FINANCIAL TIMES

ثورات الربيع العربي السلمية تكشف إفلاس الجهاد المسلح للقاعدة

ثورات الربيع العربي السلمية تكشف إفلاس الجهاد المسلح للقاعدة

أطلقت هجمات القاعدة العنيفة على نيويورك وواشنطن، قبل عشر سنوات، دورة من الحرب بدا أنها، حتى وقت ما، تؤسس لإنشاء جهادية دولية كعدو على قدم المساواة مع الاتحاد السوفياتي أيام الحرب الباردة - غزوة أجيال جديدة كان على الغرب أن يهيمن عليها. وكان ذلك على الدوام بعيد المدى، وجزءا من نمط أخطاء تصنيف فئوي أخطأت من خلاله القوى الغربية، بصورة متكررة طبيعة وقوة الظاهرة الجهادية. غير أن الجهاديين كذلك بالغوا في تقدير مدى قدراتهم. في إطار الحديث عن أمر مضى، كانت هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) أعلى نقطة قياس لنجاح الجهاديين. ومن المؤكد أن الغزو الأنجلو - أمريكي غير المبرر للعراق فتح مجالا جديدا غنيا وداميا استطاع المتطرفون الإسلاميون أن يدخلوا أنفسهم فيه في قلب البلد. وأخطأوا في تنسيق موقفهم، ولكن هزائمهم كانت في الغالب من صنع أيديهم. وفي مواجهتها للقاعدة بعد نصرها الرؤيوي في هدم البرجين، كانت الولايات المتحدة محظوظة في النوعية غير السوية لأعدائها. قبل وبعد الحادي عشر من أيلول (سبتمبر)، وجدت الولايات المتحدة، وحلفاؤها أن من الصعب عليهم الإحاطة بالإرهاب المتفلت من مراقبة الدولة. ورغم الأدلة المتراكمة على أن العصابات المتجولة من المحاربين المقدسين الذين عمل الجهاد الذي دعمته الولايات المتحدة ضد احتلال أفغانستان على تصليب عودهم الحربي، كانوا يتحركون بنشاط خلال التسعينيات لإشعال حرب في الجزائر، ومصر، والشيشان، والبوسنة، فقد ظل كثير من محترفي الاستخبارات عالقين بنموذج مجموعة أبو نضال التي كانت تمثل بنادق للاستئجار من قبل ليبيا أو سورية. قلبت ''الحرب على الإرهاب global war on terror'' التي أساءت تصورها إدارة جورج دبليو بوش هذا الأمر رأسا على عقب، كما يكتب جاسون بروك في كتابه الموثق بكثافة، والمحتوي على التقارير اليقظة، بعنوان ''حروب الحادي عشر من أيلول (سبتمبر)''. وبمجرد ''أن تراجع التأكيد على الدول، كرعاة للإرهاب، برز تأكيد جديد على اتساق، ووحدة الجماعات البعيدة عن الدول التي شكّلت العدو''. وكان هذا الأمر مبالغة في وصف انسجام العدو، تماما كما فعلت مقارناته بالحرب الباردة على تضخيمه كتهديد. لم يساعد في الأمر كذلك الحشد الذي بدأ بعد الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) يصرخ بصوت مرتفع ''إنهم يكرهوننا بسبب حرياتنا''. يشير بروك، الصحافي البريطاني الذي يعتبر مرجعا في شؤون القاعدة إلى أنه بينما وجد ''نحو ألف كتاب باللغة الإنجليزية تتضمن كلمة ''الإرهاب'' في عناوينها عام 1995''، ''فقد تضاعف العدد إحدى عشرة مرة تقريبا، حيث ركز معظم الكتب الجديدة على الميليشيات الإسلامية'' وذلك بعد عقد من الزمن. وبينما ''اجتذبت الصناعة التي تفجرت بعد الحادي عشر من أيلول (سبتمبر)، أكثر من نصيبها العادل من المحتالين، وأصحاب الخيال الجامح، والأيديولوجيين''، فإن بروك يكتب أن أبحاثا أساسية وتعلما، أخذا في الوصول إلى صناعة السياسة وإلى الجمهور. رغم ذلك، وحتى ذلك الحين، فإن ما غفل عنه الناس هو أن النجاح المدوي الذي حققه أسامة بن لادن في الحادي عشر من أيلول (سبتمبر)، والذي غرس ذاته في وعي أمريكا، والعالم، ولد من رحم الفشل الجهادي المتسلسل. وإن مخضرمي أفغانستان الذين عادوا إلى أوطانهم لإطلاق بذور الإرهاب، في الجزائر، ومصر، والسعودية، فشلوا جميعا. وكانت وجهة نظرهم التي يحركها النصر بأنه إذا استطاع الحماس الديني، والصواريخ الغربية إذلال القوة العظمى السوفياتية في أفغانستان، فإن من المؤكد أن بإمكان هذين العاملين إسقاط الطغاة المحليين الكفرة. وقد قللت هذه الفكرة من شأن هذه القوى المحلية، وفشلت في تحديد نقاط ضعف دولة الأمن العربية. لذا تحولوا إلى بن لادن واستراتيجيته العالمية لضرب ''العدو البعيد'' في الولايات المتحدة، وما تبع ذلك من هجمات في الغرب من مدريد إلى إسطنبول، ولندن. وينجح مثل هذا الأسلوب فقط لو أثارت هذه الهجمات ردودا انتقامية غربية كافية لإطلاق انتفاضات إسلامية للقضاء على الحكام العرب الذين هم ''العدو القريب'' داخل البلاد. وإن تفسير بروك لسياسة القاعدة ''بأنها سلسلة من الإجراءات البارزة للعيان، والعنيفة التي من شأنها تثوير وحشد كل أولئك الذين لم يقدموا على حمل السلاح؛ لتؤدي في النهاية إلى إثارة انتفاضة عامة يمكن أن تؤدي إلى عهد جديد من مسلمي العالم'' - لا تستوعب بما يكفي دقة الجدل الجهادي. وكان هدفهم الفعلي الحكام المستبدين المدعومين من قبل الغرب في بلادهم، ولكنهم كانوا يراهنون على أن مفهوم الحرب الغربية على الإسلام يشعل الجماهير الإسلامية. مع أن الأمور في أفغانستان تبدو مختلفة تماما بعد عشر سنوات من تلك الهجمات، وذلك بوجود جيش كبير متحالف يصارع ضد طالبان المتمردة، فإن الجهاديين قد أصيبوا بخيبة الأمل أصلا، حتى أن الوحشية التي مورست في نيويورك أخفقت في اجتذاب ما يكفي من الجنود المعادين للنصرانية لكي ينضموا إلى مخبأ بن دلان في أفغانستان. وتحرك الرئيس بوش، وحليفه البريطاني، توني بلير، على عجل، لمعالجة ذلك الأمر، على أية حال، من خلال التخلي عن أفغانستان للمرة الثانية (كانت المرة الأولى حين تخلي الغرب عن الأفغان بعد فترة قصيرة من انسحاب السوفييت)، وكذلك من خلال غزو العراق. فتح ذلك الباب أمام تمرد ناجح بصورة واضحة ضد الأمريكيين في قلب المناطق السنية في العراق. غير أن هذا النصر تحول سريعا إلى كارثة حين استطاع زعيم القاعدة في العراق، أبو مصعب الزرقاوي، تخطى ضوابط بن لادن، وإعطاء الأولوية لذبح الشيعة الذين اتهمهم بالوثنية، وهم يشكلون غالبية سكان العراق. وانقلبت قبائل السنة في وسط العراق ضد غلاة السنة المنتمين للقاعدة، وأصبحت النجاح الفعلي ''لتزايد القوة'' الأمريكية في عام 2007 - 2008، وهو فصل