النظام السوري يواجه أول انتقاد روسي.. والجيش يضيع بوصلته ويغزو "الرستن"

النظام السوري يواجه أول انتقاد روسي.. والجيش يضيع بوصلته ويغزو "الرستن"

انتقد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم النظام السوري بسبب ما أسماه اخفاقه في تطبيق إصلاحات سياسية ومنع وسائل الإعلام الدولية من تغطية الأحداث في البلاد. وتعتبر تصريحات لافروف لقناة "روسيا 24" من بين أقوى الانتقادات التي وجهها المسئولون الروس إلى حكومة الرئيس السوري بشار الأسد حيث أنه حليف لموسكو منذ فترة طويلة.
وقال " يوجد قدر كبير من الغموض في سورية لأن الحكومة السورية رغم الاقتراحات المتكررة تفتح البلاد ببطء شديد أمام وسائل الإعلام الدولية".

وذكر أن محاولات دمشق لإحكام السيطرة على الأنباء التي تخرج من البلاد جعلت بعض أعضاء المجتمع الدولي يعتقدون بوجود أزمة خطيرة في سورية تتطلب تدخلا خارجيا.
وقالت الخارجية الروسية في بيان اليوم اوردته وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء إن لافروف أكد موقف بلاده الرافض لتدخل القوى الخارجية في شئون سورية الداخلية.

ودعا إلى ضرورة وقف "أعمال العنف" في سورية بشكل كامل وتنفيذ الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تم إعلانها وأيضا إلى تنظيم الحوار الوطني الواسع بمشاركة المعارضة.
كان لافروف التقى مساء أمس الاثنين نظيره السوري وليد المعلم على هامش الدورة الـ66 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

ونقلت الوكالة عن المعلم قوله في ختام اللقاء إن القيادة السورية حريصة على المحافظة على العلاقات مع القيادة الروسية كما تتطلع إلى توطيد هذه العلاقات، وتنشط إجراء الإصلاحات في البلاد.
استخدمت روسيا مرارا حق النقض (الفيتو) لإجهاض محاولات للاتفاق على فرض عقوبات أكثر قوة في مجلس الأمن ضد سورية وتعطيل القرارات التي تسمح بنشر قوات مقاتلة او قوات حفظ سلام في البلاد.

كانت موسكو خلال الأشهر الماضية أحد أشد الداعمين للرئيس الأسد حيث يتبع الكرملين الخط الداعي إلى ضرورة بقاء الحكومة السورية في موقعها وإعطائها الوقت للقيام بإصلاحات.
ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان ، قتل حوالي 2270 مدنيا و615 من عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي منذ بداية الاضطرابات في سورية منتصف مارس الماضي.

من جانب آخر ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عشرين شخصا على الأقل أصيبوا اليوم برصاص الجيش السوري الذي يقصف منذ الفجر بالرشاشات الثقيلة مدينة الرستن في محافظة حمص. ونقلت رويترز عن السكان قولهم إن قوات سورية تدعمها الدبابات وطائرات الهليكوبتر اقتحمت بلدة الرستن الاستراتيجية قرب مدينة حمص اليوم الثلاثاء بعد قتال مع منشقين من الجيش في عملية كبرى لاخماد الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في وسط البلاد.

واضافوا ان عشرات من الدبابات والعربات المدرعة دخلت البلدة التي يبلغ عدد سكانها 40 ألفا والواقعة على الطريق السريع الى تركيا بعد ان قصفتها خلال الليل بالرشاشات الثقيلة الموضوعة على الدبابات وبطائرات الهليكوبتر في اعقاب حصار استمر يومين. وبرزت المنطقة الى جانب محافظة ادلب على الحدود التركية الى الشمال الغربي كمحور مقاومة مسلحة لحكم الرئيس السوري بشار الاسد بعد ستة أشهر من احتجاجات الشوارع.

وقال المرصد "تتعرض مدينة الرستن (180 كلم شمال دمشق) لقصف من رشاشات ثقيلة مثبتة على الدبابات منذ الساعات الاولى من فجر اليوم الثلاثاء، وسمعت اصوات انفجارات قوية هزت المدينة، ووردت انباء مؤكدة عن اصابة 20 شخصا بجروح سبعة منهم في حالة حرجة".

