الدين والأمن ووحدة الوطن قاسم مشترك في قاموس نايف

الدين والأمن ووحدة الوطن قاسم مشترك في قاموس نايف

أكد الدكتور عبد الله بن صالح العبيد وزير التربية والتعليم السابق، أن مشيئة الله أرادت أن يختار الأمير نايف بن عبد العزيز لمهمة ولاية عهد المملكة في هذا الوقت، وأن يبدأ عمله مع إطلالة أفضل أيام الله وهي عشر ذي الحجة.
و قال: علاقتي بالأمير نايف بن عبد العزيز تمتد إلى ثلاثة عقود، بدأت منذ صدر الأمر السامي الكريم بتعييني وكيلا مساعدا للرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين، وتوثقت أكثر بعد تعييني رئيسا للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، ومن خلال العمل في المجالس واللجان المشتركة أثناء ذلك وفيما بعده. وبقدر تعدد المجالس واللجان وتنوع مجالاتها، يكون التعرف على الشخصيات واكتشاف مواهبها وقدراتها على تناول الأفكار وعرضها واستخلاص النتائج منها والمقدرة على المشاركة الفاعلة فيها وحسن إداراتها.
وزاد العبيد: تعاملت مع الأمير نايف من خلال المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية واللجنة العليا لمكافحة المخدرات والهيئة العليا للسياحة، والهيئة العليا لجائزة نايف بن عبد العزيز للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة وغيرها، كما عملت مع الأمير نايف أثناء التنسيق مع الجهات الحكومية والأهلية الأخرى إبان عملي في عضوية مجلس الشورى من أجل إعلان إنشاء الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان التي تشرفت ولا أزال أتشرف بالعمل فيها مع نخبة من الإخوة والأخوات.
وقال العبيد خلال حديثه لـ"الاقتصادية"، أن الأمير نايف قد عاصر تطور وتطوير العملية الإدارية في المملكة بصورة مباشرة منذ قرابة 40 عاما، أي منذ تولى حقيبة وزارة الداخلية، وهي الوزارة التي تولدت عنها بعض الوزارات والهيئات المستقلة مثل وزارة الشؤون البلدية والقروية، وهيئة الادعاء العام والتحقيق العام، ومرت هيكلتها الإدارية بالعديد من التطورات، كما كان الأمير نايف عضوا في اللجان الخاصة بالتطوير الإداري والقرارات الاستراتيجية ذات العلاقة بالشأن العام. وكان ينوب عن الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - في رئاسة تلك اللجان. ولاشك أن لذلك تأثيره المباشر في خبرته وتجربته وإسهاماته.
ويرى العبيد، أن شخصية ونظرة الامير نايف للأمور بصفة عامة تتجلى في النظرة التكاملية للقضايا الأمنية والتنموية للمملكة، ولا شك أن لذلك أثره وتأثيره في تناوله لمختلف جوانب العملية الإدارية من تخطيط وتنظيم وتوجيه ومراقبة.
وأشار إلى أن الدين والأمن ووحدة الوطن قاسم مشترك في قاموس الأمير نايف، مبينا في هذا الصدد أن من فهم الدين بصورة مجتزأة أو التنمية بلا ضوابط أو الوطن بلا حدود، فهو يحتاج إلى مراجعة معلوماته وأفكاره، إذ إن الحس الأمني والمعالجة المتكاملة للمسائل والقضايا الأمنية من مختلف جوانبها ومشاركة الجهات المعنية بتناولها من وجهة نظرها من أجل تكامل الرؤية من جميع جوانبها، هي نظرة الأمير نايف للمسألة الأمنية، وهي لا شك نظرة شاملة لرجل دولة وليس لقائد أو مدير قطاع محدد المسؤوليات والواجبات.
وبين أن التناول الجاد من قبل الأمير نايف لما يعرض من رؤى ومقترحات أثناء الاجتماعات أثره في اقتناص الأفكار والرؤى، فما كان له علاقة مباشرة بموضوعات وجدول أعمال الجلسات يتم تناوله بصورة أشمل وما كانت علاقته بمهام جهات أو لجان أخرى تم أخذه في الحسبان للنظر فيه من تلك الجهة، أو مناقشته معه خارج الجلسة.
وأوضح أن مما يعكس رؤية الأمير نايف الشاملة حول البناء الأمني للمجتمع والإنسان قوله "إن الفكر لا يعالج إلا بالفكر"، وقيامه عمليا بإنشاء مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة للضالين والمضلل بهم وتوجيهه المستمر لجائزة الأمير نايف بمعالجة الانحرافات الفكرية العقدية لدى بعض المسلمين، كما يدل على اهتمامه بمعالجة المشكلات الفكرية والأمنية ونشر القيم السلوكية والأخلاقية على أسس علمية ودراسات اجتماعية. وعلى مستوى الفرد والمجتمع، إنشاؤه عددا من الكراسي والبرامج الأكاديمية في عدد من الجامعات السعودية منها: كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري في جامعة الملك سعود، كرسي الأمير نايف لتنمية الشباب في جامعة الأمير محمد بن فهد، كرسي الأمير نايف لدراسات الوحدة الوطنية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية في جامعة الملك عبدالعزيز، مركز الأمير نايف للبحوث الاجتماعية والإنسانية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
وبين أنه قد سبقت هذه المبادرات جميعا مبادرته بإنشاء قسم الأمير نايف في جامعة موسكو الذي تدرس فيه العلوم الشرعية والعربية على المستوى الجامعي والعالي ليعنى بالدراسات الإسلامية على المنهج الصحيح، ويجنب المسلمين مشكلات الخلاف والاختلاف في الدين، كما يحتسب من ذلك تواصله المستمر مع أصحاب الفضيلة المشايخ وطلبة العلم ومساندته لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أعمالها الإيجابية في الجوانب الاجتماعية والأخلاقية، ومعالجة تجاوزات بعض المنتمين إليها بما يعزز مهام الجهاز ويصحح أخطاء الأفراد. وأشار إلى أن اهتمام الأمير نايف بالسنة النبوية من حيث المبدأ هو تعبير حي ومثالي عن اهتمامه بالتطبيق العملي للإسلام، وليس التعامل مع الدين من خلال النظريات والتنظيرات التي انطلقت منها بعض التوجهات الدينية بين راديكالية تكفيرية وسياسية ميكافيلية.
وأشار العبيد إلى بعض مبادرات الأمير نايف، وهي إنه ليس من سياسة المملكة المواجهة مع أحد لأنها ترى أن الكثير من الأزمات التي تنتج عن عامل أو ظرف زمني مؤقت، فإن الوقت كفيل بعلاجها، لكن ما قد يبديه الأمير نايف أحيانا من عتب على بعض الأفعال أو المواقف من بعض الجهات أو الأشخاص فيما يتعلق بالمسائل التي تهم أمن الوطن والمواطن في السعودية هو جزء من مسؤوليته المباشرة عن الدفاع عن أمنها واستقرارها لأن الأمن فيها لا يقتصر على أمن المملكة فحسب، بل أمن الجميع من عرب ومسلمين، بل والناس أجمعين، إذ إن المملكة ليست واحة معزولة عن هذا العالم، بل هي في عين العاصفة في كل أزمة دينية واقتصادية، وأحيانا يتم اختلاق وجودها بإيجاد سبب أو دون سبب لأنها قلب العالم الإسلامي وحامية مقدساته بعد حماية الله لها. وفي أرضها يقع أكبر مخزون نفطي في العالم وهي مستهدفة في دينها واقتصادها وسياساتها.

الأكثر قراءة