يحلله بروك بإنصاف في غاية الدقة. يفهم بروك كذلك المفارقة وراء إخفاق كل من الولايات المتحدة، والقاعدة في العراق. ونظر كل منهما إلى الصراع كشأن عالمي خال من الخصوصية، والسياق، والهوية، والحراك المحلي. وإن الكاتب، يسير في كل الاتجاهات، ويعطي التفاصيل حول جهل، وقلة براعة السياسات الغربية على الأرض. وإن روايته حول مسودة مرسوم من جانب ممثل أمريكا الثاني في العراق، فائق الوصف، بول بريمر، الذي أعلن ''أن العملتين الوحيدتين اللتين سيتم استخدامهما هما الدولارات، وماركات الرايخ''، تشير إلى أن محتلي العراق لم يكونوا فقط عالقين بذهنية الحرب الباردة، بل باحتلال ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية - هي ذهنية بإمكانها التعامل مع الأفكار المستبدة على شاكلة الستالينية، والنازية، دون أن تتمكن من السير على الطرق التي تعمها الفوضى في منطقة الشرق الأوسط. إن الخصوصية والسياق، على النقيض من ذلك، هما أمران يبدع بروك في معالجتها، حيث لديه عين تدقق في التفاصيل، وأذن تلتقط الأصوات الدقيقة. فمن شوارع بيشاور في شمال باكستان في الثمانينيات، حيث الخليط غير المنتظم من الجماعات الجهادية التي تعايشت جميعا في عملية إنضاج هادئة دائمة من صورة الغيرة الشديدة، والتحالفات المؤقتة، والتفاخر بصوت مرتفع''، إلى الضباط الأمريكيين الذين لم يقابلوا عراقيا واحدا دون قيود حول معصميه، فإن استخدامات التقارير، والروايات، والإشارات، شاملة الاستيعاب، ومليئة بالمعلومات - وهو تغيير مرحب به بعيدا عن المراسلين الذين يكتفون ببساطة بحشو كراسات كتاباتهم بالكلمات. لقد عاش بروك فترة طويلة في دلهي، حيث لديه معرفة شغوفة بجنوب آسيا، وبالتالي، فإنه مقنع بصفة خاصة حين يكتب عن التركيبة، والتفاصيل الاجتماعية للصراع في أفغانستان، وباكستان، وخصوصا عن المناطق القبلية بينهما. وإن الفصل الخاص بهذه المنطقة المنفلتة من عقال القانون، والمعروفة على نحو قليل، والتي يتحدث عنها الأجانب في أغلب الأحيان برومانسية عالية، هو أفضل ما في هذا الكتاب. وهو يكتب أنه يبدو أن طالبان باكستان المشتتة غالبا ما تكون لديها ''أهداف قليلة تتجاوز السيطرة على وادٍ بعينه، أو طريق، أو مساحة من الأرض''. وإذا أردت أن تعرف عن التوترات داخل لاشقرطيبه ''التي يقال إنها أكبر منظمة إسلامية متطرفة في العالم''، أو وحش فرانكشتين الذي خرج على سيطرة مبتكرة الذي هو إدارة الاستخبارات العسكرية الباكستانية - فإن بروك هو الرجل الذي يدلك على ذلك. وإن المداعبة القاتلة من جانب جنرالات باكستان، وجواسيسهم العاملين مع الجهاديين الذين يعتقد الجنرالات بافتراض مسبق أن بإمكانهم استخدامهم، والسيطرة عليهم في النزاع الإقليمي الكبير مع الهند، يمثل الآن تهديدا أكبر للاستقرار الدولي من القاعدة ذاتها. إن موت بن لادن أقرب إلى حاشية جانبية، حيث إن ''الشمولية'' الموهومة للعقيدة الإسلامية لزعيم القاعدة جرى تمريغها في التراب من قبل ولع