الأمن من منظور الوطنية
الأمن.. هي كلمة تعني الكثير والكثير من المفردات التي لا نشعر بها على أرض الواقع إلا حينما يوجد ما يهدد ذلك الأمن وليس من الضروري أن ما يهدد الأمن هو الحرب أو الضرب أو الاعتداءات الجسدية بل أشياء أبسط من ذلك بكثير من الممكن أن تهدد الأمن وما أعنيه هنا هو الأمن النفسي الذي يكون حصيلة لواقع إما إيجابيا أو سلبيا فلنذكر في العام الماضي والذي قبله عندما اجتاحت الرياض وبعض مدن المملكة العاصفة الترابية الشديدة وفي ذلك الوقت كان أبناؤنا في مدارسهم وبعد معرفة الأسر ورؤيتهم تلك العاصفة تسابقوا سباقا على مدارس أبنائهم كنوع من أنواع التعبير عن فكرة بشرية وهي (الرغبة في حماية أولئك الأبناء) فعدد غير بسيط يعاني الربو وعدد آخر ربما يصاب بالتهاب في الرئة أو غير ذلك أفكار كثيرة تدفع الأسر إلى تلافي تلك العاصفة بغلق الأبواب عليهم في بيوتهم ويكون بينهم أبناؤهم ، هذا الموقف وغيره مواقف متعددة فمثلا.. أثناء المطر والبرد القارس والحر الشديد وفي مشكلات الفقر والبطالة والمرض كل تلك الموضوعات هي موضوعات ترعب فكرة الأمن النفسي الناتج عن بيئة مهددة بتلك الموضوعات المذكورة.
ولعل تلك الموضوعات تظل لا تصل لقمة الهرم فيما يتعلق بأمن الإنسان لأن هناك ما هو أكبر منها تأثيرا في حياته ومستقبله وحياة أبنائه وهو أمن المكان الذي يعيش فيه الإنسان فأنت تهرب من عوامل خارجية لتحتمي في داخل منزلك أما منزلك فينبغي أن يكون آمنا حتى تستطيع أن تعيش فيه بسعادة أنت وأبناؤك وهذا المنزل هو منزلنا الغالي جميعا وهو (الوطن) والتعبير عن حب الوطن لا بد ألا يقتصر فقط على ارتداء الزي الأخضر في مناسبة اليوم الوطني وغيرها من المناسبات الأخرى لكن حب الوطن والولاء إليه هو (الأكسجين) الذي لا بد أن نعلمه أبناءنا من الصغر وأن حب الوطن هو وجه العملة الآخر لمفهوم الأمن وأعني هنا أمن الوطن بكل ما تحويه تلك الكلمة من معنى فأمن الوطن هو الحياة والكرامة والعزة لكل مواطن يعيش على أرضه العامرة فالشعور بأي تهديد من متغير آخر هو لا يقارن بأهمية الحفاظ على هذا الوطن ابتداء من القناعة بعطائه من صميم قلوبنا وعقولنا التي لا بد أن تحصي كل خيرات الوطن وما نحن فيه من نعمة ـ ولله الحمد ـ حيث يحسدنا عليها الكثيرون، إن الوطن لا يعني المكان أو الأرض بمعناها المجرد بل إن الوطن هو الأرض التي تنبض فيها قلوبنا وقلوب أطفالنا وأمهاتنا وآبائنا لتسجل كياننا الذي انطلق من وحدتنا وتوافقنا في ظل والدنا الغالي خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - فإلى الازدهار والنهضة دائما يا وطني ورغما عن الحاسدين.