كما اشار الى "اطلاق رصاص كثيف الان في قرية تير معلة التي تنتشر فيها مراكز عسكرية وشوهد قبل قليل رتل من الدبابات على جسر مصياف متجهة الى الرستن".
وكانت لجان التنسيق المحلية التي تمثل حركة الاحتجاج السورية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد في الداخل اعلنت في وقت سابق الثلاثاء عن "انتشار عسكري كثيف" في الرستن مع "تطويق للمدينة من جهة الغرب".

وافاد المرصد السوري عن سماع "اطلاق رصاص كثيف في قرية تير معلة التي تنتشر فيها مراكز عسكرية"، وهي في محافظة حمص كذلك.
واوضح المرصد من جهة اخرى، انه سمع "اطلاق رصاص كثيف في بلدة تلبيسة (محافظة حمص) استمر لمدة ساعة ونصف الساعة صباح اليوم، وشوهد انتشار خمسة وعشرون حاجزا في المنطقة".

واكد ان قوى الامن نفذت "ليل امس (الاثنين) وفجر اليوم حملة مداهمات واعتقالات في بلدة طفس (بمحافظة درعا) واسفرت الحملة عن استشهاد مواطن واصابة خمسة" اذافة الى اعتقال 17 شخصا.
واضاف "كما اقتحمت قوات الامن صباح اليوم بلدة تسيل (محافظة درعا) و بدأت حملة مداهمات و اعتقالات ترافقت مع اطلاق رصاص كثيف واعتقل 9 اشخاص".
وقالت لجان التنسيق المحلية ان "سيارات من الامن والشبيحة" اقتحمت منطقة تل رفعت قرب حلب (شمال) ثاني المدن السورية.

وافاد شهود وسكان ان عشرات التلاميذ تظاهروا الثلاثاء في مدينتي اللاذقية وجبلة الساحليتين وكذلك في دير الزور (شرق) داعين الى سقوط النظام.
واصدر تحالف "غد" لناشطين ميدانيين المؤلف في 18 سبتمبر بيانا يتهم السلطات ب"عمليات قتل لخبرات وكفاءات علمية (في حمص) تعيد الى الاذهان عمليات الاغتيال التي طالت شخصيات مماثلة في فترة الثمانينيات".
واضاف البيان ان تحالف "غد" "يدين باقسى العبارات "هذه الجرائم البشعة ومرتكبيها ويحمل النظام مسؤولية اراقة دماء السوريين".

واكد ان "النظام الذي فشل مرارا في اشعال نار الفتنة الطائفية في حمص يعيد التجربة الآن بأسلوب أكثر همجية واستخفافا عبر استهداف الخبرات والكفاءات العلمية التي يفتخر بها وبجهودها".
وكان المرصد السوري اعلن الاثنين ان مجهولين اغتالوا نائب عميد كلية الهندسة المعمارية في جامعة البعث بحمص محمد علي عقيل وعميد كلية البتروكيمياء في الجامعة نائل دخيل.
ومنذ انطلاق حركة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد في منتصف مارس تتهم السلطات "عصابات مسلحة" بقتل عسكريين ومدنيين لزرع الفوضى في سوريا احيانا بدعم من اسرائيل ودول اجنبية اخرى.

##مقتل مدنيين اثنين في إدلب

ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان مدنيين قتلا في جبل الزاوية بريف ادلب قرب الحدود التركية، فارتفع الى ثلاثة عدد الاشخاص الذين قتلوا الثلاثاء برصاص قوات الامن السورية.
واضافت المنظمة ان "مدنيين قتلا في كفرومة بجبل الزاوية خلال عمليات دهم قامت بها قوات الامن".
وذكر ناشطون ان قوات الامن تبحث عن ناشطين وجنود متمردين.

من جهة اخرى "قتل مدني عند الفجر واصيب خمسة آخرون برصاص قوات الامن" التي تقوم بعمليات دهم منذ مساء الاثنين في قرية طفس بريف درعا (جنوب) حيث اندلعت حركة الاحتجاج على نظام الرئيس بشار الاسد.
وفي المنطقة نفسها "اعتقل تسعة اشخاص في قرية تسيل خلال عمليات دهم"، كما قال المصدر نفسه.

الأكثر قراءة