الزرقاوي بالدماء، والتصرف طبقا للتنظير الذاتي للعمل في العراق، تماما مثل اشمئزاز المسلمين، ورفضهم للقاعدة من مصر إلى الجزائر، ومن السعودية إلى باكستان، حيث كان ذلك قاتلا لانجذاب الناس نحوها. وفي مناطق أبعد من الوطن، وعلى الرغم من مذابح من حين إلى حين من قبل إرهابيين محليين، عملوا على التثوير الذاتي لأنفسهم، وأرادوا إشعال ''جهادٍ دون قيادة'' في الغرب، والتوقعات المظلمة للانتفاضات أوروبية، وحالات مشابهة لما حدث في الفالوجة على نطاق أصغر، ووجود عربي في قلب العالم النصراني، وهي الأمور التي شاعت لدى منظري الجهاديين، ومعلقي الجناح اليميني بعد الاحتجاجات في المناطق الفرنسية الفقيرة عام 2005، فقد كانت وظلت هذه الأمور غير حقيقية، كما أنها كذلك في الوقت الراهن. إن الأمر الحقيقي الذي يعرّي، دون رحمة، إفلاس الجهادية المسلحة، وهو مد الثورات التي تزأر عبر الأراضي العربية. وكما يكتب جان - بيير فيليو في كتابه بعنوان ''الثورة العربية The Arab Revolution''، فإن التبشيرات المانوية للقاعدة قد تم إخراسها. ولا عجب في ذلك. واستطاع الجهاديون تقسيم الناس الذين افترضوا استردادهم بالدم والنار، بينما تركوا الأنظمة الأمنية التي ادعوا أنهم سيتخلصون منها. وإن الحركات الجديدة الشاملة الديمقراطية التي يقودها الشباب، والتي أطاحت بزين العابدين بن علي في تونس، وحسني مبارك في مصر، والثوار الذين اقتحموا عاصمة نظام معمر القذافي، طرابلس، والانتفاضة المدنية التي تهدد نظام رئيس العصابة في سوريا، بشار الأسد، أنجزت خلال عدة أشهر، ما لم تستطع إنجازه عقود من النشاط الإسلامي، أو عشرات من حالات التمرد الجهادية. وكان الشباب العرب المتعلمون، وذوو الاتجاه العالمي، ولكنهم، كانوا يشعرون أنهم أجانب في بلدانهم المنهوبة، والمغلوبة على أمرها، هم الذين أطاحوا بالنظام الاستبدادي الذي فرّخ أكثر أشكال الإسلام السياسي كانعكاس له في المرآة، الأمر الذي ولّد عقيدة الجهاد بمعناها الشرير. ركز فيليو، أستاذ دراسات الشرق الأوسط في معهد العلوم السياسية في باريس، الكثير من المعرفة، والتحليل الحساس، والمكتوب جيدا في هذه الدراسة الأولى حول اليقظة العربية الجديدة. يرى فيليو أن هذا الجَيَشان بمثابة دعوة إلى ''الكرامة، والكبرياء، والشرف''، و''صراع من أجل التصميم الذاتي، والتحرر من النخبة الفاسدة، واستعادة السيطرة والسلطة على مصير البلاد والأفراد. وستكون قدرة هذه الحركات على البقاء شاملة عبر الديانات، والطوائف، والطبقات في وجه المحاولات الاستفزازية للتفريق والسيادة، حاسمة في منع العودة إلى الوراء، وإعادة ترسيخ الأنظمة القديمة، وعودة المبدأ الجهادي. ويقول فيليو إن الثورات تظهر أن ''القاعدة مجرد فترة عابرة، وليست ضرورية للغاية في تاريخ الإسلام والعالم العربي. وليست تتويجا، وإنما هي خروج عن المعتاد''. يوافق علاء الأسواني إلى حد كبير على ذلك. وتلتقط روايته، ''عمارة يعقوبيان''، الإحباط والفساد، وانحطاط