كيف أصبح مديرا تنفيذيا ناجحا (3)

ناقشت في المقال السابق أهمية اتخاذ قرار الانتقال للوظيفة الجديدة بناءً على تحديد أهداف قصيرة وطويلة المدى. وسأواصل في هذه الحلقة أيضا مناقشة اتخاذ القرار في العرض الوظيفي وفي الانتقال من الوظيفة إلى وظيفية جديدة. ينبغي أن نركز على القيمة التي ستضيفها لنا هذه الوظيفة في تحقيق أهدافنا العملية. القيمة المضافة في العمل الجديد تعني ببساطة ''ما الذي ستقودني إليه هذه الوظيفة وماذا سأستفيد منها عمليا وليس فقط ماليا''. الوظيفة الجديدة لا بد أن تفتح آفاقا جديدة وفرصا مزدهرة، إما في المجال الوظيفي أو في المجال التجاري لمن أراد أن يبدأ عالمَهُ التجاري يوما ما. التفكير في العرض الوظيفي يجب أن يكون بطريقة التفكير بطريقة الصورة الكبيرة The Big Picture بدلا من حصر التفكير في الوظيفة ومخصصها المالي أو مسماها الجذاب أو مبنى الشركة الفخم. ولكي يستطيع الموظف الشاب التفكير في ''الصورة الكبيرة'' عند حصوله على عرض وظيفي جديد عليه التفكير في المدى الكبير الذي ستفتحه له هذه الوظيفة. لا أؤيد ما قال به خبير الإدارة جيري فوكس من أن الموظف يجب أن يختار الوظيفة ذات العائد المالي العالي، بل الحقيقة أنه يجب الحذر من الإغراءات المالية المصاحبة لبعض الوظائف. ليس بالضرورة أن زيادة المرتب ستجلب معها الرضا الوظيفي أو السعادة في الحياة. في أحايين كثيرة يتخلى بعض المديرين التنفيذيين عن وظائف بمرتبات عالية وحوافز يسيل لها اللعاب فقط ليتخلصوا من القلق والضغط النفسي المصاحب لتلك الوظيفة. للأسف ينخدع البعض بالعروض الوظيفية المغرية ولكن عندما يبدأون عملهم الجديد يجدون أنفسهم في مأزق وظيفي. هناك من الشركات الخاصة وحتى بعض الهيئات الحكومية مليئة وللأسف الشديد بالموظفين والمديرين الشباب ذوي التأهيل العالي والقدرات المتميزة ولكنهم ''مُعَطَّلون'' بسبب أسلوب الإدارة التقليدي أو بسبب تعدد المستويات الإدارية في الهيكل التنظيمي؛ مما يجعل الموظف المؤهل والمتحمس بعيدا عن اتخاذ القرار وصنعه. لذا يجب السؤال عن الشركة وعن الأسلوب الإداري المعمول به في الشركة وعن هيكلها التنظيمي قبل التوقيع على العرض الوظيفي!!. قبل أن يتم اختيار الوظيفة الجديدة لا بد من السؤال عن بيئة العمل وهذا يتأتى بالسؤال عن نسبة الدوران (الاستقالات) من الشركة. هناك بعض الشركات وخصوصا (بعض) الشركات العائلية وللأسف الشديد ترتفع فيها نسبة الاستقالات والانسحابات؛ وذلك لغياب بيئة العمل الصحية في بعض تلك الشركات وتمركز اتخاذ القرار في صاحب الشركة أو أقربائه. في الغالب الشركات المساهمة المطبقة لتنظيم ''حوكمة الشركات'' يكون فيها التنظيم الإداري أفضل من الشركات الأخرى.
من أهم الأشخاص الذين يجب سؤالهم عن الوظيفة الجديدة وعن بيئة العمل المتعلقة بها الموظفون السابقون الذين شغلوا الوظيفة ذاتها. مقابلة الموظف السابق والتحدث إليه عن الوظيفة وعن صلاحياتها والتحديات المتعلقة بها من أهم الخطوات التي ينبغي عملها قبل اتخاذ القرار النهائي في العرض الوظيفي. ودمتم،،

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي