزيرة الحالمة الجمال، لم أر قطعة كيس بلاستيك واحدة، والسبب عرفته عندما دخلنا بقالة واشترينا حاجاتنا ولم تقم الفتاة العاملة بتعبئة ما اشتريناه في أكياس، ولما تساءلنا قالت الأكياس البلاستيكية تُشترى، ولم يكن ثمنها رخيصا. ثم عرفتُ لمَ كان الناسُ يحملون أكياساً من قماش وهم يدخلون للبقالة. وفي سنغافورة لم تعد تُستعمل إلا أكياسٌ هجينة صديقة للبيئة معادة الصنع. صورة: لمختصي البيئة عندنا.
***
* من كوابيس البيئيين العالمين أنه هناك جزيرة تطفو سابحة في المحيط الهادي تزن أكثر من خمسة وعشرين مليون طن.. هي بقايا ركام تسونامي اليابان!
***
* هل تعرفون لم سُمي حيوانُ "الكنجرو" بهذا الاسم؟ أول وصول أحد المستكشفين الإنجليز لقارة أستراليا تعجبوا من حيوان غريب بقوائم صغيرة وذيل ضخم عضلي فسأل أحد السكان الأصليين: ما اسم هذا الحيوان؟ فأجاب: "كنجرو". فسجل المستكشف: اسمه كنجرو. المهم أن "كانجرو" بلغة سكان أستراليا الأصليين تعني: "يا أخي، لم أفهم سؤالك!"
***
* بمناسبة الحديث عن الكنجرو: الكنجرو الكائن الثديي الوحيد على الأرض الذي لا يتوقف أبدا عن النمو!
***
* وقف "لينين" الزعيمُ الشيوعي الملحد في جمهورية كازاخستان السوفيتية الإسلامية وخطب قبل أكثر من سبعين عاما قائلا: "بعد أقل من عشر سنوات سيختفي كل ما يجعلكم تتخلفون وأهمه هذا الكتاب" ورفع نسخة من القرآن الكريم. الآن.. أكثر الكتب انتشارا في كل روسيا ومناطقها الإسلامية: القرآن الكريم!
في أمان الله..