المستوى الخانق، والإرهاب الذي كانت تعانيه مصر في ظل رئاسة مبارك رغم المحاولات المتكررة لتجميل الواقع في الإطار النفسي. وفي مجموعة مقالات كتبها تحت عنوان ''حول دولة مصر'' خلال الشهور التي سبقت أحداث ميدان التحرير، يعتبر الأسواني كاتبا للحرية. ومن الصعب بالنسبة إلى كاتب روايات خيالية أن يتفوق على الواقع في مكان مثل مصر، ولهذا السبب يلجأ المواطنون المصريون العاديون إلى الفطنة والمزاح كحماية وعزاء. وتمتلئ مقالات الأسواني بقصص رائعة حول مرض النظام الاستبدادي، وحاجته إلى تثبيط الموهبة، وتحفيز الفشل. وبناء عليه، على سبيل المثال، تم تقزيم أحمد زويل، عالم الكيمياء الحائز على جائزة نوبل الذي كان يقدم المشورة إلى باراك أوباما، وجعله يقوم على تأسيس جامعة للتكنولوجيا في مصر حالما اكتشف نظام مبارك أنه كان يتمتع بالشعبية بين الشباب. كتب الأسواني قبل 18 شهرا: ''إن في مصر الملايين من الناس المثقفين، والآلاف من الأشخاص النزيهين الذين يمتلكون مواهب نادرة، وإذا أعطيت لهم الفرصة، فهم قادرون تماما على إحداث نهضة رئيسة في غضون سنوات قليلة. ولكن النظام الاستبدادي سبب جوهري لتخلف مصر والمصريين''. وكان ينهي هذا المقال، وكل مقال لاحق حتى الثورة، بعبارة يضيفها: ''الديمقراطية هي الحل'' - صدى واعٍ، ورفض لترنيمة الإخوان المسلمين البسيطة بأن ''الإسلام هو الحل''. وانهارت الشبكة التي ولدها التعايش بين النظام الاستبدادي والإسلام. لم ينتصر الغرب في حروب الحادي عشر من سبتمبر (أيلول). ولكنه لم ينهزم كذلك، حسبما يشير جاسون بورك. وانكشفت حدود قدرته العسكرية، وامتداده السياسي. ومع ذلك، عند نهاية هذا العقد المضطرب، فإن فراغ الطغاة الذين طالما دعمهم الغرب هو الأكثر انكشافا. وهذا هو نصر بحد ذاته بالنسبة إلى الغرب، حيث إن القيم العالمية التي يدعي أنه يدافع عنها تنبعث من جديد. فشل صراع الحضارات في أن يتبلور، على الرغم من أفضل جهود المتحمسين الجهاديين في العالم الإسلامي، والخوف الأعمى من الإسلام في الغرب. وبدأت الجماهير العربية بالتحرك بشكل حاسم باتجاه الديمقراطية والمساءلة، على الرغم من أن البلدان الغربية في عقد ما بعد حروب الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) تصرفت باستعلاء على الحرية وسيادة القانون من خلال ممارسات مثل التمثيل بالضحايا والتعذيب. وينبغي على المتشائمين المتطرفين على الجانبين أن ينظروا إلى هذه الثورات، والشعور باليأس. والسبب هو أن فكرة الحرية، حتى حينما يدعي هؤلاء الذين يدعون أنهم أوصياء عليها يفقدون الثقة فيها، وبغض النظر عن الآلاف الغاضبة الذين يشجبونها، يمكنها أن تحمل الجميع أمامها. * محرر الشؤون الدولية في ''فاينانشيال تايمز''، ومؤلف كتاب ''الفرصة الأخيرة: الشرق الأوسط في الميزان (مطبوعات آي بي تاورس) Last Chance: The Middle East in the Balance’ IB Tauris''.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES